مابين المرقسين : ” الرباط الروحي من المنشأ إلى المنهج “
لا تخلو ذاكرة طفل من تذكار معلم فاضل ترك آثر طيباً فى تكوينه ، أو سعى إلى غرس بذار صالحة فى تربته البكر كان لها بعد طوال السنين ثمار يانعه على حياة الطفل ومستقبله . من بين هؤلاء كان عصام وليم ” الأنبا مرقس ” مطران قسقام للأقباط الكاثوليك المعين من قبل قداسة البابا فرنسيس يوم الجمعة 31 مارس 2023 راعياً لايبارشية القوصية الوليدة بصعيد مصر .
والذى تفتح وجدانه الروحي مع سائر اترابه على حياة كاهن ورع سعى إلى خدمة النفوس التى اوكله إليه الرب بكل سخاء وتفاني . وقد نال ” عصام ” على يدي الكاهن الجليل سري المعمودية والميرون نهاية عام 1967 عندما تقدمت به أسرته المباركة للإنضمام إلى حضن كنيسة قلب يسوع الأقدس بالقوصية . كان هذا الكاهن التقي هو المتنيح القمص مرقس تاوضروس الذى خدم راعياً للاقباط الكاثوليك بمدينة القوصية زهاء ثلاثين عاماً ( 1954 – 1985 ) .
لما كان للتعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية موقعه الأبرز فى حياة الكاهن الغيور فقد عمد القمص مرقس تاوضروس على إعداد الاطفال وتنشئهتم تنشئة إيمانية عميقة من خلال الاهتمام بخدمة مدارس الأحد بالكنيسة وقيامه بإلقاء دروس المناولة الاحتفالية إلى جانب قيامه بتدريس مادة الدين المسيحي لطلاب مدرسة جمعية الصعيد والتى كانت ملحقة بمبنى الكنيسة آنذاك .
كذلك سعى الكاهن الصالح إلى تشجيع الاطفال على خدمة القداس اليومي فى الصباح وتلاوة مسبحة العذراء مريم عند الغروب . وهكذا شب اطفال الكنيسة متشربين حقائق الإيمان تواقين إلى السير على طريق ابيهم الروحي حتى انه من بين مواليد عقدي الخمسينات والستينات من القرن العشرين ، والذين عاصروا حياة هذا الراعي الصالح سيم عشرة كهنة من ابناء كنيسة القلب الاقدس بالقوصية ، وهم الاب اسكندر رزيق ، الاب لويس حنين ، الاب متاؤس موسى ، الاب يوحنا رزيق ، الأب ميشيل شفيق ، الاب صموئيل حبيب ، الأب الفى اسعد ، الاب انطون رزق الله ، الاب لويس ايوب ، واخيراً الأب توماس وليم ” الانبا مرقس ” .
واليوم ، ومع ميلاد ايبارشية قسقام ( القوصية ) فى جسد الكنيسة القبطية الكاثوليكية المقدس ، يدعو الرب الأب توماس وليم وهو أحد ابنائها النابهين ، ليكون أول مطران يجلس على كرسي الايبارشية فى هذه المرحلة التاريخية من عمرها ، فيخلع على نفسه اسماً ذا دلالة حيث اختار نيافته ان يحمل اسم ” الانبا مرقس ” تيمناً بحياة وسيرة الكاهن التقي ” مرقس تاوضروس ” وليعيد إلى الأذهان ملامح عصر روحي زاخر بالمحبة ، معلناً لأبناء اللحظة الحاضرة معنى أن يكون الكاهن الغيور ، قدوة ومثال ، على مدى الأجيال .
ناجح سمعـان