كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – الوحدة الاولى ” اللقاء السادس “
كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة
الوحدة الاولى
بداية السنة القبطيّة وزمن الميلاد
اللقاء السادس
عماد يسوع (الغطاس)
النصّ الكتابىّ:
«وجاءَ يَسوعُ مِنَ الجليلِ إلى الأُردنِ ليتَعَمَّدَ على يدِ يوحنّا. فمانَعَهُ يوحنّا وقالَ لَه: أنا أحتاجُ أن أَتعمَّد على يدكَ، فكيفَ تَجئُ أنتَ إلىَّ. فأجابّهُ يَسوعُ: ليكُن هذا الآنُ، لأنَّنا بِه نُتَمَّمُ مَشيئةَ الله. فَوافَقَهُ يوحنّا.
وتعمَّد يَسوعُ وخَرَجَ فى الحالِ منَ الماءِ. واَنفَتَحتِ السَّماواتُ لَه، فرأى رُوحَ الله يَهبِطُ كأنَّهُ حَمامَةٌ ويَنزِلُ علَيهِ. وقالَ صوتٌ مِنَ السَّماءِ: “هذا هوَ اَبنى الحبيبُ الَّذى بهِ رَضِيتُ”» (مت 3: 13 – 17).
إلى خادم الكلمة:
أراد يسوع أن يعتمد حتّى يُكمل كلّ برّ، وهو بلا خطيئة، يتضامن مع الخطأة، ويأتى إلى نهر الأردن كى ينال العماد مع الجموع على يدّ يوحنّا المعمدان.
إن انفتاح السماء ونزول الروح القدس يُذكّرنا بصرخة أشعيا النبى: “صِرنا مِن زمَنٍ بعيدٍ كالذينَ لم تكُن لهُم سيّداً ولا دُعوا باَسمِكَ. ليتَكَ تشُقُّ السَّماواتِ وتنزِلُ فتَميدَ الجبالُ مِن وجهِكَ” (أش 63: 19)، وانفتاح السماء هو رمز لوحى جديد عن الله الذى يُعطى روحه، وحلول الروح القدس على يسوع يعنى أنه ممتلئ به ويقوده لإتمام خلاص البشر.
ونزول الروح على هيئة حمامة يُشير إلى أن يسوع هو إسرائيل الحقبقى، والصوت السماوى “هذا هو ابنى الحبيب…” يدلّ على العلاقة الخاصّة بالآب.
والحمامة فى الكتاب المقدّس لها عدّة وظائف رمزيّة، فهى تذكّرنا بروح الله الذى كان يرفّ على وجه المياة قبل الخلق، وكذلك الحمامة التى أطلقها نوح وأعلّنت له انتهاء الطوفان، وأيضاً الحمامة تُشير إلى جماعة بنى إسرائيل، وهى ترمز إلى حبّ الرجل لحبيبته، لذلك تكلّم الإنجيليّون على الروح القدس النازل كأنه حمامة، وهذا يُوحى أيضاً بمحبّة الله للبشر النازلة بصورة رمزيّة للأرض.
وعيد الغطاس هو عيد الظهور الإلهى، حيث يظهر لنا الثالوث الاقدس: انفتاح السماء وسماع الصوت يُشير إلى الآب، والابن فى ماء نهر الاردن، والروح القدس نازل كأنه حمامة واستقرّ على الابن.
وقد كان لهذا العيد شان عظيم فى الكنيسة القبطيّة، حيث كانت جموع الشعب تحتفل به على شاطئ النيل ليلاً وسط مظاهر ابتهاج وفرح، وكان الكثير منهم يستحمّون فى مياه النيل رغم برودة الجوّ، ويركبون الزوارق، ويتجوّلون على سطح مياهه، ويرفعون إشارات الصليب على أعواد القصب، وكذلك الشموع والمشاعل. وكانت السُلطة الحاكمة تُشارك فى هذه الاحتفالات، وتسيّر مواكب الخيل والعربات على شاطئ النيل.
الفكرة الاساسية:
”هذا هوَ اَبنى الحبيبُ الَّذى بهِ رَضيِتُ” (مت 3: 17).
الهدف:
- أن يتعرّف المخدومون على حدث هامّ فى حياة يسوع الارضيّة، وهو عيد سيّدى كبير.
- أن يترسّخ فى أذهان المخدومين أن يسوع اختار طريق التواضع والتضامن ليخلّصنا.
- وإذا كُنّا نسعى للخلاص فعلينا السلوك بتواضع.
الاحتياجات والصعوبات:
- يحتاج المخدومون إلى فهم معنى الأحداث المُصاحبة للعماد: مثلاً “هذا هو ابنى الحبيب…” مأخوذة من مزمور 2: 7 الخاصّ بتتويج الملك.
- يحتاج المخدمون إلى إظهار الفرق بين معموديّة يوحنّا المعمدان، والمعموديّة فى المسيحيّة. معموديّة يوحنّا هى طقس اغتسال وتطهير من الخطايا، استعداداً لمجئ المسيّا. أمَا سرّ المعموديّة به ننال نعمة التبنّى، أى نصير أبناء الله وليس فقط للتطهير من الخطايا. بالإضافة إلى أن سرّ المعموديّة يمنحنا وسماً أبديّاً لا يزول، لذلك لا يمكن تكرار المعموديّة.
- من صعوبات اللّقاء عدم قبول بعض المخدومين لفكرة أن المسيح قد تمّم طقس تطهير من الخطايا، وعلى الخادم التركيز على ان المسيح بلا خطيئة، وغير محتاج للتطهير، فهو الطهارة ذاتها، ولكن منهج المسيح وإرادته هو التواضع والتضامن مع إخواته الخاطئين، حتّى يخلّصهم ونحن لن ننال الخلاص إلاّ بالتواضع والتضامن مع إخواتنا البشر.