كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – الوحدة الثالثة ” اللقاء الثالث “
كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة
الوحدة الثالثة
أمثلة ومعجرات السيّد المسيح
اللقاء الثالث
مثل “العذارى الحكيمات والجاهلات”
- النصّ الكتابىّ:
“ويُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ عَشرَ عَذارى حمَلنَ مَصابيحَهُنَّ وخرَجنَ للِقاءِ العَريسِ. وكانَ خَمسٌ مِنهُنَّ جاهِلاتٍ وخَمسٌ عاقِلاتٍ. فحَمَلتِ الجاهِلاتُ مَصابيحَهُنَّ، وما أخَذنَ معَهنَّ زيتًا. وأمّا العاقِلاتُ، فأخَذنَ معَ مَصابيحِهِنَّ زَيتًا فى وِعاءٍ. وأبطأَ العَريسُ، فنَعسِنَ جميعًا ونِمنَ.
وعِندَ نِصفِ اللَّيلِ عَلا الصَّباحُ: جاءَ العَريسُ، فَاخرُجنَ للِقائِه! فقالَتِ العَذارى العَشرُ وهيَّأنَ مَصابيحَهُنَّ. فقالَتِ الجاهِلاتُ لأنَّ مَصابيحَنا تَنطفِئ. فأجابَتِ العاقِلاتُ: رُبَّما لا يكفى لنا وَلكُنَّ، فاَذهَبنَ إلى البَيّاعينَ واَشتريِنَ حاجَتَكُنَّ. وبَينَما هُنَّ ذاهباتٌ ليَشترينَ، وصَلَ العَريسُ. فدّخلَت معَهُ المُستعِداتُ إلى مكانِ العُرسِ وأُغلقَ البابُ.
وبَعدَ حينٍ رجَعَتِ العَذارى الأُخَرُ فقُلنَ: يا سيَّدُ، يا سيَّدُ، اَفتَح لنا! فأجابَهُنَّ العريسُ: الحقَّ أقولُ لكُنَّ: أنا لا أعرِفُكُنَّ.
فاَسهَروا، إذًا، لأنَكُم لا تَعرِفونَ اليومَ ولا السّاعَةَ” (مت 25: 1 -13).
- إلى خادم الكلمة:
تقوم بنية المَثل على التضاد بين مجموعتين من العذارى المدعوّات إلى العُرس: الأولى أعضاؤها عاقلات أخذن زيتًا، فى حين أغفلت الأخرى أخذ الزيت لهذا هنّ جاهلات، والمجموعة العاقلة استطعن مواجهة الموقف الطارئ الناتج عن تأخّر العريس.
يُشبه هذا المثل الوكيل الأمين، وكلاهما يركّز على فكرة أن الموقف السليم هو الاستعداد لمجئ السيّد. هنا يشير الإنجيلى إلى طريقين خاطئين فى الحياة: طريق الذى يتّكل على أن سيّده يُبطئ كما كان الحال مع الخادم غير الامين، والطريق الآخر هو العذارى الجاهلات غير المؤهَّلات للانتظار الطويل.
يجب على المسيحى أن يكون مستعدّاً ومُثابراً، الاستعداد لأن السيّد قد يأتى فى أىّ لحظة، “لأنكم لا تعلمون اليوم ولا الساعة”، والمثابرة لأن السيّد قد يبطئ. إن ردّ العريس على العذارى الجاهلات “فأجابَهُنَّ العريسُ: الحقَّ أقولُ لكُنَّ: أنا لا أعرِفُكُنَّ” (مت 25: 12)، يُذكّر بما قاله المعلّم للتلاميذ الكذَبَة “فـأقولُ لهُم: ما عَرَفتُكُم مرَّةً. اَبتَعِدوا عنَّى يا أشرارُ!” (مت 7: 23).التلاميذ الكذبة هم أشخاص تنبّأوا باسمه، وطردوا شياطين، وصنعوا آيات لكنهم لم يتممّوا إراداته. وفى مَثل العذارى يقوم جهلهنّ فى الازدواجيّة، أى الفارق بين ما يقُلن وما يعملن، بين الصلاة والعمل.
وهذا يُذكرنّا بمثَل الرجل العاقل: الحكمة هى أن يبنى المرء حياته على سماع كلمة الله والعمل بها، أمّا الجهل فهو الاكتفاء بالسماع فقط. وفى مَثل العذارى تتّضح ضرورة الاستعداد والمثابرة، ومحاولة شراء الزيت فى آخر لحظة تعنى أنه لا يمكن إصلاح وتدبير الأمر فى اللّحظة الأخيرة، ومَن يحاول أن يواجه هذا الأمر بمهارته البشريّة يفشل فشلاً ذريعاً.
- الفكرة الاساسيّة:
– “فكونوا أنتُم أيضاً على اَستِعدادٍ، لأنَّ اَبنَ الإنسانِ يَجئُ فى ساعةٍ لا تَنتَظِرونَها” (مت 24: 44).
– “فاَسهَروا، إذًا، لأنَّكُم لا تَعرِفونَ اليومَ ولا السّاعَةَ” (مت 25: 13). - الهدف:
– أن يُدرك المخدوم أن الله يُريد منّا أن نسير طول حياتنا على وصاياه، وليس فى قترات معيّنة.
– أن تكون أعمالنا مطابقة لأقوالنا قدر الإمكان. - الاحتياجات والصعوبات:
- لأن المخدومين ما زالوا صغار السنّ، قد يعتقد بعضهم أن أمامه العمر طويل والفرص متعدّدة لعمل الخير، ولا داعى للاستعجال، لذلك يعتقدون أن متطلّبات الإيمان يمكن تنفيذها (لمّا نكبر)، ولذلك نحتاج بشدّة لتعميق مفهوم أن ملكوت الله هنا والآن.
- يحتاج المخدومون فى هذا السنّ إلى توضيح معنى الزيت فى المصباح بطريقة عمليّة، عن طريق أمثلة حقيقيّة من حياتهم، أو من حياة الكبار، مثلاً: الاهتمام بمساعدة الآخرين فى كل المناسبات، بذل المجهود العضلى والعقلى فى مساعدة المرضى والمسنّين، المساعدة فى قضاء احتياجات المنزل…..
قد يعترض بعض المخدومين على تصرّف العريس، واتّهامه بالقسوة ليلة عرسه، وخاصّة أنه من الصعب شراء زيت فى منتصف اللّيل، أو أن العذارى الحكيمات قد تصرّفن بأنانيّة لرفضهن إعطاء زيت للأخريات، لذلك على الخادم أن يوضّح أن هذا مثلٌ، وأن القصد الأساسى منه الصورة الكُليّة للمَثل وليس تفاصيله، والعريس عندما أغلق الباب يشير إلى اللّقاء الشخصى بالله، وهو لقاء فرح ودينونة، والقصد الأساسى من المَثل هو ما ذكره السيّد المسيح فى آخره “أسهروا لأنكم لا تعلمون اليوم ولا الساعة”. أمّا البحث عن الزيت فى آخر لحظة فإنه يشير إلى استحالة تدبير وإصلاح أمور حياتنا فى آخر لحظة، وهذا يؤكّد أهميّة استثمار الحياة الحاضرة بما فيها من امكانيّات ووزنات.