stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكتبالمكتبة الكاثوليكية

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – الوحدة الرابعة‏ ” اللقاء الثامن ‏ “

983views

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة

الوحدة الرابعة
شخصيات كتابيّة وسيَر قدّيسين

اللقاء الثامن

 

نحميا النبىّ

  • إلى خادم الكلمة:

كان شاول بن قيس أوّل ملك على إسرائيل، ثُمَّ أتى بعده الملك داود بن يسّى الذى وسّع المملكة وأصبح رمزاً للملك المثالى، وأعقب داود ابنه سليمان الذى بنى الهيكل فى أورشليم، ومن بعده جاء ابنه رحبعام الذى فى عهده انقسمت المملكة إلى قسمين:

  • القسم الاكبر: فى شمال فلسطين وسُمىّ مملكة الشمال، وكانت تضمّ معظم أسباط بنى إسرائيل وهى غنيّة، وقد سقطت فى يد مملكة آشور بالعراق سنة 837 ق.م.
  • القسم الأصغر: فى جنوب فلسطين وسُمىّ مملكة يهوذا، وتضمّ سبطين إثنين، وهى فقيرة وصغيرة واحتلّتها مملكة بابل بالعراق سنة 587 ق. م؛ وتمّ إجلاء معظم سكّانها إلى نينوى، وهُدّمت أسوار أورشليم، وهُدّم الهيكل وضاعت أوانيه الثمينة.

وبعد أن هزم الفُرس مملكة بابل، أصدر قورش ملك الفرس مرسوماً يُتيح لليهود العودة إلى ديارهم عامّ 538ق.م. وقام بعض اليهود بالعودة إلى فلسطين على دفعات، وفى عام 464 ق.م. تولّى حُكم فارس الملك ارتحششتا،وكان لديه موظّف يهودى اسمه نحميا يعمل ساقياً للملك، وكان هذا منصباً رفيعاً فى تلك الأيام، وقد أوكَل له ملك فارس أمر الشعب اليهودى، وهذا دليل على سموّ مقامه، فسافر إلى أورشليم عامّ 445 ق.م. وعاد إليها مرّة ثانية سنة 443 ق.م.

وكان عمل نحميا سياسيّاً واجتماعيّاً، لكن هذه الأعمال اتّخذت طابعاً مسيحانيّاً، نسبة إلى المسيّا المنتظر، لكن لماذا يحتّل دور نحميا مكانةً بارزةً فى تاريخ شعب العهد القديم؟

لم يكن نحميا كاهناً أو لاويّاً، بل علمانيّاً، وعمل معه عزرا الكاهن، لذلك يُذكَر الاثنان دائماً عند الاشارة إلى بعث الشعب اليهودى من  بعد السبى. وفيما يلى شرح موجز لهذه الفكرة:

إذا كان الخروج الاوّل من مصر إلى أرض الموعد، تمّ على يد موسى، فإن عودة المنفييّن من بابل إلى فلسطين هو الخروج الثانى للشعب اليهودى، وقد تمّ على يد عزرا الكاهن ونحميا العلمانىّ. وفى كلا الخروجين تبرز يد الله القديرة وعظائمه.

 

فى الخروج الثانى من بابل إلى أرض الموعد، تمّت أعمال هامّة فى تاريخ الشعب منها:

  • إعادة بناء الهيكل.
  • تنظيم العبادة والطقوس والممارسات الدينيّة والأعياد.
  • إعادة أوانى الهيكل.
  • بناء سور أورشليم.

لقد كان الهيكل مكانًا يدّل على حضور الله وسط شعبه، وفيه يأتى المؤمنون للقاء الله.

لقد قام نحميا وعزرا بالتركيز على إعادة العمل بشريعة موسى “نتعهَّدُ معَ زعمائِنا ونُقسِمُ على أن نسلُك فى شريعةِ الله التى أُعطيت على لِسانِ موسى عبد الله، ونحفَظَ جميعَ وصايا الرّبّ إلهِنا وأحكامَهُ وفرائضَهُ ونعمَلُ بها” (نح 10: 30).

إن التدابير التى اتّخذها كلّ من عزرا الكاهن والكاتب، ونحميا العلمانى النشط، تهدف إلى مراعاة حُرمة السبت، والأحكام الخاصّة بالقرابين والعشور، وكذلك مقاومة الزواجات من الوثنيّين، والأمانة للشريعة، وقد استطاع نحميا باقواله وقدراته الشخصيّة، أن يحلّ المشكلة الاجتماعيّة الموجودة، وهى انعدام العدل غَضِبتُ جدّاً. فشاورتُ نَفسى ووبَّختُ رؤساءَهُم وولاةَ أمرهِم مِن إخوانِهِم اليهود وقلتُ لهُم: أنتم تأخذونَ الربا مِن إخوتِكُم بَنى قومِكُم. ودَعَوتُ إلى إجتماعِ عامٍ، وقلتُ لهُم: نحنُ على قَدرِ طاقتنا اَفتَدينا إخواننا اليَهودَ الذين بيعُوا للأممِ. وها أنتُمُ الآنَ تَبيعونَ إخوانكُم للأمَمِ فنَعودُ ونفتديهم نحن. فسكتوا وما وجدوا جواباً” (نح 5: 6 – 8).

