كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – الوحدة الثالثة ” اللقاء الثانى عشر “
كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة
الوحدة الثالثة
أمثلة ومعجرات السيّد المسيح
اللقاء الثانى عشر
معجزة “يسوع يمشى على الماء”
- النصّ الكتابى:
“وأمرَ يَسوعُ تلاميذَهُ يَراكبوا القارِبَ فى الحالِ ويَسبِقوهُ إلى الشَّاطِئِ المُقابلِ حتّى يَصرِفَ الجُموعَ. ولمّا صرَفَهُم صَعِدَ إلى الجبَلِ ليصَلّىَ فى العُزلَةِ. وكانَ وحدَهُ هُناكَ عِندَما جاءَ المساءُ. وأمّا القارِبُ فاَبتَعد كثيراً عَنِ الشَّاطئِ وطَغَتِ الأمواجُ علَيهِ، لأنَّ الرَّيحَ كانَت مُخالِفَةً لَه. وقَبلَ الفَجرِ، جاءَ يَسوعُ إلى تلاميذِهِ ماشيًا على البَحرِ. فلمّا رآهُ التَّلاميذُ ماشيًا على البَحرِ اَرتَعبوا وقالوا: “هذا شَبَحٌ!” وصَرَخوا مِن شِدَّة الخَوفِ. فقالَ لهُم يَسوعُ فى الحالِ: “تشجَّعوا. أنا هوَ، لا تخافوا!” فقالَ لَه بُطرُسُ: “إن كُنتَ أنتَ هوَ، يا سيَّدُ، فَمُرنى أن أجئَ إلَيكَ على الماءِ”. فأجابَهُ يَسوعُ: “تعالَ”. فنَزَلَ بُطرُسُ مِنَ القارِبِ ومشَى على الماءِ نحوَ يَسوعَ. ولكنَّهُ خافَ عِندَما رأى الرَّيحَ شدشدةً فأخَذَ يَغرَقُ، فَصرَخ: “نَجَّنى، يا سيَّدُ!” فمَدَّ يَسوعُ يدَهُ فى الحالِ وأمسكَهُ وقالَ لَه: “يا قليلَ الإيمان، لماذا شككت؟” ولمّا صَعِدا إلى القاربِ هَدأَتِ الرَّيحُ. فسجَدَ لَه الَّذينَ كانوا فى القارِبِ وقالوا: “بالحقيقةِ أنتَ اَبنُ الله!” (مت 14: 22 – 33).
- إلى خادم الكلمة:
يأتى ذكر المشى على الماء فى الإنجيل بحسب متّى، بعد معجزة تكثير الخبز، وفى هذه المعجزة، ترمز السفينة التى يستقلّها التلاميذ إلى الكنيسة وماء البحيرة المالح يُشير إلى قوى الشرّ والموت المحيطة بالكنيسة، أمّا مشى يسوع على الماء نفهم منه سيطرة يسوع على قوى الشرّ، ودعوة السيّد المسيح لبطرس لأن يأتيه ماشيّا على الماء، تُشير إلى أن بطرس بدأ يأخذ مركزاً متقدّماً بين الرسل، وما حدث لبطرس يجسّد مسيرة الإيمان فى قلب الإنسان، إنه يؤمن لكن إيمانه ضعيف، وهذا واضح عندما نظر بطرس إلى شدّة الريح اعتماداً على قواه الذاتيّة، ولم ينظر إلى المسيح.
إنها صورة حقيقيّة لكفاح الإنسان فى سبيل المسيح، فالإيمان بيسوع المسيح ومحبّته يُشعران الإنسان بأنه متعلّق به، ومعتمداً على نعمته، وليس على قواه الذاتيّة، والمعجزة تنتهى بحسب متّى بسجود التلاميذ ليسوع وشهادتهم انه ابن الله حقّاً.
أمّا الهجعة الرابعة (الهزيع الرابع) فهو الزمن من اللّيل الذى يسبق طلوع الفجر، حيث اللّيل مقسّم إلى أربع فترات كلّ فترة ثلاث ساعات (الهزيع الأوّل، الهزيع الثانى،…..).
- الفكرة الأساسيّة:
الثقة فى قدرة يسوع وعدم الاتّكال كليّاً على قوانا الشخصيّة.
- الهدف:
- أن يتعرّف المخدومون على معجزة المشى على الماء.
- أن يتعمّق فى أذهان المخدومين السبب الأساسىّ لقيام المسيح بإجراء المعجزات.
- أن يزداد إيمان المخدومين بالربّ يسوع، خاصّة وقت المشاكل والعقبات، ولا يتّكلوا على قواهم الذاتيّة حيث يؤدّى هذا إلى ضعف الايمان، بل لتكن عيونهم ناظرة إلى الربّ يسوع.
- الاحتياجات والصعوبات:
- يحتاج المخدومون فى هذا السنّ، إلى تأكيد حقيقة أن أساس الإيمان، هو شخص الربّ يسوع، واللّجوء إليه فى وقت السلام والنجاح كما أثناء المشاكل والضيقات.
- على الخادم أن يركّز على حقيقة أن السيّد المسيح لم يعطينا وعوداً كاذبة، بل ينبّهنا دائماً إلى أن طريق الإيمان صعب، لكنّه وعدنا بتخطّى المصاعب والمشاكل لو وثقنا به، لقد غلب الشرّ وانتصر عليه، كما قال “فتَشَجَّعوا. أنا غَلَبتُ العالَمَ (= الشر)” (يو 16: 33).
- كذلك يركّز الخادم على حقيقة أن قيام المسيح بإجراء المعجزات، لم يكن لإبهار التلاميذ أو الجموع، أو للحصول على الشهرة، بل كانت كلّ معجزة تهدف إلى إظهار جانب من شخصيّته الغيّة حتّى نؤمن بشخصه، وفى هذه المعجزة أراد أن يكشف لتلاميذه الوقف الصحيح للإيمان به، وهو الثبات وقت الشدائد والصعوبات، وهو يطالبنا بالاشتراك معه فى العمل، ولا نعتمد على قوانا الذاتيّة، وهو ما نسمّيه البرّ الذاتى، بل على التعلّق به والانفتاح على نعمته.
على الخادم إرشاد المخدومين إلى عدم الوقوف كثيراً على الجانب الخارق فى المعجزة، بل السعى إلى فهم المقصود منها.