stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالممؤسسات رهبانية

كلمة قداسة البابا لاوُن الرابع عشر إلى المشاركين في المجمع العام لرهبنة القديس أوغسطينوس

44views

١٧ سبتمبر ٢٠٢٥

الفاتيكان نيوز

بمناسبة انعقاد المجمع العام للرهبنة الأزغسطينية، توجه قداسة البابا لاوُن الرابع عشر، إلى المعهد الأوغسطيني بالقرب من الفاتيكان، حيث يُعقد المجمع.

ووجه كلمة الأب الأقدس أعرب في بدايتها عن سعادته لوجوده مع إخواته في الرهبنة، وأضاف: أنه يشعر بنفسه في بيته، وبأنه يشارك هو أيضا داخليًا في المجمع بروح تقاسم أخوي، ثم شكر قداسة البابا الرئيس العام الذي أنهي خدمته، كما ووجه التحية إلى الرئيس العام الجديد المنتخَب للتو.

وتابع الحبر الأعظم مشيرًا إلى كون المجمع العام فرصة ثمينة للصلاة، والتأمل معّا حول العطية التي نلناها وواقع الكاريزما، وأيضًا حول التحديات والمشاكل التي تسائل الجماعة.

وواصل عظيم الأحبار أن المجمع يعني أيضًا الإصغاء إلى الروح القدس في تماشٍ بمعنى ما مع ما قال القديس أوغسطينوس حول أهمية البعد الداخلي في مسيرة الغيمان، حين دعا إلى عدم الخروج من الذات، بل العودة إليها متحدثًا عن كون الحقيقة تسكن دواخل الإنسان.

وأضاف قداسة البابا لاوُن الرابع عشر: إن الداخلية ليست هروبًا من المسؤوليات الفردية، أو الجماعية، أو من الرسالة التي أوكلها إلينا الرب في الكنيسة، والعالم، أو من التساؤلات والمشاكل الملحة، فنحن نعود إلى داخلنا، لنخرج بعد ذلك أكثر تحفيزًا وحماسة في الرسالة، وبهذا الدخول إلى الذات يتجدد الاندفاع الروحي والرسولي، ونعود إلى ينبوع الحياة الرهبانية، والتكرس، للتمكن من تقديم نور لمن وضعهم الرب على طريقنا، كما يتم هكذا إعادة اكتشاف العلاقة مع الرب، ومع الإخوة في العائلة الرهبانية.

وتوقف الأب الأقدس بعد ذلك عند المواضيع التي يتطرق إليها الرهبان الأغسطينيون بعد تامل موسع ومشترك لسنوات. وتحدث قداسته عن الدعوات والتنشئة الأولية، وعاد البابا هنا إلى دعوة القديس أغسطينوس: أحبوا ما ستكونون! واضاف أن هذا توجيه ثمين وذلك في المقام الأول لتفادي السقوط في خطأ تخيُّل التنشئة الرهبانية كمجموعة من القواعد أو الأشياء التي يجب عملها أو كرداء جاهز نرتديه بشكل سلبي. وواصل البابا أن في مركز كل شيء هناك المحبة، فالدعوة المسيحية، والرهبانية بشكل خاص، تنشأ فقط حين نلمس جاذبية شيء كبير، محبة يمكنها تغذية القلب وإشباعه. يجب بالتالي أن يكون اهتمامنا الأول مساعدة الشباب بشكل خاص على أن يروا جمال الدعوة وعلى حب ما يمكنهم أن يصبحوا بمعانقتهم لها. ووصف قداسة البابا هنا الدعوة والتنشئة بمغامرة روحية تشمل الشخص بكامله، هي بالأحرى مغامرة محبة إزاء الله.

وأشار الأب الأقدس إلى أن القديس أغسطينوس قد وضع المحبة في مركز بحثه الروحي، وهي معيار أساسي أيضا بالنسبة للدراسة اللاهوتية والتكوين الفكري. فلا يمكن أبدا الوصول إلى الله بمنطقنا فقط أو بسلسلة من المعلومات النظرية، بل بأن نندهش أمام عظمته وبأن نتأمل في أنفسنا وفي معنى ما يحدث للعثور على خطى الخالق، وفي المقام الأول كي نحبه وكي نجعل الآخرين يحبونه. وذكَّر قداسته بدعوة القديس أغسطينوس من يدرسون إلى السخاء والتواضع، وهما ثمرة المحبة.

ثم تحدث البابا لاوُن الرابع عشر عن عطية المحبة الإلهية باعتبارها ما علينا أن ننظر إليه إن أردنا أن نعيش بأفضل شكل الحياة الجماعية والعمل الرسولي متقاسمين خيورنا المادية وأيضا الإنسانية والروحية. وشدد قداسته من جهة أخرى على ضرورة الأمانة للفقر حسب الإنجيل، والعمل على جعله المعيار لعيش كل ما نحن وكل ما لدينا في خدمة الرسالة الرسولية.

هذا وأراد قداسة البابا التشديد على ضرورة عدم نسيان دعوتنا الإرسالية، وذكَّر بأن الأغسطينيين قد أعلنوا الإنجيل منذ سنة ١٥٣٣ في مناطق كثيرة من العالم بشغف وسخاء معتنين بالجماعات المسيحية المحلية، مكرسين أنفسهم للتربية والتعليم ومتفانين من أجل الفقراء، وقد نفذوا الكثير من الأعمال الاجتماعية والخيرية. ودعا البابا الرهبان إلى عدم نسيان هذه الروح الإرسالية وإلى إنعاشها متذكرين أن رسالة البشارة تتطلب الشهادة لفرح متواضع وبسيط، والاستعداد للخدمة وتقاسم الحياة مع الشعب الذي نُرسَل إليه.

وفي ختام كلمته أعرب قداسة البابا للرهبان الأغسطينيين عن الرجاء في مواصلة العمل في المجمع بفرح وأخوّة وبقلب مستعد لاستقبال ما يوحي به الروح القدس. ثم أكد الأب الأقدس صلاته كي تلهم محبة الرب أفكارهم وأفعالهم جاعلة إياهم رسلا وشهودا للإنجيل في العالم. وطلب قداسة البابا بعد ذلك شفاعة مريم العذراء، والقديس أوغسطينوس، ومنح الجميع البركة الرسولية.