لقاء مسيحي الشرق البيان الختامي للهيئة العامة
البيان الختامي لاجتماع الهيئة العامة
لقاء مسيحيي المشرق
بعبدا ٥ – ٦ شباط/فبراير ٢٠١٦
التأمت الهيئة العامة السنوية الخامسة لـ “لقاء مسيحيي المشرق” يومي الجمعة والسبت ٥ و6 شباط/فبراير ٢٠١٦، في مركز “اللقاء” في مطرانية الكلدان في بعبدا.
استهلت الجلسة بكلمة ترحيب من أمين عام “اللقاء” المطران سمير مظلوم، نوه فيها بأننا “نعيش اليوم في منطقتنا ظروفا هي من أصعب الظروف التي مرّت علينا منذ تأسيس الكنيسة،” وذلك بسبب موجات العنف والإرهاب، والقتل والتهجير، والتطرف الديني والتكفيري الذي يعاني منه المسيحيون وغيرهم من المكونات المشرقية، ولو بنسب متفاوتة. لكنه أضاف، مستشهداً بالرسالة الأولى لبطاركة الشرق الكاثوليك (1991) بأن هذا الوضع “يجب ألا يدفعنا الى الهروب أو التقوقع والانعزال أو الذوبان.” وشدد على أن الحضور المسيحي في المشرق هو رسالة وشهادة، وبالتالي لا يحق لنا أن نبقى هنا وجلّ اهتمامنا فقط الاستمرار في البقاء، لأن هذا “سيؤدي الى الانعزال والخوف وعقدة الأقليات القاتلة.” وذكّر سيادته بأن هدف “لقاء مسيحيي المشرق” هو “تثبيت الحضور المسيحي الحرّ والفاعل في المشرق وتعزيزه.”
ثم قُدّمت التقارير السنوية من أمينيّ السر والمال، وبعد المناقشة، جرى قبول أعضاء جدد في الهيئة العامة من لبنان ومصر والعراق والاردن وبلاد الانتشار. كما تقرر إنشاء “مجلس أمناء” يرافق نشاطات “اللقاء” ويرعاها، ويعمل على دعمه ماديا ومعنويا وعلى صعيد العلاقات العامة.
وتابع “اللقاء” في جلساته يوم السبت البحث في خطته الإستراتيجية وآفاق المستقبل، وتشرّف باستضافة غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، الذي بارك اللقاء بحضوره وشارك في الاستماع الى شهادات عن الاوضاع في سوريا والعراق ومصر، وأثنى على عمل “اللقاء” ورغبته في توطيد العلاقة مع رؤساء الكنائس، وتوثيق التعاون والتكامل مع مجلس كنائس الشرق الأوسط.
كما شارك في اجتماع السبت، صاحبا المعالي الوزيران السابقان موريس صحناوي وزياد بارود، اللذان يرافقان عمل “اللقاء” منذ فترة. وبحث المجتمعون بالعمق في جميع المسائل المتعلقة بالحضور والشهادة المسيحيين في المشرق، في ضوء التطورات السريعة والتغيرات الجذرية التي تعيشها بلدان المنطقة كافة.
ويود “اللقاء” في ختام اجتماعه أن يوجه رسالة رجاء وتشجيع إلى جميع سكان هذا المشرق ومكوناته، وذلك بالرغم من ظاهرة العنف والإرهاب التي تجتاحه، داعيا إيّاهم الى الاتكال على الإله المتأنس، يسوع المسيح، وعلى قوة روحه القدوس، المعزي والمعطي الحياة. ويحثّ “اللقاء” المسيحيين على التمثل بالآباء والأجداد، واستلهام القديسين والشهداء الذين سبقونا وذاقوا كل أصناف العذاب والاضطهاد، لكنهم صمدوا ورووا أرض هذا الشرق بدمائهم، وهي ما زالت تسفك إلى اليوم. كما يوجه “اللقاء” دعوة ملحة إلى جميع المسؤولين والقياديين والمرجعيات الدينية في كل دول المنطقة، حاثّاً إيّاهم على إدانة العنف والتصدي الصريح للإرهاب، وعلى مشاركتهم في بناء ثقافة السلام، والحياة المؤسسة على احترام حقوق الانسان وعلى صون الحرية والعدالة والعيش المشترك بكرامة ومساواة وديمقراطية.
لقد شاءنا الله في هذا المشرق، وهو الذي يمنحنا القوة والشجاعة والثبات كي نبقى أمينين لدعوته لنا أن نكون “شهودا له في أورشليم وفي كل اليهودية والى أقاصي الأرض.” (الكتاب المقدس، أعمال الرسل 1: 8).