stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

” ليس كل من يقول يارب يدخل ملكوت السموات ” الأب وليم سيدهم

3.4kviews

كثر بيننا المتدينون الفالصو الذين لا يهمهم من الدين إلا ما يحصلون عليه من مكاسب ‏من مال و جاه. يستوى في ذلك رجال الدين مع الشحاتين المنتمين إلى نقابات لصوصية ‏توزع أعضاءها على كل المؤسسات الخيرة لتغتنى دون وجه حق و دون أى مجهود ‏يبذل. ‏
كان مثل هؤلاء موجودون في عصر يسوع المسيح، خاصة من نصبوا أنفسهم كهنة و ‏علماء على الفقراء و المقهورين يظن البعض أنه يكفى ترديد بعض الكلمات الموجهة ‏إلى الله ليحصلوا على ما يريد. هؤلاء صورة الله لديهم هو مجرد ساحر يكفى أن ‏يستعطفه الناس حتى يفتح خزائنه لهم .‏
و رغم أنهم يعلمون ذلك إلا أنهم يجدون عذراً للآله فربما يكون نائماً يستريح أو مشغولاً ‏مع آخرين و بالتالى يفسرون عدم الاستجابة اليهم على إنها مجرد انشغالات للإله الذين ‏يتصورن.‏
مثل هذا الايمان الساذج بإله غير موجود الا في عقولهم مصدره إما الجهل المدقع أو ‏العظات الصماء لبعض رجال الدين المحسوبيم على الكنيسة و على الله زوراً و بهتاناً، ‏و المرأ يتسائل كيف تسلل هؤلاء إلى صلب الكهنوت إن لم يكن في الكنيسة بعض ‏ضعاف النفوس و ضعاف الايمان.‏
حينما ندعوا الله و نتوجه إليه لابد أن تفحص عن أى صورة للرب نتوجه و هل نعلم أن ‏الاله الحقيقي يحبنا دون مواربة أو إفتعال أو تمثيل. فهو فاحص القلوب و الكُلى و يعرف ‏ما نحتاج إليه إن الشياطين تعرف من هو الله و تخشاه و لكن الا يعرف المؤمن طبيعة ‏الإله الذى يتوجه له فهذا تقاعس منه، إن الايمان الفطرى لا يمكنه أن يخدع و لكن ‏الايمان المشوه بفعل فاعل لا يمكنه البلوغ الى الإله الحقيقي.‏
إن الفريسيين و المنافقين لا يكفون عن ذكر اسم الله و لكن فنَّد يسوع المسيح إدعاءاتهم ‏و بارت تجارتهم أمام ابن الله الذى كشف عن وجه الآب و ميزه عن إله الفريسيين و ‏الكتبة.‏
و قالها صريحاً يسوع : ” إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ ‏وَيَتْبَعْنِي” ، ” مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ ‏مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي” .‏
فمن يرى في الرب مجرد مُلبى إحتياجاتنا فهو بعيداً عن الله. و الذى يخفى أو يجهل ‏الوزنات التى أعطاها الله له ليستثمرها في هذه الحياة فهو بعيد عن الهنا الحق.‏
و إن كان الله يطلب منا أن “صلوا ولا تملوا” ” اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ” ‏فمقصده هم أولاده الحقيقين الذين بعد أن أبلوا بلاءً حسناً و عملوا بكل طاقاتهم للحصول ‏على ما يريدون، يلجؤن إلى الله لكى يكمل ما بدؤه و لكى يجيب على ما لم يستطيعوا ‏الحصول عليه بأنفسهم.‏
إن تلبية الرب لطلباتنا مشروطة بالكيفية التى نتقوم بها الى الله و ليس بالرغبة ‏المتسرعة في الحصول على الرد .. نعم يارب افتح آذاننا لنفهم عظم محبتك.‏