stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

« لأَنَّ خُبزَ اللهِ هُوَ الَّذي يَنزِلُ مِنَ السَّماء وَيُعطي الحَياةَ العالَم » – القدّيس يوحنّا بولس الثاني

548views

القدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 – 2005)، بابا روما
الرسالة العامّة “الإفخارستيّا حياةُ الكنيسة” (Ecclesia de Eucharistia)، الأعداد 18-19

« لأَنَّ خُبزَ اللهِ هُوَ الَّذي يَنزِلُ مِنَ السَّماء وَيُعطي الحَياةَ العالَم »

إنّ من يتغذّى بالرّب يسوع المسيح في الإفخارستيا لا حاجة له بأن ينتظر الآخرة كي يسعد بالحياة الأبديّة: إنه يملكها منذ الآن على الأرض، باكورة السعادة العتيدة، التي ستشمل الإنسان بكليّته. ففي الإفخارستيا، نحصل أيضًا على ضمان قيامة الأجساد في آخر الأزمان: “مَن أَكل جَسَدي وشرِبَ دَمي فلَه الحَياةُ الأَبدِيَّة وأَنا أُقيمُه في اليَومِ الأَخير” (يو 6: 54). ضمان القيامة العتيدة هذا ناجمٌ من أن جسد ابن الإنسان الذي أُعطينا إيّاه غذاءً، هو جسده الممجّد القائم من بين الأموات. مع الإفخارستيا نستوعب نوعًا ما “سرّ” القيامة. لذلك صَدَق القديس اغناطيوس الأنطاكيّ في تعريفه الخبز الإفخارستي على أنّه “دواءٌ للخلود وترياقٌ لعدم الموت”.

إنّ الرّؤية الإسكاتولوجيّة التي تكتنزها الإفخارستيا تعبّر عن الشركة مع كنيسة السماء وتوطّدها. وليس من المصادفة أن تُذكر بإجلال، في الأنافورات الشرقيّة أو الصلوات الإفخارستية اللاتينيّة، مريم الدائمة البتوليّة، والدة إلهنا وربّنا يسوع المسيح، والملائكة والرسل القدّيسون، والشهداء المجيدون وجميع القديسين. إنها لظاهرة إفخارستيّة يجدر بنا أن نلفت النظر إليها: بالاحتفال بذبيحة الحمل، نتّحد بالليتورجيّا السماويّة، مشاركين الجمهور العظيم الصارخ: “الخَلاصُ لإِلهِنا الجالِسِ على العَرشِ ولِلحَمَل!” (رؤ 7: 10). حقّاً، إن الإفخارستيا زاويةٌ من السماء تطلّ على الأرض! إنها شعاعٌ من مجد أورشليم السماويّة يخترق غيوم تاريخنا وينير سبيلنا.