stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكتبالمكتبة الكاثوليكية

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – الوحدة الخامسة ‏” اللقاء الثانى “

999views

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة

الوحدة الخامسة
الطقس القبطى

اللقاء الثانى

صياغة قانون الإيمان

  • النص:

“نؤمن بإله واحدٍ، الله الآب القدير، خالق السماء والارض، ما يُرى وما لا يُرى.

نؤمن برب واحد يسوعَ المسيح، ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبلَ كل الدهور، نور من نور، إله حقّ من إله حقّ، مولودٍ غير مخلوقٍ، هو والآبُ جوهرٌ واحدٌ. به كان كلُّ شئ. من أجلنا نحنُ البشرَ، ومن أجلِ خلاصناِ، نَزلَ من السماءِ، وبالروحِ القدسِ، تجسَّدَ من مريم العذراء، وصارَ إنساناً، وصُلبَ عنَّا على عهد بيلاطس البنطى، وتألّمَ ومات وقُبر، وقامَ من بين الأموات فى اليوم الثالث، كما فى الكُتب. وصعد إلى السموات، وجلسَ عن يمين الآب، وأيضاً يأتى فى مجده، ليدين الأحياء والأموات، ولا انقضاء لمُلكه.

نؤمنُ بالروح القدس الربّ الحيي، المنبثق من الىب والابن، الناطق بالأنبياء.

نؤمن بكنيسة واحدةٍ، مقدّسةٍ، جامعةٍ، رسوليّةٍ.

ونعترفُ بمعموديّةٍ واحدةٍ، لمغفرةِ الخطايا.

وننتظُر قيامة الأمواتِ، وحياة الدهر الآتى، أمين”.

  • إلى خادم الكلمة:

نعلن إيماننا كلّ يوم بتلاوة قانون الإيمان، وهذا النصّ المركزى تمّت صياغة على مراحل عامّ 325 ميلاديّة، وقد جاءت هذه الصيغة بعد كثير من المناقشات والخلافات بين الاساقفة واللاّهوتيّين فى ذلك الوقت.

آريوس ومجمع نيقيّة: انتشرت المسيحيّة فى أرجاء الإمبراطوريّة الرومانيّة، التى انقسمت إلى الغمبراطوريّة الرومانيّة الغربيّة وعاصمتها روما، والإمبراطوريّة الرومانيّة الشرقيّة (بيزنطة) وعاصمتها القسطنطينيّة، وفى ذلك الوقت صارت كنيسة الإسكندريّة فى صدارة كنائس الشرق، وكان فى الإسكندريّة كاهن اسمه “آريوس” راعى لإحدى الكنائس هناك، وبسبب قدرته الخطابيّة وذكائه انتشرت آراؤه بين الناس، وأخطر هذه الآراء تعاليمه فيما يخصّ السيّد المسيح، وأرتكز تعليمه على أنه إذا كان المسيح ابن الله، فإن الآب ولد إبناً فى زمن معيّن، وبالتالى يكون للإبن بداية مع الزمن بعد الآب، وهو ليس من نفس طبيعة الآب، وهو خاضع للآب، وانتشرت هذه الأفكار الخاطئة والهدّامة بين الناس، وكان على كرسى الإسكندريّة الأنبا ألكسندروس، وهو رقم 19 بين باباوات الإسكندريّة، فتصدّى لهذه التعاليم وكان يقول: “إن الابن الكلمة، اللّوجوس، موجود منذ الأزل مع الىب ومساوياً له، ولو لم يكن الكلمة هو الله تماماً فإن الإنسان لا يمكن أن يتألّه تماماً”.

أثارت تعاليم آريوس الخاطئة منازعات وقلاقل بين الناس انتشرت فى الإسكندريّة، حتّى فى الأسواق والميادين والمسارح، ووصل الأمر إلى الإمبراطور قسطنطين الذى كان يبحث عن السلام فى إمبراطوريّته. ومع زيادة الأزمة، وجّه الإمبراطور الدعوة إلى الأساقفة ودعاهم لعقد مجمع عام فى مدينة “نيقيّة” شرق مضيق البوسفور فى آسيا الصغرى.

وإذا استثينا مجمع أورشليم المنعقد عامّ 49 ميلاديّة، والذى جاء ذكره فى أعمال الرسل، فإن مجمع نيقية 325 ميلادية هو المجمع الأول من نوعه كمجمع مسكونى، أى من كلّ أنحاء المسكونة، للوصول لحلّ حاسم لمشكلة مساواة الآب بالابن.

