stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كتابات القراء

كلام الله أوّلاً أم الأعمال ؟ ( متى ٢١ : ٢٨ – ٣٢ )

780views

1024px-Gutenberg_Bible,_New_York_Public_Library,_USA._Pic_01

في مَثَل الأبنين هذا ،  يشير يسوع إلى أمرين هما أساس إيماننا المسيحي : سماع كلام الله والعمل بها .

إنها ليست المرّة الأولى التي يتكلّم يسوع فيها على هذه القضيّة ، ولكنّه يذكرها هنا بشكل مَثَل انفرد القديس متّى الإنجيلي بذكره ،

فالمؤمن بسمع كلمة الله ، ثمّ يجعلها تدخل فيه وتحرّكه لتترجم إلى جوابٍ وهو ما نُسميه : ”  العمل ” .

هذا المخطّط يعاني أحياناً مشكلتين :

المشكلة الأولى أنّنا ننجذب بشدّة إلى العمل ، فنهمل كلمة الله ، ويصير العمل أولاً، ونطلب من الله أن يبارك أعمالنا ويساندها وينجحها ، من دون أن ننطلق أوّلاً من كلمة الله لنعرف هل يريد الله منّا أن نعمل هذا ، او نستمرّ في هذا العمل ، أم لا ؟

فتدخل أعمالنا في  روتينيّة  قاتلة ، وتفقد الروح وتعاني صعوبة شديدة في التغيير ، وتنفصل عن الواقع ، وتصبح عقيمة لا تأتي بثمر .

المشكلة الثانية هي الإكتفاء بكلمة الله ، والأفكار النظريّة ، وفصلها عن الواقع المُعاش ، فيصير الإنسان المسيحيّ كالفرّيسيّ ومعلّم الشريعة ، أقواله سليمة أمّا أعماله فلا .

إنّه مثل الإبن الثاني الذي قال لابيه : ” لبّيك ، ها إنيّ ذاهبٌ يل سيِّد ! ” ولكنّه لم يذهب ، ولم يفعل شيئاً . هذا الإنسان يقضي

نهاره بالقول : حاضر ، يجب علينا ، ينبغي لنا ، من المفروض أن … ولكن بدون أن يقرن القول بالفعل والعمل .

نسأل الله أن يساعدنا على سماع كلامه الموجّه لنا ، إلى كلٍّ واحدٍ منا اليوم  ، هنا وفي كلِّ مكان نتواجد فيه ، ونلبّي دعوته فور سماعها ، دون تردُّد أو تحفُّظ أو إبطاء ، ودون الإعتماد على الذاكرة ونقول إنّنا نعرف ما يقوله لنا ، وأن نتولّى مشيئتَه بالطاعة والإذعان ، وبدون تمرُدٍ وعصيان والعمل به بإيمان ومحبة وإخلاص لنكون حقاً أبناء صالحين .

المطران كريكور اوغسطينوس كوسا

اسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك