stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

لن أخزلك .. لن أتركك – الأب وليم سيدهم

1.2kviews

لن أخزلك .. لن أتركك

خارت قواي وأنا ألهث وراء إستخراج بطاقة شخصية من السجل المدني، فمن الفجالة إلى المعادي ومن المعادي إلى مركز وثائق القلعة، ثم إلى المعادي مرة أخرى، الجو حر وأنفاس البشر في الميكروباص تزيد الحرارة حرارة وأجد نفسي مخنوقًا، في كل مشوار أجد نفسي أكثر إنهيارًا من المشوار الذي سبقه، والمعاناة ليست فقط معاناة جسدية بل هي معاناة نفسية بالدرجة الأولى.

في الصباح غسلت عيني وأذني بكلمة الرب لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ.” (يش 1: 5) وأصبحت هذه الكلمة هي سر عنادي ومقاومتي لهذا الظلم البين، أبسط الحقوق أن تحصل على بطاقة هويتك.

وإذا تذكرت أن سبب لهثي وراء هذه البطاقة هو تقديمها مع مستندات إستخراج الباسبور الذي يجب أن أحصل عليه لكي أستطيع المشاركة في معسكر شبابي في لبنان فإني أمام شروط مُركبة ومُعقدة للبلوغ لهذا الهدف.

لن أترتكك لن أخزلك هي الكلمة الحية التي تبث في جسدي الواهي وفي نفسي المُعذبة ترياق الحياة رافضًا الهزيمة أمام جحافل الموظفين الكسالى، ليس من رقيب عليهم وليس من يحاسب ولكن كلام الله كان يبث في الأمل بأنني رغم كل هذه الجبال الجاثمة علي صدري بجهلها سوف تذوب وتضمحل أمام إصراري على الوصول إلى بطاقتي، وأمام عمل الله في قلوب هؤلاء الموظفين المتحجرة.

هذا الوقت المهدور بسبب المشاوير العبثية بحثًا عن مستند كان من الممكن أن يُستغل في عمل شيء نافع مثل القراءة والتأمل أو زيارة مريض زيارة مسجون … الخ ولكن نحن في بلاد العالم الثالث حيث أن الوقت لا قيمة له.

الواسطة أو المعرفة هي التي يمكنها أن تحرك الموظف أو الرشوة ولأني تربيت على الصدق وعلى الفضيلة رفضت الرشوة ورفضت اللجوء إلى واسطة وقررت أن أنتزع حقي بيدي.

مئات المرات ولأسباب مختلفة عانيت من هذه الإجراءات البائسة، دفعت ثمن ذلك من صحتى ومن وقتي ومن نفسيتي ولكن حافظت على سلوكي الأخلاقي ومبادئي بفضل إيماني برعاية الله وحبه لي.

لن أتركك لن أخزلك فعلًا حصلت أخيرًا على ما أريد وتعلمت كيف أكون فقيرًا كريمًا عزيزًا مؤمنًا بوعد الله وحنانه ورعايته.