stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكتبالمكتبة الكاثوليكية

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – الوحدة الثالثة ‏” اللقاء العاشر ‏ “

975views

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة

الوحدة الثالثة
أمثلة ومعجرات السيّد المسيح

اللقاء العاشر

أنا الكرمة وأنتم الأغصان

  • النصّ الكتابىّ:

“أنا الكَرمَةُ الحَقيقيَّةُ وأبى الكّرامُ. كُلُّ غُصنٍ منِّى لا يَحمِلُ ثَمراً يَقطَعُه، وكُلُّ ما يُثمِرُ يُنقّيهِ ليَكثُرَ ثَمَرُهُ. أنتُمُ الآنَ أنقياءُ بفَضلِ ما كَلَّمتُكُم بِه. أثبتوا فىَّ وأنا فيكُم. وكما أنَّ الغُصنَ لا يُثمِرُ مِن ذاتِهِ إلاَ إذا ثَبَتَ فى الكرمَةِ، فكذلِكَ أنتُم : لا تُثمرِونَ إلاَ إذا ثَبَتُّم فىَّ.

أنا الكرمةُ وأنتُمُ الاغصانُ: مَن ثبَتَ فِىَّ وأنا فيهِ يُثمِرُ كثيراً. أمَّا بِدونى فلا تَقدرِونَ على شَئٍ. مَن لا يَثبُتُ فىَّ يُرمى كالغُصنِ فييَبسُ. والأغصانُ اليابِسَةُ تُجمَعُ وتُطرَحُ فى النارِ فتَحتَرِقُ. إذا ثَبَتُّم فىَّ وثبَتَ كلامى فيكّم، تَطلُبونَ ما تَشاؤونَ فتنالونَهُ. بِهذا يَتمَجَّدُ أبى: أن تَحمِلوا ثَمراً كثيراً فتكونوا تلاميذى” (يو 15: 1 – 8).

  • إلى خادم الكلمة:

كانت فلسطين أرض الكروم، وقد أدرك الإنسان مبكراً أن أهمّ ما فى الكرمة هو ثمارها، وعود الكرمة ليس له فائدة، بل ثمرها هو الذى يسرّ الله والناس: “فقالَتِ الكَرمةُ: أأترُكُ خَمرى الذى يُفَرّحُ الآلِهةَ والنَّاسَ وأذهَبُ لأستَعلىَ على الشَّجَرِ؟ (قض 9: 13).

ووجود الكرمة على الأرض علامة على بركة الله، ولكن من يخونون الله لن يشربوا من خمر كرومهم: “يَبنونَ بيُوتًا ولا يَسكُنونَ فيها، ويَغرِسونَ كُرومًا ولا يَشربونَ خمرَها” (صف 1: 13)، والملوك الظالمون للشعب يستولون على كروم رعاياهم (أنظر 1ملو 21: 1 – 6)، وعلى العكس حين ينتشر السلام والعدل تكون الكرمة مثمرة: “وأُعيدُ شعبى إسرائيلَ مِنَ السَّبىِ، فيبنونَ المُدُنَ المُخرَّبةَ       ويُقيمونَ بها، ويغرِسونَ كُرومًا ويشربونَ مِن خمرِها، وجنائِنَ ويأكلونَ مِن ثَمرِها” (عا 9: 14)، وترمز الكرمة أيضاً إلى الحكمة، وإلى الزوجة المخلصة “مِثلَ كرمةٍ مُثمِرَةٍ تكونُ أمرأتُكَ فى جوانبِ بَيتِكَ” (مز 128: 3).

ويرجع يسوع المسيح إلى سفر أشعياء لكى يُعلن أن الله ينتظر ثمار كرمته، ويضرب مثل الكرّامين القتلة فى (مر 12: 1- 5)، ويُرسل أخيراً ابنه الحبيب فيقتلونه، وهنا يفتح الله مرحلة جديدة فى تدبيره حيث يُسلّم الكرم إلى كرّامين أمناء يُؤذّون له الثمر فى أوانه (مر 12: 7- 9).

وما لم يستطع شعب العهد القديم أن يُقدّمه لله، قدّمه يسوع المسيح، إنه الكرمة الحقيقيّة والكرمة المثمرة، وهو إسرائيل الحقيقى، وهو يأتى بثمر نتيجة التضحيّة بحياته كأقصى دليل على الحبّ (يو 15: 9)، وستصبح ثمار الكرمة (النبيذ) فى سرّ الإفخارستيّا) العلامة الاسراريّة لدمّ المسيح للعهد الجديد.

