المستقبل يخيف والخوف يظهر، ولا يبقى لنا إلا أن نسلّم أنفسنا بين يدي مريم. قبولنا متواضع لكنه يفتح باب اللانهاية.
كان شخص يصلي لمريم على النحو الآتي:
“أرجوك. أخاف أحياناً من لجة المستقبل والشك والزلات والوحدة والليل. اليوم، أقدم لك قبولي الصامت. قبولي بخشية. كله لك. أخاف من الخسارة والموت.
من الوحدة والبرد. أنت تعرفينني. تعرفين مشاعري. هذا واضح. أنا بعيد جداً. جرحي. انكساري. أرجو. الكثير من الحب. الكثير من الأحلام. أريد الذهاب إلى عرض البحر. إلى العمق. السماء زرقاء. والبحر عميق. الوقت يمضي بسرعة. تعانقينني. أعانقك. تلمسينني. ألمسك. بابتسامات ودموع. أصمت وأرجو. أنظر إليك. وتنظرين إليّ”.
المستقبل يخيف والخوف يظهر، ولا يبقى لنا إلا أن نسلّم أنفسنا بين يدي مريم. قبولنا متواضع يبدو أنه لا يساوي الكثير، لكنه يفتح باب اللانهاية. مقياس الحب يتضاعف. ومقياس الشر يُغفر في لحظة.
لا رياضيات عند الله، ولم يعرف أبداً هذه المادة. المتواضع يعني الكثير بالنسبة إلى الله على الرغم من أنه لا يعرف الكثير، وعلى الرغم من أنه لا يعرف شيئاً. الله يتأثر بفشلي. ويتقرب مني عندما أخطئ.
يغفر لي قبل أن أغفر لنفسي. يشفي جرحي قبل أن أكون قادراً على إدراك أنني جريح. يعانقني عندما أعجز عن فتح ذراعيّ. ينحدر بحثاً عني عندما لا أنجح في بلوغ القمة.
يساعدني. يعضدني. يحبني. يرفعني بين ذراعيه. يغفر لي لكي أتعلم أن أحبّ وأجعل قلبي واسعاً. يغفر لي دوماً ويمنحني يومياً فرصة جديدة.
من دون هذا الاتحاد الوثيق مع يسوع ومع مريم، لا يمكن صنع الوحدة والسلام ومنح الرجاء وخلق علاقات عميقة. القوة تأتينا من فوق. يسوع يملك من مذوده، من مذودي. أمامه، أجثو ساجداً له.
قدرته هي المحبة التي تتضع وتموت من أجلنا، المحبة إلى أقصى الحدود. وقدرتي أيضاً هي المحبة، تلك المحبة التي تبذل ذاتها إلى أقصى الحدود.
وكما قالت ماريا كورسيني، زوجة لويس بلتران كواتروتشي، لابنها: “يجب أن تتبع يسوع المسيح، إذا لزم الأمر، حتى بذل حياتك”.
محبتنا تغير العالم. عندما نعطيها حتى بذل حياتنا. عندما نتبعه من دون خوف. ومحبته تبدل كل شيء عندما نحول أنفسنا إلى خميرة بين الجميع. عندما نسمح له هو بأن يعمل في أقوالنا وأفعالنا.
بريطانيا / أليتيا (aleteia.org/ar)