كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – اللقاء الخامس
كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة
الوحدة الاولى
بداية السنة القبطيّة وزمن الميلاد
اللقاء الخامس
هيرودس والمجوس
- النصّ الكتابىّ:
“ولمَّا وُلِدَ يسوعُ فى بَيتَ لَحمِ اليَهوديَّةِ، على عَهدِ المَلِكِ هِيرودُسَ، جاءَ إلى أُورُشليمَ مَجوسٌ. منَ المَشرِقِ وقالوا: أينَ هوَ المَولودُ اليَهودِ؟ رَأَينا نَجمَةُ فى المشرقِ، فَجئنا لِنَسجُدَ لَه.
وسمع المَلكُ هيرودُسُ، فاَضطَرَبَ هوَ وكُلُّ أُورشليمَ. فجَمَعَ كُلَ رُؤساءِ الكَهَنةِ ومُعَّمى الشَّعبِ وسألَهُم: أينَ يولَدُ المَسيحُ؟ فأجابوا: فى بَيتَ لَحمِ اليَهوديَّةِ، لأنَّ هذا ما كَتَبَ النَبىّ:
“يا بَيتَ لَحمُ، أرضَ يَهوذا، ما أنتِ الصٌغرى فى مُدُنِ يَهوذا، لأنَّ مِنكِ يَخرُجُ رَئيسٌ يَرعى شَعبى إسرائيلَ”.
فَدَعا هيرودُسُ المَجوسَ سِرّاً وتَحقَّقَ مِنهُم مَتى ظَهَرَ النَّجمُ، ثُمَّ أرسَلَهُم إلى بَيتَ لَحمَ وقالَ لَهُم: اَذهَبوا وَابحَثوا جيَّداً عَنِ الطَّفلِ. فإذا وجَدتُمومُ، فأَخبِرونى حتى أذهَبَ أنا أيضاً وأسجُدَ لَه.
فلمَّا سَمِعوا كلامَ المَلِكِ اَنصَرَفوا. وبَينَما هُم فى الطَّريقِ إذا النَّجمُ الذى رَأَوهُ فى المَشرق، يَتَقَدَّمُهُم حتّى بَلَغَ المكانَ الذى فيه الطفِلُ فوَقَفَ فَوقَه. فلمَّا رَأوا النَّجمَ فَرِحوا فَرَحًا عَظيمًا جدّاً، ودَخَلوا البَيتَ فوَجَدوا الطَّفلَ معَ أُمَّهِ مَريَمَ. فرَكَعوا وسَجَدوا لَه، ثُمَّ فَتَحوا أكياسَهُم وأهدَوا إلَيهِ ذَهَبًا وبَخوراً ومُرّاً” (مت 2: 1- 11). - إلى خادم الكلمة:
لدينا فى العهد الجديد ثلاثة أشخاص يحملون اسم “هيرودس”، الاوّل هو “هيرودس الكبير” وكان ملكاً على اليهوديّة (مت 2: 1)، وجاء اسمه 9 مرّات فى العهد الجديد، فهو مضطهد المسيح وهو قاتل الاطفال فى بيت لحم.
أمّا الثانى فهو “هيرودس انتيباس”، ابن “هيرودس الكبير”، كان أميراً على الجليل وعبر الأردن (لو 3:1)، واستمرّ حتّى سنة 39 ميلاديّة، وهو الذى أمر بقتل “يوحنّا المعمدان” (أنظر مر 9: 17 – 29)، وقد اشترك جزئيّاً فى محاكمة يسوع (أنظر لو 23: 6- 16).
أما الثالث فهو “هيرودس اغريبا” وهو حفيد “هيرودس الكبير”، وقد عُرف كأوّل مضطهد للكنيسة (أنظر أع 12: 1- 23)، وقد قتل “يعقوب” أخا “يوحنّا”، وألقى “بطرس” فى السجن وأستمرّ حكمه من سنة 41 – 44 ميلاديّة.
و “هيرودس الكبير” كان لديه قلق على عرشه، ولديه شكوك فى كلّ مَن حوله، ونتيجة لذلك قتل زوجته وثلاثة من أبنائه لشدّة خوفه على العرش، فكان من الطبيعى والحال هكذا أن يشعر بالخوف والتهديد من ولاة المسيّا، فهو ملك اليهود بحسب اعتقادهم، ولا يدرون أن مُلك المسيح ليس من هذا العالم.