المسيح هو الكرمة ونحن الأغصان، ودون الاتّحاد بالكرمة الحقيقيّة لن نستطيع أن نعمل شيئًا، وتوجّه الدعوة لهذا الاتّحاد إلى جميع البشر، وبفضل هذا الاتّحاد يُصبح الإنسان غصنًا مثمراً فى هذه الكرمة، فيتمجّد الىب، وهكذا نفهم سرّ الكرمة الحقيقيّة الذى يمثّل الاتّحاد بين المسيح والكنيسة، وما ينتج عن هذا الاتّحاد من خصبٍ وفرحٍ ثابت “أنا فيهِم وأنتَ فىَّ لتكونَ وِحدَتُهُم كامِلَةً ويَعرِفَ العاَلمُ أنَّكَ أرسَلتَنى وأنَّك تُحبُّهُم مِثلَما تُحبُّنى” (يو 17: 23).

إن الغصن عديم الثمر يُعطّل نموّ الكرمة، فهو يأخذ من عصير الكرمة دون فائدة، مثل الإنسان الذى يحضر القدّاس ويستمع إلى العظات والترانيم دون أن يتغيّر شئ فى حياته، ودون أى عمل محبّة لإخوته البشر.

إن الله يريد منّا ألاّ نكون فاترين: “أنا أعرِفُ أعمالَكَ، وأعرِفُ أنَّكَ لا بارِدٌ ولا حارَّ ولا باردٌ” (رؤ 3: 15- 16)، وإن لم تأتِ كلمة الله بثمرٍ فينا، تُصبح هذه الكلمة سبباً للدينونة “مَن لا يَثبُتُ فىَّ يُرمى كالغُصنِ فيَيبسُ. والاغصانُ اليابِسَةُ تُجمَعُ وتُطرَحُ فى النارِ فتَحتَرِقُ” (يو 15: 6).

  • الفكرة الاساسيّة:

كما أنّ الأغصان فى الكرمة تستمدّ حياتها من الكرمة، كذلك المؤمنون بالمسيح يستمدّون حياتهم من حياته، وهذا يُنتج الثمر اللّذيذ، أى أعمال الحبّ والرحمة.

  • الهدف:
  • أن يترسّخ فى أذهان المخدوموين أن الإيمان بالمسيح والاستجابة لعمل الروح القدس فينا هو سبب الاعمال الإيجابيّة الجميلة التى يمكن أن نقوم بها.
  • أن يدرك المخدومون أن الإيمان بالمسيح والارتباط به ليس كلامًا فقط، بل هو أفعال.
  • الاحتياجات والصعوبات:
  • يحتاج المخدومون إلى تعميق حقيقة أننا بدون المسيح ومعونة الروح القدس لن نستطيع أبداً أن نقدّم الخير للآخرين، أو أن نستمرّ فى النموّ الروحى الذى يعنى أعمال الحبّ والرحمة.
  • يحتاج المخدومون إلى التفرقة بين المَثل والتشبيه والقصص والحقيقيّة.
  • قد يخطر ببال المخدومين، أن المؤمن عندما يقوم بأعمال تُعبّر عن الحبّ والرحمة فإن الأحوال العامّة ستنصلح، وتتوقّف الحربّ والجرائم، وعلى الخادم أن يذكرّهم بمَثل القمح والزؤان (مت 13: 24 – 30). وأن الله يصبر على البشر ويعطيهم فرصة جديدة كلّ يوم.
  • وهناك اعِتراض آخر وهو مَن لا يأتى بثمر يُقطع ويُلقى فى النار، وهذا مخيف للمخدومين، وعلى الخادم العودة للنقطة السابقة للردّ على هذه الصعوبة.
  • ملحوظة:

إن طريقة التعليم المسيحى التى نعتمدها فى كلّ الدروس هى الطريقة الحواريّة، وقد ثَبُتَ أن هذه الطريقة تأتى بنتائج أفضل من غيرها، خاصّة إذا كان الخادم واسع الصدر لاستقبال أسئلة واعتراضات المخدومين. والطريقة الحواريّة تعتمد على وضع أسئلة لا تكون إجابتها بنعم أو لا، بل أسئلة تدفع المخدومين إلى التفكير، وهذه الاسئلة لا تعتمد على استرخاء المعلومات بالذاكرة، بل هى تذهب إلى معنى النصوص ومقاصدها وتطبيقها العملى.