stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

لست مستحقًا أن تدخل تحت سقف بيتي – الأب وليم سيدهم

302views

الوثني يتصرف في هذا المشهد مع يسوع بإيمان أقوى من إيمان اليهودي، يخشى الوثني أن يهين المسيح يطلب منه أن يشفي عبده ولكن يريده أن يشفي بكلمة خلاقة من المسيح وليس عن طريق زيارة، نعم إن الوثني مضطلع على قوانين وأحكام اليهود، فهو في عرفهم “نجس” وبالتالي ممنوع على اليهودي الاحتكاك به او الدخول الى بيته، لذا طلب من يسوع أن يقول “كلمة” حياة ليشفي عبده.

ورغم أن قائد المئة طلب وساطة كبار اليهود أنفسهم ليفوز بالحديث مع يسوع إلا أنه يحترم عادات وقوانين جيرانه. إلا أن اليهود شهدوا له، أنه بنى لهم مجمعهم، أي أنه إنسان كسر الحواجز بين اليهود الوثنيين، وعمل لهم خدمات لذلك توسطوا له عن يسوع ليشفي عبده.

أمام شخص مثل هذا الوثني، الذي دخل الإيمان بيسوع قلبه وأصر أن الوحيد الذي يستطيع أن يخلص عبده هو يسوع الناصري، فإن المسيح الذي جاء لخلاص الوثني واليهودي وكل إنسان، فقد مدحه بقوله “لم أجد ايمانًا مثل هذا الايمان” وفي هذا اعتراف واضح بعظمة ايمان هذا الرجل بيسوع وتفوقه على اليهود أنفسهم.

إن إيماننا نحن وضعه يسوع في كفة، وايمان الوثني في كفة أخرى، فبينما يتواضع الوثني ويقدم نفسه كإنسان نجس فإننا نعتبر أنفسنا نحن نملك  يسوع ونملك الخلاص بشكل ميكانيكي يحكم انتمائنا غلى الشعب المختار، إلا أننا ننسى أن نعمة الإيمان التي أعطاها الله للشعب المختار لم تكن بسبب قداسة هذا الشعب بل هي مجرد كرمًا من الله وبصفة مجانية يحصل عليها من “يزيد بره على الكتبة والفريسيين” أي الذي يُقبل إلى الله بدون قيدًا أو شرط ولا الإفتخار بحقوق نالها المؤمن من الله.

إن نعمة الإيمان بيسوع هدفها أن نتحول إلى خدام للآخرين أو إلى إعلان حضور الملكوت وخلق الاستعداد عند الآخرين، على مثال يوحنا المعمدان إلى الدخول في حالة التوبة، وتغيير الإنسان العتيق الذي هو ساكن فينا. الإنسان العتيق الذي يقول عنه الرسول بولس:  “إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.” (2 كو 5: 17). شفيعنا ومخلصنا بدم ثمين.

يارب، “لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي، لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَقَطْ فَيَبْرَأَ غُلاَمِي.” (مت 8: 8).