كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – اللّقاء الثالث
كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة
الوحدة الاولى
بداية السنة القبطيّة وزمن الميلاد
اللّقاء الثالث
3 – لماذا التجسّد
النصّ الكتابىّ:
”ونَحنُ رأينا ونَشهَدُ أنَّ الآبَ أرسَلَ اَبنَهُ مُخَلّصًا للِعالَمِ” (1يو 4: 14).
”تَعرفِونَ أنَّ المَسيحَ ظهَرَ لِيُزيلَ الخَطايا وهوَ الذى لا خَطيئَةَ لَه” (1يو 3: 5).
إلى خادم الكلمة:
فى قانون الإيمان نعلن “من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا، نزل من السماء، وبالروح القدس تجسّد من مريم العذراء وصار إنسانأً”.
لقد صار الكلمة جسداً ليخلّصنا بمصالحتنا مع الله، فقد كانت طبيعتنا تحتاج إلى الشفاء وتحتاج لمَن يُقيِمها من الخطيئة، كنّا جالسين فى الظلمة وظلال الموت، وكنّا أسرى ننتظر مَن يُخّصنا، كنّا عبيداً للخطيئة ونحتاج لَمن يُحرّرنا، فكيف يتركنا الله الذى يحبّنا فى هذا الوضع؟
لقد أرسل ابنه كى يكشف لنا عن محبّته لنا “والله أظهَرَ مَحبَّتَهُ لنا بأن أرسَلَ اَبنَهُ الأوحَدَ إلى العالَمِ لنَحيا بِه” (1يو 4: 9)، “هكذا أحبَّ الله العالَمَ حتّى وهَبَ اَبنَهُ الأوحَدَ، فَلا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه، بل تكونُ لَهُ الحياةُ الأبدِيَّةُ” (يو 3 : 16).
لقد صار الكلمة الأزلى إنساناً لكى يكون مثالاً فى القداسة “أنا هوَ الطَّريقُ والحقُّ والحياةُ، لا يَجئُ أحَدٌ إلى الآبِ بى” (يو 14:6).
صار الكلمة جسداً لكى يجعلنا شركاء فى الطبيعة الإلهيّة “فمَنَحنَا بِهِما أثمَنَ الوُعودِ وأعظَمَها، حتّى تَبتَعدوا عمّا فى هذه الدُّنيا مِن فَسادِ الشَّهوةِ وتَصيروا شُرَكاءَ الطَّبيعَةِ الإلهِيَّة” (2 بط 1: 4)، ويقول القدّيس أثناسيوي، ومن بعده القدّيس توما الأكوينى “ابن الله الوحيد، إذ أراد أن نشاركه فى ألوهيّته أخذ طبيعتنا حتّى صار بشراً ليصير البشر آلهة”.
إن الإيمان بتجسّد ابن الله هو العلامة المميّزة للإيمان المسيحى “وأنتُم تَعرِفونَ رُوحَ الله بِهذا: كلُّ رُوحِ يَعترِف بِيَسوعَ المَسيحِ أنَّهُ جاءَ فى الجَسَدِ يكونُ مِنَ الله” (1يو 4:2)، هذا هو إيمان الكنيسة منذ البداية.
لقد عرفنا يسوع وأحبّنا جميعًا، كما عرف وأحبّ كلّ واحد بمفرده، وأسلم ذاته من أجل الجميع، ومن أجل كلّ واحد “معَ المَسيحِ صُلِبتُ، فما أنا أحيا بَعدُ، بَل المَسيحُ يَحيا فىَّ. وإذا كُنتُ أحيا الآنَ فى الجَسَدِ. فحَياتى هىَ فى الإيمانِ باَبنِ الله الذى أحبَّنى وضّحَّى بِنَفسِهِ مِن أجلى” (غل 2: 20).
الفكرة الاساسيّة:
”من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا، نزل من السماء، وبالروح القدس تجسّد من مريم العذراء وصار إنساناً”.
الهدف:
- أن يدرك المخدومون الأسباب الحقيقيّة لتجسّد ابن الله كما ذكرتها الأناجيل.
- أن يترسّخ فى وجدانهم حقيقة أن “الله قد أحبّ العالم حتّى أنه بذل ابنه الوحيد كى لا يهلك كلّ مَن يؤمن به”.
- أن يقودهم هذا إلى محبّة يسوع المسيح، وإحساسهم بأنه قريب منهم، حينئذ تصبح وصاياه النور لحياتهم دون تخويف أو إرهاب.
الاحتياجات والصعوبات:
- يحتاج المخدومون إلى إقامة علاقة شخصيّة بيسوع المسيح، وهذا اللّقاء يساعدهم على إكتشاف عمق محبّة المسيح لهم.
- يميل المخدومون فى هذا السنّ إلى الشلليّة ورفض المختلف عنهم، وهذا اللّقاء يساعدهم على اكتشاف حقيقة أن الغنسان الىخر قد جاء المسيح من أجله هو أيضاً، فعلينا قبوله والانفتاح عليه.
- قد يتساءل بعض المخدومين عن أن الجسد يتعارض مع سموّ الله. وعلى الخادم التركيز على أن حبّ الله للبشر هو الدافع للتجسّد، وليس العدل أو دفع الدين هو الدين هو الدافع كما يقول بعض الوعّاظ، ويجب أن يتجنّب الخادم الخوض فى هذه الأفكار. علماً بأن فى مقرّرات االمرحلة الثانويّة سيتمّ شرح هذا الموضوع بالتفصيل، وما على الخادم سوى الامتناع عن تكرار فكرة عدل الله والتعويض عن الخطيئة…إلخ.
- من صعوبات هذا اللّقاء سيطرة فكرة “البدليّة”، و”استيفاء العدل الإلهى”، وهذا بسبب انتشار هذه التفسيرات القانونيّة الجافّة للتجسّد والفداء، لذلك على الخادم أمّا أن يهتمّ بتحضير اللّقاء من مصادر كاثوليكيّة موثوقة، أو يؤجّل الخوض فى شرح الموضوع إلى المرحلة الثانويّة.