stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكتبالمكتبة الكاثوليكية

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – الوحدة الرابعة ‏” اللقاء الخامس ‏”

857views

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة

الوحدة الرابعة
شخصيات كتابيّة وسيَر قدّيسين

اللقاء الخامس 

 

دراسة نصّ من سفر أشعيا

  • النص الكتابىّ:

“فى السَّنة التى ماتَ فيها المَلِكُ عُزيَّا رَأيتُ السَّيّدَ الرّبَّ جالِسًا على عرشٍ عالٍ رفيعِ وأطرافُ ثوبِهِ تَملأُ الهَيكلَ. مِن فَوقِهِ السَّرافيمُ، قائمونَ ولكُل واحدٍ ستَّةُ أجنحةٍ، باَثنَينِ يَستُرُ وجهَهُ وباَثنينِ يَسترُ رجليهِ وباَثنينِ يطيرُ. وكانَ واحدُهُم يُنادى الآخرَ ويقولُ : قُدُّوسٌ الرّبُّ القديرُ. الأرضُ كُلُّها مَملوءَةٌ مِن مَجدِهِ. فاَهتَزَّتِ الأبوابُ مِن أصوات المُنادين واَمتلأَ الهَيكلُ دُخانًا. فقُلتُ: ويلٌ لى! هلَكتُ هوَ المَلِكُ الرّبُّ القديرُ. فطارَ إلى أحدُ السَّرافيمِ وبيَدِهِ جمرَةٌ أخذَها بِملقَطٍ مِنَ المذَبحِ ومَسَ فمى وقالَ: أُنظُر هذهِ مَسَّت شَفتيكَ، فأُزيلَ إثمُكَ وكُفرَت خطيئتُك. وسَمعتُ صوتَ الرّب يقولُ: من أُرسلُ؟ من يكون رسولاً لنا؟ فقلتُ: ها أنا لكَ، فأرسلنى. فقالَ: إذهب وقُل لِهذا الشَّعبِ:  مهما سَمعِتُم لا تفهمونَ ومهما نَظرتُم لا تُبصِرونَ. وقالَ: أجعلُ قلبَ هذا الشَّعب قاسيًا، وأُذُنَيهِ ثَقيلتَينِ وعينَيهِ مُغمَضَتَينِ، لِئلا يبصر بعينيه ويسمع بأذنيه ويفهم بقلبه ويرجع إلى فيشفى. فقلت: إلى متى، أيُّها الرّبُّ؟ فقال: إلى أن تصير المُدُنُ يُبعدُ عنها الشَّعبَ، ويكونُ فيها فراغٌ عظيمٌ. وإن بَقىَ فيها العُشرُ مِنهم بَعدُ، يعودُ ويصير إلى الخراب، ولكن كالبلُّوطةِ أو البُطمة التى تُقطَعُ ويَبقى ساقُها. فيكونُ ساقُها زَرعًا مُقدَّساً” (أش 6: 1- 13).

  • إلى خادم الكلمة:

نجد فى هذا النصّ دعوة أشعيا وهى المصدر الشرعى لرسالته، جاء إلى الهيكل فأختبر وجود الله ووعى أشعيا أنه ليس سوى إنسان وخاطئ، فشعر بأنه هالك، ولكن الله أنهضه وطهّره، وشعر أشعيا أن الخطيئة العُظمى هى الكبرياء، حيث يظنّ الإنسان أنه قائم بذاته فيجعل نفسه إلهًا، وفَهِم أشعيا أن الخلاص هو الإيمان، أى أن يُسلّم الإنسان أمره إلى الله، ويضع فيه كلّ ثقته. السيرافين (الساروفيم) المذكورين فى النصّ هم رُتبة من رُتب الملائكة. إنها صورة بشريّة تُذكّرنا بالصور المماثلة للكائنات التى تُلازم تابوت العهد فى خروج 25: 18، ويُطلق على هذه الكائنات فى التقليد المسيحىّ السيرافين والكاروبيم وهما جماعة الملائكة، وهى تدُلّ على حضور الله، أمّا الستّة أجنحة فهى اثنين لستر الوجه فلا يمكن أن يرى أحد الله ويعيش لأنه القدّوس، وخوفاً من رؤية الله، واثنين لتغطية الأرجل، وهذا من علامات الاحترام الشديد، فمن غير اللاّئق الوقوف أما لله عارى الرجلين، واثنين للطيران إشارة إلى السرعة لتلبية أوامر الله، وهذه الكائنات تصرخ (تُعلن) قداسة الله، وهذه التسبحة موجودة نصاً فى القدّاس.

