stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الأسرة

ليس كلّ ما هو روحي جيّد وكلّ ما هو غرائزي سيء!

921views

topic (6)

نميل الى اعتبار كلّ ما هو روحي ايجابي وكلّ ما هو جسدي سيء. فعندما نعجز عن ادارة عالمنا الداخلي وحبنا الغرائزي والفوضى التّي تعم روحنا، نحاول مقاربة كلّ شي من منظورٍ روحي في محاولةٍ منا للسيطرة على حياتنا فنقول ان الحلّ هو الصلاة وان بصلاتنا تُحلّ الأمور إلاّ أنّ العمليّة ليست بهذه البساطة إذ علينا ان نعرف ما يُخالج قلوبنا وان نفهم مسارات النفس.

وفي الواقع، نحتاج في بعض الأحيان الى مساعدة أحدهم ليعطينا شيئًا من الموضوعيّة ويُساعدنا على النظر بتجردٍ الى ذواتنا إذ لا تحلّ الصلاة الربانيّة كلّ شيء!

إن الحبّ فنٌّ نتعلمه في الحياة وهو فنٌّ نعيشه من خلال قلب اللّه. إن الحبّ الغرائزي الذّي غالبًا ما يُشتتنا ليس سيئًا بحدّ ذاته ولا يُعتبر ضرورةً خطيئة.

فيقول الأب خوسيه كينتينيتش: “إن الحبّ الغرائزي هو مقدمة ومرافق وتتويج لحبٍّ فائق الطبيعة. ولا يجب ان يُنظر إليع على اعتباره امر سيء بل على أنّه واقعة سليمة بحدّ ذاتها. فكثيرةٌ هي الامور على مستوى الحبّ الروحاني التّي من الممكن الوصول إليها عن طريق الحبّ الغرائزي”.

ويجب توضيح مفهوم الحبّ الغرائزي وادماجه في الحبّ الروحي والفائق للطبيعة. فهذا الحبّ الغرائزي هو القوّة التّي تسمح لنا بالمكافحة في الحياة والاندماج والحبّ دون خوف والقيام بأمورٍ مجنونة من اجل الحبّ مع العلم انّه يشتمل على سلسلةٍ من المخاطر ايضًا. وبالتالي لا تحتمّ علينا طريقنا في هذه الحياة السعي الى اعطاء الامور طابعًا فائقًا للطبيعة. فمن الضروري قبول هذا الحبّ الغرائزي وادماجه في محبة اللّه المزروعة في القلب”. ويُضيف الأب قائلاً: ” ان فصل الفائق عن الطبيعة عن الغرائزي والروحي ينطوي على بعض المخاطر فمن الواحب ان تبقى اشكال الحبّ الثلاث هذه موّحدة ومترابطة.”

ولذلك فإن الحبّ القوّي الفائق للطبيعة أو الحبّ العميق لللّه لا يكفي. فلا يكفينا العيش محتجزين في الدير هاربين من الحياة التّي تبدو الآن غير آمنة فمن الواجب ان يترافق ذلك مع حبٍّ طبيعي وغرائزي.

ويقول الأب كينتينيتش متحدثًا عن الحبّ الفائق للطبيعة: “عندما يبقى هذا الحبّ ضمن إطار الخارق للطبيعة دون ان يبحث عن ما يكمله عن طريق الحبّ الطبيعي والغرائزي يُشكل عبءً ثقيلاً . فالعيش بعيدًا عن كلّ شيء لأمرٌ جذابٌ ومغري في الفترة الأولى إلاّ أنّه يتحول شيئًا فشيئًا الى خطر قد يؤدي بنا الى الانهيار فنسقط من أعلى المستويات الى قاع الشهوات.”

كما وقد يبعد الانسان عن المسار الصحيح عندما ينفصل الحبّ الفائق للطبيعة عن الحبّ الروحي – الطبيعي والغرائزي. فمن غير الممكن ان نعيش اسرى حبٍّ فائقٍ للطبيعة يرفعنا عن هذه الأرض قبل أن نكون قد ثبتنا رجلَينا جيدًا عليها.

أصبح يسوع واحدًا منّا فأحبّ كما نحب لكن من دون خطيئة وأحبّ حبًّا غرائزيًّا بجسده وروحه إلاّ انّه كان قادرًا على التنسيق بين الحبَّين في حين نفشل نحن في القيام بذلك. فعلّمنا انّه باستطاعتنا ان نحبّ دون خوف!

روما / أليتيا (aleteia.org/ar)