stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكتبالمكتبة الكاثوليكية

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – الوحدة الثانية ‏” اللقاء السابع “

738views

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة

الوحدة الثانية

زمن الصوم الكبير والآلام والقيامة

اللقاء السابع

 

برج بابل والعنصرة

  • النصّ الكتابى:
    “وكانَ لأهلِ الارضِ كُلّها لُغَةٌ واحدةٌ وكلامٌ واحدٌ. فلمَّا رحَلوا مِنَ المَشرقِ وَجدوا بُقعَةً فى سَهلِ شنِعارَ، فأقاموا هُناكَ. وقالَ بعضُهُم لِبعضٍ: تعالَوا نصنَع لِبنًا ونَشويِه شيُا، فكانَ لهُمُ اللبنُ بَدَلَ الحِجارَةِ والتثرابُ الأحمرُ بَدَلَ الطينِ. وقالوا: تعالَوا نَبنِ لنا مدينَةً وبُرجا رأسُهُ فى السمَّاءِ. وَنُقِم لنا اَسمًا فلا نتَشتَّتُ على وجهِ الارضِ كُلّها.
    ونَزَلَ الرّبُّ لِيَنظُرَ المدينَةَ والبُرج اللذَينِ كانَ بّنو آدمَ يَبنونَهما، فقالَ الرّبُّ: ها هُم شعبٌ واحدٌ، ولهُم جميعًا لُغَةٌ واحدةٌ! ما هذا الذى عَمِلوه إلاَ بِدايةً، ولن يصعُبَ علَيهم شئٌ ممِا يَنوونَ أن يعمَلوه! فلنَنزِل ونُبلبِل هُناكَ لُغَتَهُم، حتى لا يفهَمَ بعضُهُم لُغَةَ بعضٍ. فشَتَّتهُمُ الرّبُّ مِن هُناكَ على وجه الارضِ كُلّها، فكَفُّوا عَن بِناءِ المدينةِ. ولِهذا سُميَت بابِلَ، لأنَّ الرّبَ هُناكَ بَلبَلَ لُغَةَ النَّاسِ جميعًا، ومِن هُناكَ شَتَّتهم الربُّ على وجه الأرضِ كُلّها” (تك 11: 1 -9).
    “ولَّما جاءَ اليومُ الخَمسونَ، كانوا مُجتَمعينَ كُلُّهُم فى مكانٍ واحدٍ، فخرجَ مِنَ السَّماءِ فجأةً اليومُ الخَمسونَ، كانوا مُجتَمعينَ كُلُّهُم فى مكانٍ واحدٍ، فخرَجَ مِنَ السَّماءِ فجأةً دَوى كَرِيحِ عاصِفَةٍ، فمَلأ البَيتَ الذى كانوا فيه. وظَهرَت لُهم ألسِنَة كأنَّها مِن نارٍ، فاَنقَسَمَت ووقَفَ على كُلّ واحدٍ منهُم لِسانِ.
    فاَمتَلأوا كُلُّهُم مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ، وأخذوا يتكَلَّمونَ بِلُغاتٍ غَيرِ لُغَتِهِم، على قدرِ ما مَنَحهُمُ الرُّوحُ القُدُسُ أن ينطِقوا.
    وكانَ فى أُورشليمَ أُناسٌ أتقياءُ مِنَ اليَهودِ جاؤُوا مِن كُلّ أمَّةٍ تَحتَ السَّماء. فلمَّا حدَثَ ذلِكَ الصوتُ، اَجتمَعَ الناسُ وهُم فى حَيرةٍ، لأنَّ كُل واحدٍ منهُم كانَ يَسمَعُهُم يتكَلَّمونَ بِلُغَتِهِ. فاَحتاروا وتَعجَّبوا وقالوا: أما هؤُلاءِ المُتكَلّمونَ كُلُّهُم مِنَ الجَليلِ؟ فكيفَ يَسمَعُهُم كُلُّ واحدٍ مِنا بِلُغةِ بَلدِهِ؟” )أع 2: 1 – 8).
  • إلى خادم الكلمة:
    تأمّل كاتب الوحى كثيراً فى مشكلة تَمزّق وحدة البشر، وتساءل لماذا هذا التشتّت البشرى إلى شعوبٍ، وأممٍ، ولغاتٍ، وثقافاتٍ متعارضةٍ ومتحاربةٍ فى بعض الأوقات؟
    بينما فى بداية التكوين تظهر وحدة الجنس البشرى، من حيث الأصل والدعوة والمصير؟ وفى هذا النصّ تتمزّق هذه الوحدة، بل تتحوّل إلى مواجهاتٍ عنيفة.
    كانت العبادة فى بلاد ما بين النهرين (العراق) كثيراً ما تتمّ فى برجٍ له طوابق، وكان هناك برجٌ شهير مُخصصّ للإله مردوك، وتُقام فيه عبادة الأوثان، واسم البرج معناه باللّغة العربيّة (هيكل أساس السماء والأرض)، وهو يرمز فى الفكر الكتابى إلى النزعة المتكبّرة والمعاديّة لله، وفى نفس الوقت يرمز برج بابل إلى تمزّق وحدة البشر بسبب الكّبرياء واستبعاد الله، وهذا الاسم فيه تلميح إلى البلبلة والتشتّت، ولن يتمّ تجميع الشعوب والأمم واللّغات إلاّ حول الله الحىّ “يكونُ فى الايّامِ الآتيةِ أنَّ جبَلَ بَيتِ الرّبّ يثبُتُ فى رأسِ يقولونَ: لنَصعَد إلى جبَلِ الرّب، إلى بيت إله يَعقوبَ، فيُعَلّمَنا أن نسلُكَ طُرُقَهُ. فمِن صِهيونَ تخرُج الشَّريعةُ ومِن أُورشليمَ كلمَةُ الرّبّ” (أش 2: 2- 3)، هذه المُصالحة تظهر فى المكان المعاكِس لبابل “أورشليم الجديدة”، كذلك ستُصبح الكنيسة يوم العنصرة نواة هذه الجماعة الجديدة من البشر، حيث لا يمثّل الاختلافات بين اللّغات والثقافات أى عائق أمام اتّفاق البشر وتناغمهم
    إن نصّ برج بابل لا يمكن فهم معناه العميق إلاّ إذا تأملّنا (أع 2: 1 – 11). حيث أن فى نصّ برج بابل تتمزّق وحدة البشر، بسبب محاولتهم البنيان بدافع الكبرياء وإبعاد الله من حياتهم بل ومنافسته، بينما العنصرة، حيث زمن الروح القدس، الذى أفاضه الله على الجماعة الأولى، فإن عوائق اللّغة والجنس تُصبح غير ذات أهميّة بسبب عمل الروح فى قلوب البشر.
  • الفكرة الاساسيّة:
    – “فشَتَّتَهُمُ الرّبُّ مِن هُناكَ على وجهِ الأرضِ كُلّها، فكفُّوا عَن بِناءِ المدينةِ” (تك 11: 8).
    – “فلمَّا حدّثَ ذلِكَ الصوتُ، اَجتمَعَ الناسُ وهُم فى حَيرَةٍ، لأنَّ كُلَ واحدٍ مِنهُم كانَ يَسمَعُهُم يتكَلَّمونَ بِلُغتِهِ” (أع 2: 6).
  • الهدف:
    – أن يفهم المخدمون العلاقة بين نصىّ برج بابل والعنصرة.
    – أن يترسّخ فى أذهانهم أن الاختلاف فى اللّغة، أو الثقافة، أو الجنس، أو حتّى الدين، لا يصبح عائقًا فى علاقتنا بإخواتنا البشر.
    – أن يلمس المخدومون ضرورة عمل الروح القدس لبنيان التضامن والمحبّة بين البشر، وهذا على العكس تمامًا من روح الكبرياء والأنانيّة.

