” ليس كل من يقول يارب يدخل ملكوت السموات ” الأب وليم سيدهم
كثر بيننا المتدينون الفالصو الذين لا يهمهم من الدين إلا ما يحصلون عليه من مكاسب من مال و جاه. يستوى في ذلك رجال الدين مع الشحاتين المنتمين إلى نقابات لصوصية توزع أعضاءها على كل المؤسسات الخيرة لتغتنى دون وجه حق و دون أى مجهود يبذل.
كان مثل هؤلاء موجودون في عصر يسوع المسيح، خاصة من نصبوا أنفسهم كهنة و علماء على الفقراء و المقهورين يظن البعض أنه يكفى ترديد بعض الكلمات الموجهة إلى الله ليحصلوا على ما يريد. هؤلاء صورة الله لديهم هو مجرد ساحر يكفى أن يستعطفه الناس حتى يفتح خزائنه لهم .
و رغم أنهم يعلمون ذلك إلا أنهم يجدون عذراً للآله فربما يكون نائماً يستريح أو مشغولاً مع آخرين و بالتالى يفسرون عدم الاستجابة اليهم على إنها مجرد انشغالات للإله الذين يتصورن.
مثل هذا الايمان الساذج بإله غير موجود الا في عقولهم مصدره إما الجهل المدقع أو العظات الصماء لبعض رجال الدين المحسوبيم على الكنيسة و على الله زوراً و بهتاناً، و المرأ يتسائل كيف تسلل هؤلاء إلى صلب الكهنوت إن لم يكن في الكنيسة بعض ضعاف النفوس و ضعاف الايمان.
حينما ندعوا الله و نتوجه إليه لابد أن تفحص عن أى صورة للرب نتوجه و هل نعلم أن الاله الحقيقي يحبنا دون مواربة أو إفتعال أو تمثيل. فهو فاحص القلوب و الكُلى و يعرف ما نحتاج إليه إن الشياطين تعرف من هو الله و تخشاه و لكن الا يعرف المؤمن طبيعة الإله الذى يتوجه له فهذا تقاعس منه، إن الايمان الفطرى لا يمكنه أن يخدع و لكن الايمان المشوه بفعل فاعل لا يمكنه البلوغ الى الإله الحقيقي.
إن الفريسيين و المنافقين لا يكفون عن ذكر اسم الله و لكن فنَّد يسوع المسيح إدعاءاتهم و بارت تجارتهم أمام ابن الله الذى كشف عن وجه الآب و ميزه عن إله الفريسيين و الكتبة.
و قالها صريحاً يسوع : ” إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي” ، ” مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي” .
فمن يرى في الرب مجرد مُلبى إحتياجاتنا فهو بعيداً عن الله. و الذى يخفى أو يجهل الوزنات التى أعطاها الله له ليستثمرها في هذه الحياة فهو بعيد عن الهنا الحق.
و إن كان الله يطلب منا أن “صلوا ولا تملوا” ” اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ” فمقصده هم أولاده الحقيقين الذين بعد أن أبلوا بلاءً حسناً و عملوا بكل طاقاتهم للحصول على ما يريدون، يلجؤن إلى الله لكى يكمل ما بدؤه و لكى يجيب على ما لم يستطيعوا الحصول عليه بأنفسهم.
إن تلبية الرب لطلباتنا مشروطة بالكيفية التى نتقوم بها الى الله و ليس بالرغبة المتسرعة في الحصول على الرد .. نعم يارب افتح آذاننا لنفهم عظم محبتك.