لم يعد مساواته لله غنيمة – الأب وليم سيدهم
وُلد يوحنا المعمدان قبل يسوع بستة أشهر انتشرت في ذلك الوقت عادة الاعتماد في نهر الاردن. كان أشهر المعمدين هو يوحنا المعمدان، كانت الطوابير طويلة فغالبية الفقراء والمغضوب عليهم إجتماعيًا ودينيًا من الفريسيين وجدوا في يوحنا المعمدان ضالتهم، كان رجلًا زاهدًا لا يبحث عن منصب ولا يملك مالًا ولا يأكل إلا “الجراد وعسل النحل”. همه الوحيد هو تمهيد الطريق إلى الدخول في الملكوت “صوت مناد في البرية: أعدوا طريق الرب واجعلوا سبله قويمة” (مر 1 :3).
كانت الدعوة إلى التوبة والاعتراف بالذنوب والخطايا بمعنى تغيير الحياة والانتقال من البيئة القديمة التى كان يحلمها الفريسيون والكتبة هى حُلم الفقراء. علمًا بأن خطايا الفقراء والمستبعدين من مركز الحياة معروفة، الغضب الشديد من كبار الكهنة والفريسيين، الشك في قدرة الله على أن ينتزعهم من جحيم تجار الدين، والخوف من العشارين الطماعين الذين كانوا يرهنوا ملابسهم والقليل من متاع الدنيا بدون شفقة ولا رحمة، كما أن الأرامل كن ضحايا لطمع الكهنة والكتبة والفريسيين. فكثيرًا ما عبرت الارامل عن ضيقهن وقلة حيلتهن برفع أعينهم إلى السماء وكيل الشتائم وطلب الانتقام من كل رجال الدين الذين كانوا يستغلونهن ويعاملهن كالعبيد عندهن إلى جانب استغلالهن جنسيًا دون واعزٍ كما حاولوا أن يفعلوا مع سوسن العفيفة والتى كشف النبي دانيال براءتها كما كشف عن محاولات الشيوخ الاعتداء جنسيًا عليها وكذبهم ونفاقهم.
في هذه الاجواء المحمومة اكتسبت معمودية يوحنا أهمية قصوى خاصة أنه كان يبشر بشخص آخر وليس لنفسه مما أسعد الناس لقد وجدوا أخيرًا شخصًا تقيًا نقيًا يفكر فيهم وليس في نفسه.
كان يقول لهم يوحنا “وأما الآتي بعدي فهو أقوى مني، من لست أهلا لأن أخلع نعليه. إنه سيعمدكم في الروح القدس والنار”(متى 3 :11) وشهد يوحنا قائلًا: “وشهد يوحنا قال: (( رأيت الروح ينزل من السماء كأنه حمامة فيستقر عليه. وأنا لم أكن أعرفه، ولكن الذي أرسلني أعمد في الماء هو قال لي: إن الذي ترى الروح ينزل فيستقر عليه، هو ذاك الذي يعمد في الروح القدس. وأنا رأيت وشهدت أنه هو ابن الله)). (يوحنا 1 : 32 – 34).
ودخل يسوع طابور الفقراء ليعتمد على يد يوحنا ولم يكتشف أحدًا أنه المسيح ذلك أنه كان يشبههم في ملابسه وفي هيئته فاعتبروه واحدًا منهم، ولم يقرع يسوع الأجراس إذ أن بوقوفه في طابور الخطأة بل أخذ مكانه كواحد من السكان وعلق بولس الرسول على ذلك قائلًا في فيلبي 2 : 6-10″هو الذي في صورة الله لم يعد مساواته لله غنيمة بل تجرد من ذاته متخذا صورة العبد وصار على مثال البشر وظهر في هيئة إنسان فوضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب لذلك رفعه الله إلى العلى ووهب له الاسم الذي يفوق جميع الأسماء . كيما تجثو لاسم يسوع كل ركبة في السموات وفي الأرض وتحت الأرض.”
ويتجلى الثالوث الاقدس في وحدة تظهر سر محبة الله، ولم يرى ولا يسمع أحدًا إلا يوحنا المعمدان الروح القدس وهى نازلة عليه في صورة حمامة وصوت الآب يعلق : “أنت ابني الحبيب، عنك رضيت” (مر 1 : 11) .
هذه هى صورة ملك السلام الذى نحتفل به في عيد الميلاد وصورته وهو يعتمد على يد يوحنا برفقة الآب والروح القدس.
المجد لألهنا والقدرة الى الابد.