stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكتبالمكتبة الكاثوليكية

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – الوحدة الثالثة ‏” اللقاء الحادى عشر ‏”

876views

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة

الوحدة الثالثة
أمثلة ومعجرات السيّد المسيح

اللقاء الحادى عشر

 

معجزة “عُرس قانا الجليل”

  • النصّ الكتابىّ:

“وفى اليوم الثالثِ كانَ فى قانا الجَليلِ عُرسٌ، وكانَت أُمُّ يَسوعَ هُناكَ. فدُعَىَ يَسوعُ وتلاميذُهُ إلى العُرسِ. ونفَدَتِ الخَمرُ، فقالَت لَه أُمُّهُ: ما بَقىَ عِندَهُم خمرٌ. فأجابَها: ما لى ولَكِ، يا اَمرأةُ، ما جاءَت ساعَتى بَعدُ. فقالَت أُمُّهُ لِلخدَمِ: إعمَلوا ما يأمُرُمُم بِه. وكانَ هُناكَ سِتَّةُ أجرانٍ مِن حجَرٍ يتَطَهَّرُ اليَهودُ بِمائِها على عادَتِهِم، يسَعُ كُلُّ واحد مِنها مِقدارَ مكيالَينِ أو ثلاثَةٍ. فقالَ يَسوعُ لِلخدَمِ: إملأُوا الأجرانَ بالماءِ.فمَلأوها حتّى فاضَت فقالَ لهُم: اَستَقوا الآنَ وناولِوا رَئيسَ الوَليمَةِ. فناوَلُوهُ. فلمَّا ذاقَ الماءَ الذى صارَ خَمراً، وكانَ لا يَعرِفُ مِن أينَ جاءَتِ الخَمرُ، لكِنَّ الخدَمَ الذينَ اَستَقَوا مِنهُ كانوا يَعرِفونَ، دَعا العَريسَ وقالَ لَه: جَميعُ الناسِ يُقدّمونَ الخَمرَ الجيّدةَ أوّلاً، حتّى إذا سكِرَ الضُّيوفُ، قَدَّموا الخَمرَ الرَّديئةَ. أمَّا أنتَ فأخَّرتَ الخَمرَ الجيّدةَ إلى الآنَ!

هذِهِ أُولى آياتِ يَسوعَ، صنَعَها فى قانا الجَليلِ. فأظهَرَ مَجدَهُ، فآمَنَ بهِ تلاميذُهُ. ونزَلَ يَسوعُ بَعدَ ذلِكَ إلى كَفر ناحومَ ومعَهُ أُمُّهُ وإخوَتُهُ وتلاميذُهُ، فأقاموا فيها أيّاماً قَليلةً” (يو 2: 1- 12).

  • إلى خادم الكلمة:

تأتى آية (معجزة) قانا الجليل، فى الخطّ الرئيسى لإنجيل يوحنّا، وهو إبراز سرّ يسوع المسيح، وإرشاد الناس للإيمان به، كنبع للنور فى الحياة، وهى آية، أى علامة أو إشارة إلى أن الله حاضر فى المسيح حضوراً حقيقياً، وأعمال المسيح هى أعمال الله، وقد جاء لكى يخلّصنا ويهبنا الحياة، وهذا هو معنى الآية. لذلك يقول القدّيس يوحنّا فى إنجيله “أظهر مجده فآمن به تلاميذه”، لذلك تعتبر الكنيسة يوم عُرس قانا الجليل من أعياد الظهور الإلهى، وتحتفل به الكنيسة القبطيّة فى 11 طوبه من كلّ عامّ، باللإضافة إلى إعياد الظهور الإلهى الأخرى مثل : الميلاد والختان والغطاس.

وهكذا كلّ الآيات (المعجزات) التى ذُكِرَت فى إنجيل يوحنّا، تعبّر عن جانب من جوانب مجد المسيح: فتكثير الخبز يُظهره خبز الحياة، وشفاء الأعمى منذ مولده يُظهره نوراً للعالم، وإقامة لعازر من الأموات تُظهر أنه القيامة والحياة.

والخمر (النبيذ) هو عصير العنب المُختمر، يُشير إلى الفرح وجوّ الاحتفال، وكذلك فى العهد الجديد يُشير النبيذ إلى نفس المعنى عند حضور المسيّا، وحفلة العُرس تشير إلى جوّ الفرح والاحتفال بسبب وجود العريس وهو المسيح (العريس الحقيقى)، وهو نفسه الذى يُعطى الخمر الجيّد، وهذا الخمر ليس جيّداً فقط، ولكنّه وفير جدّاً، وهذا ما نفهمه من ضخامة كميّة الماء الموجودة فى الأجاجين (الأزيار)، فقد كان هناك ستّة أجاجين يسع كلّ منها مكيالين أو ثلاثة، والمكيال حوالى 40 لتراً، نحن أمام مئات اللّيترات من الماء الذى تحوّل إلى خمرٍ جيّد، وهو من النعِم المسيانيّة المنتظرة (أنظر تك 49: 10، أش 5: 7).

وقد رأى بعض آباء الكنيسة وبعض المفسّرين، أن هذه الآية تُشير بطريقة مسبقة إلى سرّ الإفخارستيا، فالمسيح يقدّم للكنيسة كأس الخمر التى لا تفرغ، وهى نبع الحياة الابديّة.

