كلمتى لا ترجع إلي فارغة – الأب وليم سيدهم
كلمتى لا ترجع إلي فارغة
الخصوبة والنماء هي الصفة الملازمة لكلمة الله فكما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجع إلى هناك، بل يروي الأرض ويجعلها تنشيء وتُنبت، لتؤتي الزارع زرعًا والآكل طعامًا، كذلك تكون كلمتي التي تخرج من فمي “لا ترجع إليّ فارغة”.
إن مفعول كلمة الله لا يمكن إنكاره والطبيعة شاهدة على ذلك والعهد القديم يبدأ بكلمة الله “الخلاقة” لقد خلق العالم بكلمته، والكلمة صار جسدًا وأبصرنا مجده فرغم أنه كان في حضن الآب قبل الدهور فإنه يتجلى في عالمنا نحن وبه نشقى وبه نخلص.
إذا كانت الكلمات التي تخرج من فم أصحاب الجاه والسلطان يتم تنفيذها فورًا، فكم وكم كلمات رب الأكوان خالق كل سلطان تصبح كلمته سيفًا تيارًا يخترق النخاع وينير الأبصار.
نتذكر الكلمة التي قطعها الله على نفسه لإبراهيم أبو المؤمنين “سأجعلك أمة كبيرة” إن التأمل في هذا الوعد الذي استمر تحقيقه منذ أن خرج ابراهيم من حوالي 2000 سنة قبل الميلاد كيف تحققت في التاريخ، فمن ابراهيم إلى ابنه اسحق الى يعقوب ثم إلى أبناءه الإثنى عشر إلينا نحن أعضاء جسد المسيح السري سأجعلك “بركة” للأمم.
نعم، حسنًا قال الرب “كلمتي لن ترجع فارغة بل تنجح فيما أرسلها إليه”. كل يوم يرى المؤمن بالله وعود الله تتحقق في حياته اليومية فالشمس تشرق عليه ثم تغرب وبين الشروق والغروب ينمو الإنسان وتنمو الأشجار والنباتات وتنمو الدواب والطيور.
وتغمر مياه الأنهار والأمطار والآبار حياة الخليقة فتخضر وتحمر وتبتهج الوديان والجبال، هكذا تتجلى كلمة الله في كل الخليقة التي تحمل في أحشائها بصمات العقلانية وتلبس منطق الخالق بقوانين تنظمها وكأنها سيمفونية تعزف لحن الخالق كل لحظة وكل يوم ويغمر روح الله قلب الإنسان وعقله يسبح الخالق على ما صنعت يداه ويفرح بالمشاركة في كل هذه النعم والعطايا التي تفيض من ينبوع حب الله وحنانه على خليقته.
ألم يشف المسيح اليد اليابسة بكلمة، ألم يخرج الشياطين بكلمة “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله” ألم يقل المرنم “كلمتك مصباح لخطاى ونور لسبيلي” ألم يقل قائد المئة ليسوع “لست مستحقًا أن تدخل بيتي لكن قل كلمة واحدة فيبرأ فتاي”
ويقول القديس يوحنا في إنجيله “في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله والكلمة صار جسدًا ورأيناه مجدًا”
يارب كلمتك مصباح لخطاي ونور لسبيلي.