stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكتبالمكتبة الكاثوليكية

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – الوحدة الرابعة ‏” اللقاء الثانى عشر ‏”

808views

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة

الوحدة الرابعة
شخصيات كتابيّة وسيَر قدّيسين

اللقاء الثانى عشر

القديس أثناسيوس الرسولى

  • إلى خادم الكلمة:

لقد جسدّ القدّيس أثناسيوس الرسولى إيمان الكنيسة، لا يكفى تحديد الإيمان فى المجامع، بل لا بدّ من الدفاع عنه حين يتعرّض للهجوم، أمّا أثناسيوس فلم يتهرّب من أى صعوبات، ولم يتراجع أمام أى سُلطة.

ولد أثناسيوس عامّ 295 ميلاديّة، فى عائلة مسيحيّة من أصل يونانى، وعاش طفولته فى أجواءٍ صعبة، ففى أثناء طفولته حاصر الإمبراطور دقلديانوس الإسكندريّة، ثُمَّ هاجمها وقتل كثيراً من المسيحيّين.

وكان القدّيس أثناسيوس منذ شبابه على اتّصال دائم بالقدّيس أنطونيوس الكبير والرهبان المتوحّدين. وفى عامّ 320 ميلاديّاً كتب مقالاً “الردّ على الأمم فى تجسّد الكلمة”، عبّر فيها عن إيمانه بألوهيّة السيّد المسيح، وكان فى ذلك الوقت شمّاشاً للأسقف ألكسندروس أسقف الإسكندريّة الذى أصطحبه إلى مجمع نيقيا عامّ 325م؛ وفى عامّ 328م. تنيّح أسقف الإسكندريّة، وتمّ تنصيب القدّيس أثناسيوس خلفاً له.

تعرّض القدّيس أثناسيوس طول حياته لإضطهادات ومضايقات كثيرة من جهاتٍ عديدة. ورغم حرم آريوس (=فصله عن الكنيسة)، ورفض تعاليمه فى مجمع نيقيا، إلاّ أن أتباعه كانوا كثيرين، وطلّوا يُلاحقون القدّيس أثناسيوس ويكيدون ضدّه المكايد، ولقد نُفى عن كرسيه خمس مرّات، بسبب أن بعض الأباطرة الذين تولّوا الحُكم أثناء حياته، كانوا يميلون إلى الآريوسيّة ويتدخّلون فى شؤون الكنيسة، وبالتالى كان القدّيس أثناسيوس يتصدّى لهم. كان القدّيس أثناسيوس على علاقة وثيقة بالقدّيس أنطونيوس الكبير الذى كان يدعّمه بكلّ قوّة، وقد كتب أثناسيوس كتاباً قيّماً عن حياة القدّيس أنطونيوس ما زال موجوداً إلى اليوم.

ومن اللاّفت للنظر أن الشعب المصرى قد أحبّ أثناسيوس ووقف خلفه، وأظهر تأييده التامّ له ضدّ الإمبراطور، بل وضدّ الأساقفة فى تاريخ الكنيسة القبطيّة.

كان القدّيس أثناسيوس يتمتّع بإيمان حىّ وواقعى وكان يقول: “إن لم يكن الإبن إلهاً، فلا يمكنه أن يُخلص الإنسان”، السرّ الذى فى قلب الإيمان المسيحىّ هو ناسوت الكلمة”. وكما نعلم فقد كان مُدافعاً عن إلوهيّة السيّد المسيح أمام الآريوسيّين، ومُدافعاً عن إلوهيّة الروح القدس كما سنوضّح فيما بعد.

تنيّح القدّيس أثناسيوس فى شهر مايو سنة 373 ميلاديّة. وتعيّد له الكنيسة القبطيّة فى يوم 7 بشنس من كلّ عامّ، وتلقّب ب “حامى الإيمان القويم”، وتلقّبه أيضاً بـ “أثناسيوس الرسولى” تذكيراً بدوره العظيم فى حماية الإيمان القويم للكنيسة جمعاء.

  • الفكرة الاساسيّة:

“فكُلُّ مَن أرادَ أن يحيا فى المَسيح يسوع حياة التَّقوى أصابَهُ الاضطهادُ. فاَثُبت أنتَ على ما تَعلَّمتَهُ علمَ اليَقين عارِفاً عَمَّن أخذتَهُ” (2تيمو 3: 12، 14).

  • الهدف:
  • أن يتعرّف المخدومون على حياة ودور القدّيس أثناسيوس.
  • أن يترسّخ فى أذهان المخدومين أن الروح القدس يعمل فى قلوب المؤمنين لحماية الإيمان القويم.
  • أن يقتدوا بحياة هذا القدّيس فى احتمال الشدائد والضيقات الناتجة عن الإيمان بالمسيح ومحبّته.
  • الاحتياجات والصعوبات:
  • يحتاج المخدومون إلى التعرّف على نماذج حقيقيّة للتمسّك بالإيمان ومقاومة الظُلم.
  • يحتاج المخدومون إلى إدراك حقيقة أن الإيمان الصحيح يتطلّب منهم التضحيّة والتعرّض للمضايقات، وأن المسألة ليست مجرّد كلمات نردّدها، بل تصرّفات ومواقف قد تسبّب لنا المشقّات.

 

 

  • حياة القدّيس أثناسيوس لا تَبرز فيها الخوارق والمعجزات بالمعنى الشائع، ولكن قوّة احتماله وصلابته فى الحّ هما أكبر معجزة، وقد كان لهما أثر بالغ فى الحفاظ على صحّة إيمان الكنيسة.

من صعوبات هذا اللّقاء ما هو موجود فى ذهن المخدومين، من أن القدّيس أثناسيوس يخصّ الكنيسة القبطيّة الارثوذكسيّة، ولكن هذه الفكرة غير دقيقة لأن القدّيس أثناسيوس عاش وتنيّح قبل الانشقاق، وعمله وتعاليمه يخصّان كلّ الكنيسة (الكنيسة الجامعة)، لأجل ذلك يتّم ذِكره فى “صلاة المجمع” بالقدّاس الباسيلى بعد القدّيس مرقص وقبل القدّيس باسيليوس.