لقد حملت والدة الإله” مريم أمّ النور “
اليوم السابع عشر من الشهر المريمي
” مريم أمّ النور ” لقد حملت والدة الإله ، العذراء مريم الفائقة القداسة والطهارة ، بين ذراعيها النور الحقيقيّ لملاقاة ” الشعب السائر في الظلمة ” ( اشعيا ٩ : ١ ) . فلنذهب نحن ايضاً بصحبة العذراء مريم ، لملاقاة الرّب يسوع المسيح ، ” نور العالم ” ،نحن الذين نعبد ونجلّ سرّه بحماسة، ولنتقدّم نحوه من كلّ قلبنا. فلنشارك جميعنا بدون استثناء في هذا اللقاء، ولنحمل كُلّنا أنواره البهيّة الساطعة . إذا كانت شموعنا تعطي هذا النور ، فذلك أوّلاً لإظهار الإشراق الإلهي لذلك الذي أتى، فجعل العالم يشعّ ، وملأه بنور أبدي يطرد ظلمات الشرّ ” جئتُ انا إلى العالمِ نوراً فكُلُ من آمن بي لا يبقى في الظلام ” ( يوحنا ١٢ : ٤٦ ) . ولإظهار إشراق نفوسنا الذي به يجب علينا نحن، أن نذهب لملاقاة الرّب يسوع المسيح . هكذا، منوّرين بشعاعه، وحاملين بين أيدينا نوراً يراه الجميع. إنّ الأمر جلي وواضح : ” كان النُّورُ الحَقّ الَّذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان آتِياً إِلى العالَم ” (يوحنا ١ : ٩ )، وأناره بينما كان يغرق في الظلمات ، لأنّ ” تِلكَ رَحمَةٌ مِن حَنانِ إِلهِنا بِها افتَقَدَنا الشَّارِقُ مِنَ العُلى ، فقد ظهرَ للمُقيمين في الظُلمَةِ وظِلاِل الموت ” (لوقا ١ : ٧٨ – ٧٩ )، فهذا السرّ سرّنا… لنسرع إذًا معًا، ولنذهب كلّنا لملاقاة الله… لنكن كلّنا منوّرين منه ، لنكون كلّنا مشعّين منه. لكي لا يبقى أحد منا بعيدًا عن هذا النور ، كالغريب ، لا يعاندنّ أحد للبقاء غارقًا في ظلام الليل الحالك. لنتقدّم نحو النور الحقيقيّ ، ولنتلقّى مع الشيخ سمعان هذا النور المجيد الأبدي . لنبتهج معه من كلّ قلبنا ولنرنّم أناشيد الحمد لله، أب النور، الذي أرسل لنا النور الحقيقي لينتشلنا من الظلمات، ويجعلنا نور للعالم . إنّ خلاص الله ، ” الذي أَعدّه في سبيلِ الشُّعوبِ كُلِّها “، والذي أظهره لمجدنا كاورشليم الجديدة، هكذا “رأيناه ” بدورنا ، ” قد رأت عيناي خلاصكَ ” ( لوقا ٢ : ٣٠ ) . بفضل الرّب يسوع ، خلّصنا من ليل خطيئتنا، كما خلّص سمعان من روابط الحياة الراهنة عندما رأى الرّب يسوع وحمله بين يديه .
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن
للأرمن الكاثوليك