كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – الوحدة الخامسة ” اللقاء الأول “
كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة
الوحدة الخامسة
الطقس القبطى
اللقاء الأول
مجمع أورشليم
- النص الكتابى:
“فاَجتمع الرُّسُلُ والشُّيوخُ للِنَظرِ فى هذه المسألة. وبعد جدال طويلٍ قامَ بُطرُسُ وقال لهُم: أيُّها الإخوةُ، تَعرفونَ أنَّ الله اَختارَنى من بينكُم من زمنٍ بعيد ليسمع غير اليهود من فمى كلام البشارة ويؤمنوا. والله الذى يعرفُ ما فى القلوب، شهد على رضاه عنهم، فوهب لهم قلوبهم بالإيمان. فلماذا تُجربون الله الآنَ بأن تضعوا على رقاب التلاميذ نيراً عَجَز آباؤنا وعَجزنا نحن عن حمله؟ خصوصاً ونحن نؤمنُ أنَّنا نَخلُصً بنعمَة الرَّب يسوعَ كما هُم يخلُصونَ” (أع 15: 6- 11).
“ولذلك أرى أن لا نُثقلَ على الذينَ يَهتدُون إلى اللله من غير اليَهودِ، بل نكتب إليهم أن يمتنعوا عن ذبائحِ الأصنام النجسة والزنى والحيوان المخنوق والدَّمِ” (أع 15: 19- 20).
- إلى خادم الكلمة:
فى يوم العنصرة فى أورشليم، أمام الحجاج اليهود المجتمعين بمناسبة العيد، يُعلن بطرس:
“يا بنى إسرائيل اسمعوا هذا الكلام: كان يسوع الناصرىُّ رَجلاً أيَّدَهُ الله بينكم بما أجرى على يده من العجائب والمعجزات والآيات كما أنتم تعرفون. وحين أسلم إليكم بمشيئة الله المحتومة وعلمه السابق، صلبتموه وقتلتموه بأيدى الكافرين. ولكن الله أقامه وحطَّمَ قيود الموت، فالموت لا يمكن أن يبقيه فى قبضته” (أع 2: 22- 24)، ثُمَّ اعتمد حوالى ثلاثة آلاف شخص، وهكذا نشأت الكنيسة، وقد كان الأعضاء الأولون يهوداً وهم يتكلّمون الآراميّة لغة يسوع، ويعيشون طبقاً للشريعة اليهوديّة فيما يخصّ الأكل والختان والمعاملات اليوميّة…. ثُمَّ انضم إليهم يهود ذو ثقافة يونانية (= هلّينون) وبدأت الخلافات بين الجماعتين تظهر على السطح، وهكذا ظهرت مشكلة الاختلاف الثقافى بين يهود فلسطين ويهود الشتات أى العائشين خارج فلسطين.
كانت جماعة أورشليم تظنّ أنه يجب فرض الختان على المسيحيّين الجُدد، وكان فى أنطاكيّة جماعتان: جماعةٌ مسيحيّة من أصل يهودى، وجماعة هلينيّةٌ منحدرة من أصول مختلفة، وأختلفت الجماعتان فى أحكام الشريعة فيما يخصّ الطعام والطهارة الطقسيّة والختان…إلخ. كان يعقوب (أخو الربّ) رئيس جماعة أورشليم فى جانب اليهود، وفى الجانب الآخر بولس وبرنابا المكلّفان بالرسالة بين الأمم، وبطرس بصفته هامَة الرسل، يحاول التوفيق بين الجانبين، لذلك عُقد مجمع أورشليم يقيادة بطرس وبولس، وكان من أهم نتائجه أن الإيمان المسيحىّ لم يعد مرتبطاً بالشريعة اليهوديّة، ولم يعد مفروضاً على أحد أن يمرّ بالشريعة اليهوديّة أوّلاً ليَعبُر إلى المسيحيّة.
- الفكرة الاساسيّة:
“ولا فرق الىن بين يهودى وغير يهودى، بين عبد وحُر، بين رَجلٍ وآمرأةٍ، فأنتم كُلُّكُم واحدٌ فى المسيحِ يسوعَ” (غل 3: 28).
- الهدف:
- أن يتعرف المخدومون على مرحلة هامّة جدّاً من مراحل تاريخ الكنيسة، ودور المجامع المسكونيّة فى قيادة الكنيسة.
- أن يترسّخ فى وجدان المخدومين وعد المسيح: “وقوّاتُ الموتِ لن تَقوى عليها” (مت 16: 18).
- أن يتصرّف المخدومون بانفتاح الفكر وقبول الاختلاف، فعمل المسيح الخلاصى هو من أجل الجميع.
- الاحتياجات والصعوبات:
- على الخادم قراءة أعمال الرسل جيّداً، خاصّة الإصحاحات 10 – 15، حتّى يستوعب جيّداً هذا الموضوع قبل شرحه للمخدومين.
- يحتاج المخدومون إلى أن يركّز الخادم على عمل الروح القدس، من خلال مواقف الرسل مثل بطرس وبولس، اللّذين منحهما انفتاح الفكر والقلب.
من صعوبات هذا اللّقاء نقل تفكير المخدومين من أحاث مرّت منذ ألفىّ سنة، إلى أحداث مُعاصرة، لذلك على الخادم أن يسأل المخدومين عن حال الكنيسة اليوم، وهل نحن نحتاج إلى جرأة الرسل وانفتاحهم للتغلّب على الانقسام فى الكنيسة؟ وكيف؟ ولا بدّ أن يذكر الخادم أن عمل الروح القدس ما زال مستمرّاً فى الكنيسة فى العصر الحديث، ويتجلّى هذا بوضوح فى المجمع القاتيكتنى الثانى الذى عُقدَ سنة 1962م. إلى سنة 1965م؛ وهو مجمع مسكونىّ مثل مجمع أورشليم، مع توضيح أوجه الشبه بينهما للمخدومين، خاصّة أنهما جمعاً سويّاً معظم الجماعة الكنسيّة فى العالم، وهذا بالضبط المقصود من كلمة “مسكونىّ”، وكان لقراراته أثر حاسم فى مسيرة الكنيسة فى العالم. وسيتم دراسة المجمع القاتيكانى الثانى فى لقاءاتٍ قادمة، وما الغشارة إليه سوى تشويق المخدومين لدراسته.