ومن الملاحظ أن يسوع لم يعمل بمفرده، بل أشرك الخدم فى المعمل، فهُم قد ملأوا الأجاجين بالماء، وهنا نرى الأعجوبة بحسب يوحنّا، يشترك فى صنعها البشر، وهو يُعطى لهذا المجهود قيمةً ونتيجةً لا تخطر على البال.

ونلمس هذه الحقيقة، على سبيل المثال فى آية شفاء مريض بركة بيت حسداً “قُم واَحمِل فِراشَكَ واَمشِ” (يو 5: 8)، وأيضاً فى آية تكثير الخبز “فأجابَهُ فِيلبُّسُ: لَو اَشتَرينا خُبزاً بِمئَتى دينارٍ، لَما كَفى أن يَحصُلَ الواحدُ مِنهُم على كِسرةٍ صَغيرةٍ. وقالَ لَه أحدُ تلاميذِهِ، وهوَ أندَراوسُ أخو سِمعانَ بُطرُسَ: هُنا صَبِىُّ معَهُ خَمسَةُ أرغِفَةٍ مِن شَعيرٍ وسَمكتانِ، ولكن ما نَفعُها لِمثلِ هذا الجَمعِ؟ فقالَ يَسوعُ: أقعِدوا الناسَ. وكانَ هُناكَ عُشبٌ كثيرٌ فقَعَدوا. وكانَ عدَدُ الرّجالِ نحوَ خَمسَةِ آلافٍ” (يو 6: 7- 10).

خلاصة القول: يُعلن المسيح من خلال هذه الآية (المعجزة)، أنه المسيّا المُنتظر يُشيران إلى تجديد كلّ شئ بالمسيح، وإيمان التلاميذ هو باكورة الإيمان فى العهد الجديد.

أمّا الأجاجين فهى تُشير إلى إجراءات التطهير، وطقوس العبادة اليهوديّة، التى أصبحت بلا قيمة، لأنها لم تعطِ النتيجة المرجوّة منها.

أمّا السيّدة العذراء فهى بالقرب من ابنها، وتُحثّ البشر على أن ينفّذوا طلبات ابنها، وهى تؤمن أن ما يطلبه يسوع يقود حتماً إلى الفرح والبهجة.

  • الفكرة الأساسية:

يسوع المسيح هو مصدر الفرح، ويجعلنا شركاءه فى العمل.

  • الهدف:
  • أن يتعرّف المخدومون على هدف السيّد المسيح من صنع الآيات ومنها آية عُرس قانا الجليل.
  • أن يترسّخ فى وجدان المخدومين أن السيّد المسيح كان يُشرك البشر فى صنع الآيات.
  • أن يتصرّف المخدومون فى حياتهم على أساس أنهم معاونون لله فى عمله وسط البشر.
  • الاحتياجات والصعوبات:
  • يحتاج المخدومون إلى فهم بعض الأمور أوّلاً، مثل معنى العُرس، ومن هو العريس الحقيقى، ورمزيّة النبيذ، وما هى الاجاجين.
  • يحتاج المخدومون من الخادم توضيح معنى كلمة “آية”، وكيف أنها إشارة إلى حقيقة أعمق ممّا يظهر، وهنا تُشير هذه الىية إلى أن يسوع هو المسيّا، والعلامة هى النبيذ الجيّد والوفير، وأن الشريعة اليهوديّة لا تعطى الفرح الحقيقى. لذلك حلّ النبيذ الجيّد محلّ الماء فى الأجاجين، وأن طقوس التطهير فى اليهوديّة لا فائدة منها طالما بقيت خارجيّة.
  • يوضّح الخادم أن السيّد المسيح يقصد اشراك البشر فى العمل معه، مثلما ظهر فى هذه الآية (المعجزة)، وآياتٍ أخرى.
  • من صعوبات اللّقاء أن يتساءل المخدومون عن شُرب الخمر، وعلى الخادم توضيح أن شُرب الخمر ليس مُحرّما فى المسيحيّة، لكن المسيحيّة تحرّم السُكر لأنه يغيّب العقل، والمسألة ليست “حلال وحرام”، بل ما يبنى ويحسّن حياة الإنسان وما يضرّ حياته، ويشرح الخادم كيف أن النبيذ كان المشروب المفضّل فى فلسطين وقت السيّد المسيح للاحتفال والفرح، لذلك أصبح علامة على فرح الناس وشعورهم بالأمان، وهذه كانت عاداتهم وتقاليدهم فى ذلك العصر. وقد يكون من المناسب للخادم توضيح أن المسيحيّة لا تحرّم أى أطعمة أو مشروبات طالما أنها لا تضرّ الإنسان، أمّا الإفراط فى تناول الاطعمة والمشروبات بوجهٍ عامّ، فهو مرفوض فى المسيحيّة، ولا تحريم لطعامٍ أو شرابٍ بعينه.

قد يتساءل المخدومون عن طريقة ردّ يسوع على أمّه “ما لى ولَك، يا اَمرأةُ” (يو 2: 4)، وعلى الخادم توضيح أن هذا الردّ سيكون جافاً، إذا اقترن نبرة صوت غاضبة مع حركة اليد، وهذا لم يذكره الإنجيلى، لكن استجابة يسوع لطلب أمّه يؤكّد محبّته واحترامه لها.