أمّا الأذيال التى تملأ الهيكل فهى إشارة إلى سلطان الله على كلّ الأرض، كذلك العرش العالى، والجمرة التى أخذها أحد السيرافين ومسَّ بها شفتى أشعيا فهى تُشير إلى تطهيره من الخطيئة، ونرى فى هذا النصّ بحث الله عن أشخاص يُكلّفهم بالرسالة، مع احترام حريّة الإنسان، لأن الله يُريد إستجابةً حرّة، لذلك يسأل “مَن أُرسِلُ؟ من يكونُ رسولاً لنا؟” (أش 6: 8)، ولكى تتمّ الرسالة فلا بدّ من تحضير ثلاثة أعضاء مهمّة فى الغنسان: الأذن والأعين والقلب، يُشير إليها ثلاثة أفعال فى النصّ: “السمع والنظر والفهم”، وهذا معناه أن رسالة النبى لها هذف رئيسىّ، وإذا لم يسمع الشعب فلا يمكن أن يفهم، لذلك لن يمكنه العودة إلى الله، ولذلك لن يتوب ويشفى من خطيئته.

  • الفكرة الاساسيّة:

“وسمعتُ صوتَ الرّبّ يقولُ: من أرسل؟ من يكونُ رسولاً لنا؟ فقلتُ: ها أنا لكَ، فأرسلنى” (أش 6: 8).

  • الهدف:
  • أن يتعرّف المخدومون على دور النبىّ فى إعلان كلمة الله، خاصّة أشعيا النبى! موضوع اللّقاء.
  • أن يترسّخ فى وجدان المخدومين قداسة الله ودعوته لنا، وهذا يتطلّب منّا التوبة.
  • أن يُدرك المخدومون أن الله عندما يدعونا إلى رسالة معيّنة، فإنه لا يتركنا بدون معّونة وتأييد، ومثلما دعى أشعيا منذ ألوف السنين، فهو يدعونا اليوم أيضاً.
  • الاحتياجات والصعوبات:
  • فَهم دعوة النبى ودوره هو احتياج، وفى نفس الوقت يمثّل صعوبة إذا توقّف المخدوم على حرفيّة النصّ، فلا يستطيع الذهاب إلى معناه العميق، مثل الجمرة التى مسّت شفتىّ أشعيا، أو صورة قداسة الله ….إلخ. لذلك على الخادم أن يهتمّ بشرح مغزى هذه الصورة كما بيّنا من قبل.
  • يحتاج المخدومون فى هذا السنّ إلى الفَهم الصحيح لرسالة النبىّ، حتّى إن أراد أن يشهد للحقّ فى مدرسته أو عائلته أو حياته، ويقوم بهذا الدور بطريقةٍ واعية.
  • يحتاج المخدومون إلى معرفة دور الأنبياء فى العهد القديم كتمهيدٍ لمجئ المسيح، وهذا قد تمّ سواء يتهيئة عقول الشعب، أو بإعطاء علامات لمجيئه أو نبواءت كتبوها عنه، وهذا سيتمّ فى دروسٍ قادمةٍ بالتفصيل.
  • ملحوظة:

ننصح أن يُعطىَ لقاء “الأنبياء فى العهد القديم”، ولقاء “أشعيا النبى” ولقاء “دراسة نصّ من سفر أشعيا” بطريقة متتالية، فى اللّقاء الأوّل يتمّ التركيز على دور النبىّ بصفةٍ عامّة، حتّى يدخل المخدومون فى جوّ الحديث فى اللّقاء الثانى عن حياة أشعياء، وفى اللّقاء، وفى اللّقاء الثالث تتمّ دراسة النصّ الكتابى.