وفى الفكر اليهودى لا ينفصل وجود الهيكل عن المدينة نفسها، وهذا الاهتمام من جانب نحميا بأورشليم، يفسّر لنا ما يبذله من جهود لإعادة بناء المدينة وأسوارها، وإعادة الاعتبار للشريعة والطقوس، ولكن لا معنى للهيكل أو المدينة دون الشعب الذى يعيش فى المكان ويكوّن شعب الله، فكان نحميا يعمل على إعادة بناء الجماعة على اساس متين، وهو الطاعة لشريعة الله، لذلك كان يقوم هو وعزرا الكاهن بقراءة الشريعة على الشعب وتفسيرها لهم.

إن ملخّص التعليم فى سفر نحميا يقوم على حقيقة أن الرؤساء والشعب سيكونون على ما يرام إن كانوا أمناء للشريعة، وهذه مقدّمة هامّة لحقيقة ملكوت الله على الارض، هذا الملكوت الذى بدأ بمجئ سيّدنا يسوع المسيح، وافتتحه فعليًّا بأقواله وأعماله وموته وقيامته.

 

  • الفكرة الاساسيّة:

“فقالوا : نقومُ ونبنى. وشَدَّدوا عَزائِمَهم لهذا العملِ الصَّالحِ” (نح 2: 18).

  • الهدف:
  • أن يدرك المخدومون أن الله موجود وفاعل فى تاريخ البشر، لكن هذا الوجود والفعل يتمّ عن طريق البشر أنفسهم، ويُعتبَر دور نحميل نموذجاً لذلك.
  • أن يستقرّ فى وجدان المخدومين أن عمل الله فى تاريخ البشر يتطلّب منّا القيام بدور على قدر استطاعتنا، فى الحياة من حولنا.
  • الاحتياجات والصعوبات:
  • يحتاج المخدومون إلى الإلمام بالخطوط العريضة لمسيرة شعب الله مثل السبى، والعودة، وإلى التعرّف على شخصيات مُؤثّرة مثل شخصيّة نحميا.
  • تقديم ملخّص لحياة نحميا والصعوبات التى واجهها، وإظهار صلابة شخصيّتة يساعد المخدومين على الثبات فى التصرّفات الصحيحة مهما كانت الصعوبات والنتائج.
  • يحتاج المخدومون إلى أن يُظهر لهم الخادم كيف أن التمسّك بكلمة الله. (شريعته) تعود بالفائدة على كلّ المجتمع.
  • من الصعوبات فى هذا اللّقاء أن يهتمّ الخادم ببعض تفاصيل شعب العهد القديم وضياع التركيز على الهدف من اللّقاء.
  • على الخادم أن يتذكّر دائماً أن الهدف هو كيفيّة البناء، لذلك عليه التركيز على أن البنيان له شقّان: بناء الحجر (إعادة بناء الهيكل – السور – المبانى)، والشقّ الآخر الاكثر اهميّة هو بناء البشر، أو بلفظٍ آخر البناء الروحى، وهنا اهتمّ نحميا بالتذكير بشريعة الله، وتنظيم العبادة، وضرورة إقامة العدل….
  • هناك صعوبة دائمة وهى كيفيّة فَهم النصّ، وربطه بالحاضر، وفى هذا اللّقاء لا بدّ للخادم أن يبذل مجهوداً للربط بين أعمال نحميا فى زمنه من جهة، وأعمال وتعاليم المسيح له المجد، ونحن اليوم فى حياتنا من جهة أخرى. مثال لذلك نحميا العلمانى والموظف المرموق، وعزرا الكاهن والكاتب يُلحّان على العمل بشريعة موسى وأن يفهمها ويطبّقها كلّ أفراد شعب العهد القديم، والمسيح له المجد يقوم بالأعمال والتعاليم التى تعطى لهذه الشريعة معناها العميق “السبت للإنسان وليس الإنسان للسبت”، وبخصوص الهيكل يقوم “قالَ لها يَسوعُ: صدقينى يا اَمرأةُ، يَحينُ وقتٌ يَعبُدُ الناسُ فيهِ الآبَ، لا فى هذا الجبَلِ ولا فى أُورُشليمَ…. ولكن ستَجئُ ساعَةِ، بل جاءَتِ الآنَ، يَعبُدُ فيها العابِدونَ الصادِقونَ الآبَ بالرُّوحِ والحَقّ” (يو 4: 21- 23)، ويمكن أن تأتى بعشرات الىيات فى هذا المجال. ونحن اليوم نسير فى أى إتجاه؟ أيّها الخادم الكريم لا تنسَ هذا عند اللّقاء بالمخدومين.

 

  • ملاحظة:

يمكن استخدام فيلم نحميا المتوفّر فى مركز السمعيّات والبصريّات بمعهد التربية الدينيّة بالسكاكينى.