مؤسسة الأرش الانسانية” تضيء شعلة الحب والعطاء نحو الأخ المعوق في كثافة ظلمات العصر وذلك على خطى جان فانييه

(ليا عادل معماري، نورسات، سمالوط، مصر)

في عالم يؤرقه العنف، وتمزقه العداوات، وتهزه الكوارث والمٱسي، ومشاهد البؤس الذي لا نجد له تفسيرا”، والصلبان التي تملأ أحياء عالمنا، صلبان أجساد جريحة أو محطمة وبطون جائعة، هناك نور يخترق الظلمات ويتجلى من خلاله وجه الله المحبة الذي لا يحيط به وصف، ومن بين هؤلاء الذين عكسوا وجه يسوع هو جان فانييه الذي أضاء شعلة حب تجاه الأخ المعوق الذي بات منارة وجعل من ذاته سماوات داخلية.
ومن هنا، خطت أبرشية المنيا للأقباط الكاثوليك بمصر على خطى جان فانييه وانتهجت درب الوعر الذي يفضي الى السلام وأسست مؤسسة عائلة” الأرش- الفلك” للتعريف بمواهب ذوي الإعاقات الذهنية واحتضان هؤلاء الأشخاص وإبراز إبداعاتهم واندماجهم في الثقافات المتنوعة.
كاميرا تيلي لوميار ونورسات جالت على أرجاء الأرش في مدينة سمالوط- المنيا ووجدت في وجه كل من هؤلاء الأشخاص جنون الإنجيل الذي يرى في الفقير علامة وسرا إلهيا.
وفي حديث لتيلي لوميار ونورسات أوضح المسؤول عن مؤسسة الأرش شاكر عبد المسيح أن هدف المؤسسة هو إرساء بيئة داخل الجماعة تتجاوب مع حاجات الأشخاص المتغيرة والعمل نحو مجتمع أكثر إنسانية.
كما استعرض شاكر الأعمال والورش التي تقام في مؤسسة الأرش والتي تشمل ورش تشطيب الشمع والحياكة مرورا بحصد المحاصيل الزراعية وصولا الى النشاطات الثقافية بحيث يعود ريعها الى دعم الأخ المعوق.
ويمكن القول، رغم كثافة ظلمات العصر ما زالت هناك قلوب كبيرة تكتشف جمالا في الصغار وتتذوق سعادة في خدمتهم وتبلغ عظمة سامية، بازدرائها مثل العصر الجذابة.