stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكتبالمكتبة الكاثوليكية

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – الوحدة الثالثة ‏” اللقاء الثالث عشر ‏ “

778views

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة

الوحدة الثالثة
أمثلة ومعجرات السيّد المسيح

اللقاء الثالث عشر

 

معجزة “شفاء مريض بِركة بيت حسدا”

  • النصّ الكتابىّ:

“وجاءَ عِيدٌ لليَهودِ، فصَعِدَ يَسوعُ إلى أُورشليمَ. وفى أُورُشليمَ، قُربَ بابِ الغنَمِ، بِركَةِ لها خَمسةُ أروِقَةٍ، يُسلمّونَها بالعبِريَّة بَيتَ زاتا. وكانَ فى الأروِقَةِ جَماعةِ مِنَ المَرضى، بَينَ عُميانٍ وعُرجانٍ ومَفلوجينَ، يَنتَظِرونَ تَحركَ الماءِ، لأنَّ ملاكَ الربّ كانَ يَنزلُ أحيانًا فى البركَةِ ويُحرّكُ الماءَ. فكانَ الذى يَسبِقُ إلى النُّزول بَعِدَ تَحريكِ الماء يُشفى مِن أىّ مَرضٍ أصابَهُ.

وكانَ هُناكَ رَجُلٌ مَريضٌ مِن ثمانٍ وثلاثينَ سنَةً. فلمَّا رآه يَسوعُ مُستَلقيًا، عرَفَ أنَّ لَه مُدَّةً طَويلةً على هذِهِ الحالِ، فقالَ لَه: أتُريدُ أن تشفى؟ فأجابَه المريضُ: ما لى أحَدٌ، يا سيّدى، يُنزِلُنى فى البركَةِ عنِدَما يتحَرَّكُ الماءُ. وكُلمَّا حاوَلتُ الوُصولَ إلَيها سبَقَنى غَيرى. فقالَ لَه يَسوعُ: قُم واَحمِل فِراشَكَ واَمشِ. فتَعافى الرَّجُلُ فى الحالِ، وحمَلَ فِراشَهُ واَمشِ.

فسألوهُ: مَن هوَ الذى قالَ لكَ إحمِل فِراشَكَ واَمشِ؟ وكانَ الرَّجُلُ لا يَعرِفُ مَن هوَ، لأنَّ يَسوعَ اَبتعَدَ عَن الجمعِ المُحتَشِدِ هُناكَ.

ولَقِيَهُ يَسوعُ بَعد ذلِكَ فى الهَيكَلِ، فقالَ لَه: أنتَ الآنَ تَعافَيتَ، فلا تَعُد إلى الخَطيئَةِ، لئلّا تُصابَ بأَسوأَ.

فذَهَبَ الرَّجُلُ إلى اليَهودِ وأخبرَهُم بأنَّ يَسوعَ هوَ الذى شَفاهُ. فأخَذّ اليهود يضطهدون يسوعَ، لأنَّهُ كانَ يَفعلُ ذلِكَ يومَ السَّبتِ. فقالَ لهُم يسوع: أبى يعمل فى كل حينٍ، وأنا أعملُ مِثلَهُ. فاَزداد سَعىُ اليهود إلى قتلِهِ، لأنَّهُ معَ مُخالفته الشَّريعةَ فى السَّبتِ، قالَ إنَّ الله أبوهُ، فَساوى نَفسَهُ بِالله” (يو 5: 1- 18).

  • إلى خادم الكلمة:

تعنى كلمة “حسدا” الرحمة بالعبريّة. يرقد المريض منذ 38 سنة أى أن مرضه مزمن جدّاً ومستعصِ، وهو يعانى مما هو أسوأ: العُزلة والإهمال وخيبة الأمل المستمرّة.

نظرة يسوع إلى المريض كلّها شفقة، وكلام يسوع للمريض وسؤاله “أتريد أن تُشفى؟” يُظهر أن يسوع مُخلّص العالم ونعمته تأتى فى حينها، لكن هذه النعمة لا تعمل من الخارج، ولا تُخلّص الإنسان دون مشاركته وتجاوبه معها. يوقظ يسوع فى المريض إرادة الشفاء ويجعله يسعى إلى إنهاض ذاته. هذه هى الولادة بالروح.

وما أن تمّ الشفاء حتّى زاد الصِدام مع الكتبة والفريسيّين الذين كانوا يتقيّدون بالوصيّة الخاصّة بالسبت، حيث كان ممنوع على المؤمنين حمل أشياء كالفراش مثلاً. دون النظر إلى حالة الرجل وما وصل إليه.

ولمّا قابله يسوع بعد ذلك (يو 5: 14) فى الهيكل حَذّره من الخطيئة، وهذا لا يعنى أن الرّب يسوع يربط الخطيئة بالمرض الجسدى، ولكن المقصود أن الرحمة التى نالها وهى الشفاء من مرضه تدعوه إلى أن يكون مع الله، وإذا تجاهل هذا فإنه يُعرّض نفسه للموت الروحى وهو أسوأ من مرض الجسد.

ثار اليهود المُتَزمّتزن على يسوع لأنه لم يحترم السبت على طريقتهم الحرفيّة، وأكثر من ذلك أنه نسب إلى نفسه عمل الله، وقال غن الله أبوه فساوَى نفسه بالله.

  • الفكرة الاساسيّة:

“قُم واَحمِل فِراشَكَ واَمشِ” (يو 5: 8).

  • الهدف:
  • أن يعى المخدومون أن الرحمة لا تتعارض مع الفَهم الصحيح للشريعة.
  • وأن رحمة الله تتطلب منّا الاشتراك معه فى العمل، سواء فيما يخُصّنا أو فيما يخصّ إخواتنا.
  • الاحتياجات والصعوبات:
  • فى بعض الأحيان تنتشر روح التواكل والسلبيّة، وانتظار أن يقوم أحد بفعل الاشياء لنا، وهنا مناسبة للتركيز على أن يسوع نفسه يُريد أن يُشركنا معه فى العمل، ويحتاج المخدومون إلى مَن يُثير حماسهم للقيام بأعمال إيجابيّة.
  • قد ينشأ لدى المخدومين بلبلة أو حيرة، وكأن أعمال الرحمة تتنافى مع الشريعة، ولذلك على الخادم أن يُقيم حواراً مطوّلاً يُظهر فيه أن الشريعة فى قصدها النهائى تسعى لفائدة الإنسان وتنظيم حياته، وأعمال الرحمة تهدف إلى نفس الهدف.
  • الربط بين المرض والخطيئة مثضلل فى أغلب الأحوال، صحيح أن فى بعض المرّات تسبّب الخطيئة مرض الجسم، لكن الامراض التى تُصيب الجسم غالباً ما تكون لأسبابٍ أخرى غير الخطيئة.

 

 

  • النشاط:

يمكن أن يطلب الخادم من المخدومين تكوين فريقين: فريق يدافع عن فكرة ارتباط المرض الجسمى بالخطيئة، والفريق الآخر يُدافع عن فكرة الفصل بين الخطيئة والمرض الجسمى.

أو فريق يدافع عن الالتزام بالشريعة بطريقة متزمّتة، والفريق الآخر يُدافع عن أعمال الرحمة حتّى لو تعارضت ظاهريّاً مع الشريعة.