ضمَّ مجمع نيقية ما يزيد عن 300 أسقف، حفظت أسماء 220 أسقفاً منهم، وكان معظمهم من الكنائس الشرقيّة، مع عددٍ قليلٍ من كنائس الغرب.

وقد حضر المجمع الأسقف ألكسندروسن ومعه الشماس أثناسيوس الذى كان عمره 25 عاماً فى ذلك الوقت، وقام الشماس أثناسيوس بدورٍ بارز فى الردّ على آريوس، وإظهار خطأ تعاليمه عن المسيح، وإظهار خطورتها على الإيمان المسيحى المستقيم.

وأصدر المجمع بإجماع الحاضرين قرار حرم تعاليم آريوس، وتبنّى الأساقفة المجتمعون قانون الإيمان المستعمل فى قيصريّة فلسطين قاعدةً لإيمانهم، فقبله الجميع مع إضافة تعبير “هومو اسيوس”، الذى يعنى أن جوهر الابن مساوٍ لجوهر الآب. وفيما يلى نصّ قانون الإيمان النيقاوى.

“نؤمن بإله واحد، أبٌ ضابط الكلّ، خالق كلّ الأشياء، ما يرى وما لا يرى، ورب واحد يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، المولود من الآب، أى من جوهر الآب، إلهٌ من إله، نورٌ من نور، إله حقّ من إله حقّ، مولود غير من مخلوق، له وللآب جوهر واحد، به كان كلّ شئ، ما فى السماء وما على الأرض، الذى من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء، وتجسّد وصار إنساناً، وتألّم وقام فى اليوم الثالث، وصعد إلى السموات، وسيأتى ليدين الأحياء والأموات، ونؤمن بالروح القدس”.

ويستطرد آباء المجمع “الذين يقولون كان وقت لم يكن فيه الابن، وقبل أن يُولد لم يكن، وقد خلق من العدم، أو الذين يعلنون أن الله من جوهر آخر، أو أنه خلق، أو أنه خاضع للتغيير أو التيدّل فالكنيسة الجامعة الرسوليّة تحرمهم”.

  • الفكرة الأساسية:

يقود الروح القدس الكنيسة بواسطة أشخاص غيورين، وهذا يتمّ بطريقة جماعيّة، وهى “المجامع المسكونيّة”، ليتحقّق قول السيّد المسيح “أبواب الحجيم لن تقوى عليها”.

  • الهدف:
  • أن يتعرّف المخدومون على فترة هامّة من تاريخ الكنيسة، ودور كنيسة الإسكندريّة قبل الانشقاق.
  • أن يترسّخ فى أذهانهم حقيقة شخص السيّد المسيح كإنسانٍ حقّ وإلهٍ حقّ.
  • أن يحدث إطمئنان لدى المخدومين “أبواب الجحيم لن تقوى عليها”، مهما سمعوا عن المشاكل أو الخلافات داخل الكنيسة.
  • الاحتياجات والصعوبات:
  • يحتاج المخدومون إلى معرفة تاريخ صياغة قانون الإيمان، لذلك على الخادم أن يحاول تبسيط المناقشات اللاّهوتيّة، والتركيز على أن الابن المتجسّد مساو للآب.
  • يحتاج المخدومون إلى اكتشاف: كيف يعمل الروح القدس لحماية الكنيسة وقت الخطر، وذلك عن طريق العمل فى قلوب أبنائها أمثال الأنبا ألكسندروس والشماس أثناسيوس وغيرهم.
  • من الصعوبات فى هذا اللّقاء عدم إدراك المخدومين لخطورة أراء أريوس، فهذه الآراء تقلّل من رتبة السيّد المسيح، وبالتالى تهدم سرّ التجسّد والفداء، ولذلك من المهمّ أن يركّز الخادم على حقيقة أن المسيح الابن من نفس طبيعة الآب.

فى كتاب الوزارة يوجد درس عن القدّيس أثناسيوس، ونحن لا نُريد أن نضخّم دوره على حساب دور بقيّة الآباء الأساقفة الحاضرين فى المجمع، وقد سبق تقديم لقاء خاصّ عن القدّيس أثناسيوس.