كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – الوحدة الثالثة ” اللقاء التاسع “
كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة
الوحدة الثالثة
أمثلة ومعجرات السيّد المسيح
اللقاء التاسع
مَثَل “البيتَين”
- النصّ الكتابىّ:
“فمَن سمِعَ كلامى هذا وعملَ بِه يكونُ مِثلَ رَجُلٍ عاقِلٍ بَنى بَيتهُ على الصَّخر.فنزَلَ المَطَرُ وفاضتِ السٌيولُ وهَبَّتِ الريِاحُ على ذلِكَ البَيتِ فما سقَطَ، لأنَّ أساسَهُ على الصَّخرِ ومَن سَمِعَ كلامى هذا وما عمِلَ بِه يكونُ مِثلَ رَجلٍ غَبى بنَى بَيتَهُ على الرَّملِ. فنَزَلَ المطَرُ وفاضَتِ السٌيولُ وهَبَّت الرَّياحُ على ذلِكَ البَيتِ فسَقَطَ، وكانَ سُقوطُهُ عَظيمًا” (مت 7: 24 – 27)، (أنظر أيضاً لو 6: 47 – 49).
- إلى خادم الكلمة:
يأتى هذا المَثل فى الإنجيل بحسب متّى فى ختام العظة على الجبل، وعبارة “كلامى هذا” تعود إلى العظة كلّها. وفى المَثل إشارات وتلميحات إلى العهد القديم: الصخرة التى تضمن الاستقرار والأمان هى الرّب، وكلمته، وشريعته، وترمز العاصفة فى الكتاب المقدّس إلى الدينونة.
وفى المَثل يتكلّم السيّد المسيح عن رجليَن أحدهما حكيم والىخر جاهل، والكلمة المستعملة للإشارة إلى الرجل الحكيم تعنى الحريص والواعى، والمقصود هنا القدرة على اتّخاذ القرار مع التأنّى، دون الوقوع فى التردّد، والرجل الحكيم ليس بالضرورة مَن يتّخذ الموقف الوسط، والاتّزان فى الإنجيل يعنى التأكيد على أولويّة مكانة الله.
إن الرجل الحكيم هو الرجل الواعى، وأفضل درجات الوعى هى فهم الأمثال، “مَن له أذنان للسمع فليسمع”، ولا يقوم الفرق بين الرجليَن فى سماع كلمة الله، ولكن فى بعد السماع، إن الحكمة والوعى يقومان فى العمل بما سمع الإنسان، أمّا الجهل أو الحماقة فهى أن يكتفى الإنسان بما سمع ويتوقّف عند هذا.
إن جماعة المؤمنين يتنازعها تيّاران: مَن يسمع ويتأمّل ويناقش ويقرّر ويعمل، ومَن يكتفى بما سمع وتأمّل وناقش، إن أى جماعة مسيحيّة لا يمكن أن تكون قويّة عندما يسيطر عليها هذا النوع الاخير.
وعندما يقول السيّد المسيح “كلامى هذا” يقصد التعاليم الواردة فى العظة على الجبل، لا يقصد السيّد المسيح المزيد من الاصوام والحسنات والصلوات، بل يقصد أن يزداد عملنا وحياتنا حبّاً بالله والقريب، أكثر من برّ الكتبة والفريسيّين.
يتكلّم البعض كثيراً عن الله “سيَقولُ لى كثيرٌ مِنَ النّاسِ فى يومِ الحِسابِ: يا ربّ، يا ربّ، أما باَسمِكَ نَطَقنا بالنٌبوءات؟ وباَسمِكَ طَرَدنا الشَّياطين؟ وباَسمِكَ عَمِلنا العجائبَ الكثيرةَ؟ فأقولُ لهُم: ما عَرَفتُكُم مرَّةً. اَبتَعِدوا عنَّى يا أشرارُ!” (مت 7: 22- 23)، لأنهم لا يتمّمون إراداته، فأعمالهم لا تطابق أقوالهم، إن الصلاة يجب أن تُترجم إلى العمل بإرادة الله.
إن المشكلة الأكبر هى فى التعوّد على الاستماع لكلام الله، لكنّنا لا نجعله أساس حياتنا.
كثيرون يتوهّمون أنهم يعيشون مع الله، لكنّهم فى الواقع لا يعرفونه، وكثيرون يعتقدون أنهم لم يقابلوا الله، لكنهم فى الحقيقة قابلوه فى الآخر، خاصّةً فى الفقير والمريض والمحبوس….
- الفكرة الأساسيّة:
مَن يسمع لكلام الربّ ويعمل به يبنى حياته على الصخر.
- الهدف:
- أن يترسّخ فى أذهان المخدومين أن الإيمان المسيحى ليس مجرّد كلمات وصلوات نردّدها فقط، بل يقوم الإيمان على العمل بكلمة الله.
- وبناءً على هذه الحقيقة مطلوب من المسيحى أن يسهر على عمل الخير، والقيام بأعمال المحبّة دون كلل.
- الاحيتاجات والصعوبات:
- دائماً وفى كلّ الأعمار يحتاج المخدومون إلى القدوة والمَثل الصالح، خاصّة فى هذا الموضوع، ومَثل البيتَين معروف جيّداً، لكن يحتاج للتطبيق.
- لهذا يحتاج المخدومون إلى أن يركّز الخادم، على كلام المسيح الذى يرفض التقوى الظاهريّة، دون قناعة قلبيّة تظهر فى الأعمار والسلوك وردود الافعال.
- على الخادم أن يتجنّب الكلام السلبى أو الهجوم على طوائف أو أشخاص معيّنين، ويُطلق عليهم الاتّهامات، حتّى لا يتحوّل نظر المخدومين عن المعنى العميق للمَثل، ويتعلّمون إدانة الآخرين، وعلى الخادم أن يلفت نظرهم إلى أن عليهم أن ينظروا إلى سلوكهم وأعمالهم أولاً، والبُعد عن إطلاق أحكام على الآخرين.
- من صعوبات هذا اللّقاء طبيعة سنّ المخدومين، حيث يمكن أن يثيرهم عاطفياً وبعد قليل يشعرون بالسأم، وعلى الخادم مناقشة الفكرة جيّداً، وإظهار أن أعمال المحبّة تشبه الوجبات التى نتناولها : فنحن نأكل ثلاث مرّات يومياً، ونعلم أننا سنجوع ولكن لن نتوقّف عن الأكل، كذلك نقرأ وندرس ونحضر مجموعات تقوية، ورغم هذا ننسى ما درسناه، ولذلك مطلوب المذاكرة بتكرار، كذلك أعمال المحبّة تتطلّب التكرار.
- يمكن أن يقوم بعض المخدومين برفض الصلاة بحجّة كلام السيّد المسيح، وعلى الخادم أن يركّز على أن سماع كلمة الله هامّ فى كلّ الحالات، والمسيح يُوصى بهذا، ولكن السيّد له المجد يحذّر من التوقّف عند السماع فقط.
- لا بدّ من أن يتنبه الخادم أن اللّقاء يأتى فى إطار فكرة أوسع وهى البنيان، ولذلك على الخادم أن يعود فى نهاية اللّقاء للسؤال: هل حياتنا مبنيّة على الصخر؟ أم على الرمل؟