الاحتياجات والصعوبات:
– يحتاج المخدومون فى هذا السنّ، إلى يركّز الخادم على حقيقة أن العمل الأهمّ للروح وهو أن يجعل قلوب البشر منفتحة لفّهم من حولنا، لأن المخدوم فى هذا السنّ يميل إلى الشلليّة، والجماعات المنغلقة على نفسها.
– يحتاج المخدومون إلى التدريب على الفَهم الصحيح للنصّ الكتابى، ولماذا يسرد كاتب الوحى قصّة برج بابل، أو يصف ما حدث يوم العنصرة.
– فرصة جيّدة للخادم لتقديم النصَّين معًا حتّى يقرأ المخدومون بعرض التدريب على الربط بين العهد القديم والعهد الجديد.
– يمكن للخادم أن يدعو المخدومين إلى ضرب أمثلة لمواقف تُشبه برج بابل وأخرى تُشبه العنصرة (مواقف من حياة المخدومين تُشير غلى وجود روح التشاحن والكراهيّة رغم وحدة اللّغة والجنس، ومواقف تُشير إلى روح التفاهم والتعاون رغم اختلاف اللّغة والجنس).
– ضرورة أن يتذكّر الخادم أن موضوع اللّقاء هو تعاون الجماعة للبناء، وهذه النصوص توضّح الشرط الأساسى لنجاح البُنيان.