وبحسب علوم ذلك العصر كان لكلّ عظيم عند مولده علامة فلكيّة تدلّ على قدومه، ومن نفهم تعبير “نجم فى المشرق”. وقد كان المجوس خبراء فى قراءة حركة النجوم والابراج يعيشون فى بلاد الشرق التى قد تكون بلاد فارس أو الهند، وعرفوا، عن طريق علم التنجيم، بميلاد شخصيّة عظيمة فى بيت لحم، فجاءوا ليسجدوا ويقدّموا له الهدايا.
هذه الهدايا تحقّق النبوءة الواردة فى (أش 60: 6)، وأيضًا (أش 60: 11)، وقد رأى آباء الكنيسة أن الذهب يرمز لملك المسيح، واللّبان (البخور) يرمز إلى كهنوت المسيح الكاهن الاعظم، والمُرّ يرمز إلى ألآلام التى سوف يُعانيها المسيح لخلاصنا.
وعندما يذكر القدّيس “متّى” هذه التفاصيل فى إنجيله، فهو يريد أن يُبرز منذ البداية أن السُلطة اليهوديّة الممثّلة فى : هيرودس، الكهنة، والكتبة… يرفضون المسيّا، والأمم الممثّلة فى المجوس يقبلونه، حتّى أنهم جاءوا ليسجدوا ويقدّموا له الهدايا.
الفكرة الاساسيّة:
– “وسَمِعَ المَلِكُ هيِرودُسُ، فَاضطَرَبَ هوَ وكُلُّ أُورُشليمَ” (مت 2: 3).
– “فرَكَعوا وسَجَدوا لَه، ثُمَّ فَتَحوا أَكياسَهُم وأهدَوا إلَيهِ ذَهَبًا وبَخوراً ومُرّاً” (مت 2 :11).
- الهدف:
– ان يتعرّف المخدومون على معانى أحداث ميلاد يسوع.
– أن يترسّخ فى أذهانهم بأن طفل المذود هو تحقيق وعد الله بالخلاص.
– أن يظهروا بافعالهم وتصرّفاتهم هل هم فى جانب هيرودس الرافض ليسوع، أم فى جانب المجوس المستقبلين له.
الاحتياجات والصعوبات:
– تتميّز تفاصيل ميلاد السيّد المسيح بالبهجة والفرح، فهناك الملائكة بترانيمهم، والرعاة، ثُمَّ المجوس بهداياهم، ولكن الفرح لا يجعلنا ننسى رفض اليهود للمسيح منذ البدايّة، وكذلك ما حدث فى بيت لحم، فعلى الخادم أن يوضّح للمخدومين فكرة أن فرح الميلاد لا يجعلنا ننسى أو نتجاهل رفض رؤساء اليهود وهيرودس للمسيح، وموت الابرياء، وعليه أيضاً ان يُذكّر المخدومين بأن أحسن استقبال للمسيح هو ما نفعله مع الذين يعانون من ظلم الىخرين لهم.
– يحتاج المخدومون غلى أن يقوم الخادم بعقد مقارنة واضحة بين موقف هيرودس المتمسّك بعرشه وسُلطته، ومعه رؤساء اليهود، وبين موقف المجوس الذين يسجدون للطفل، ويعاملونه كملك عظيم رغم أنه فى مذود، ونحن فى أى جانب نقف؟
– يحتاج المخدومون إلى التعرّف على النبؤات التى تتكلّم عن ميلاد المسيح فى العهد القديم مثل (أش 9: 6-7)، (مى 5: 2)، (هو 11:1)، (أش 7: 14)، فيمكن للخادم أن يقرأها لهم عدّة مرّات.
– قد يتساءل المخدومون عن موضوع قتل الاطفال فى بيت لحم، وهذا ليس موضوع الدرس، أمّا الخادم فعليه أن يعود إلى اللّقاء الخاصّ باليوم.
– من صعوبات هذا اللّقاء هو تساؤل المخدومين عن النجم، وعلى الخادم أن يركّز على معنى النجم هو علوّ المقام، أو أهميّة الطفل المولود، وهذا بحسب علوم ومفاهيم عصر الميلاد. وليتجنّب الخادم إعطاء تفسير حديث لهذه الظاهرة، مثلاً لا يقول إن النجم هو سفينة فضاء أو ما حدث، أو الرسالة التى وراء الأحداث وليس وصف الاحداث كما هى. دائماً نقول: تتساءل عن معنى الحدث وليس عن تفسير علمى لما حدث. وكذلك الاحلام وظهور الملائكة، فالمقصود من هذا هو ان فى فترات حاسمة من تاريخ الخلاص تكون هناك علامات إلهيّة يُعبّر عنها بصورة ملاك، أو حلم أو صوت من السماء، أو رسول. والمقصود هنا هو التعبير عن رسائل الآتية من الله الذى لم يتوقّف عن حديثه معنا.