مار بشارة بطرس الراعي: الرئيس السيسي يحمل القضية اللبنانية في كافة المحافل العربية ونفخر بعلاقتنا الطيبة معه
٢١ مارس ٢٠٢٢
كتب شادي محسن – المكتب الإعلامي الكاثوليكي بمصر
أكد غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكيّة وسائر المشرق للكنيسة المارونية، أنه ناقش مجموعة من الموضوعات المتعلقة بدولة لبنان خلال لقائه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأنه قدم له الشكر على مواقفه مع دولة لبنان، وقراره بمد جسر جوي خلال التفجير، الذى وقع في مرفأ بيروت، كما أنه فتح الأسواق المصرية أمام رجال الأعمال اللبنانيين، موضحًا أن الرئيس السيسي يحمل القضية اللبنانية في كافة المحافل العربية، ونفخر بعلاقتنا الطيبة معه.
وقال غبطة البطريرك خلال المؤتمر الصحفي: الذي عقد اليوم بقاعة البطريرك المكرم إلياس الحويك، بدار المطرانية المارونية بالظاهر خلال زيارته الحالية للقاهرة: إنه دار ناقش مع فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف أثناء الزيارة، التي قام بها اليوم حول وثيقة الأخوة الإنسانية، ودورها الهام في ترسيخ، وتعزيز العلاقات الطيبة بين الجميع.
ووصف غبطة البطريرك زيارته لمصر الحالية بأنها غنية للغاية، وتم خلالها الاحتفال بعيد القديس يوسف، كما تم الاحتفال بمرور خمسين عامًا على تأسيس كنيسة القديسة ريتا بمصر الجديدة، إلى جانب افتتاح قاعتين بمدرسة القديس يوسف، والاحتفال بتخريج دفعات جديدة من الدارسين.
وأضاف أنه التقى بقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وغبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الكنيسة القبطية الكاثوليكية بمصر، كما أن زيارته تضمنت لقاء مع فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكذلك سيادة الدكتور أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، لافتًا إلى أن كل هذه اللقاءات، سادها روح المحبة والود.
وأشار إلى أن السلام هو وسيلة ورسالة من الله للبشر، وأن كل العالم أخوة. وفي الإنجيل تم وصف أبناء السلام بأنهم أبناء الله يدعون، موجهًا رسالة للسياسين في العالم أنه عليهم حفظ كل أشكال السلام في العالم، وأن الحروب مزقت السلام في العالم.
وتابع غبطته قائلًا: إنه لابد أن يكون الجميع دعاة سلام، موجهًا نداء إلى حكام الدول، أهمها أن السلطة هى لبناء السلام، ولكن وقت أن تخلق السلطة أجواء من الصراع والحروب، فالسياسة هي فن خلق الخير العام، فكيف نعيش السلام، بدون عدالة، وكيف يكون سلام مع وجود جائعين في شتى بقاع الأرض.
ونوه غبطة البطريرك إلى أنه حريص على إجراء الانتخابات النيابية اللبنانية في الخامس عشر من مايو المقبل، ويعقبها انتخابات الرئاسة، وأن هناك تمسك والتزام بإقامة الانتخابات، وأنه يناشد المواطنين اللبنانيين أن يقبلوا على ممارسة حقهم الانتخابي، وإن الشعب إذا تخلى عن هذا الدور، فسوف يكون تخلي عن دورهم الوطني.
وأوضح غبطة البطريرك الماروني أن الإصلاحات الدستورية سيكون من شأنها تحسين الأوضاع الاقتصادية في لبنان، في ظل الأزمات الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها العملة المحلية، وهو ما يؤدي إلى تفريغ الدولة من القوى الحية من صناع، وحرافيين، ومبدعين، لافتّا إلى أن الاستحقاقات النيابية والرئاسية في لبنان، ستكون خطوة أولى في البناء، وأن لبنان تعرض للهدم على مدى ثلاثين عامًا.
وذكر البطريرك الراعي أن لبنان أقحم للخروج من هويته، وأن الانتماء للبنان، يتم عبر المواطنة وليس عبر الدين، وأن لبنان لم يشرع ضد أى دين، وأن الدستور يحترم كل الأديان، ويضمن أحوالهم الشخصية، شرط ألا تكون مناقضة للنظام العام، كما أن لبنان قائم على التعددية الثقافية والدينية، والعيش المشترك بين الجميع، ويشارك الجميع مسلمين ومسيحيين مناصفة وفقًا للدستور، كما أن لبنان منفتح على جميع الدول، وأن سياستها الخارجية هي عدم الانحياز، مشيرًا إلى أن الحل هو إعلان حياد لبنان، وأن لبنان لم تبادر بأي حرب على مدى التاريخ القديم والحديث، وأنه ناقش ضرورة أن يتم إعلان حياد لبنان من قبل الدول العربية، وهذا الأمر تم مناقشته مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وتابع قائلا، إن الحل موجود في لبنان، وأن الدولة في احتياج لاستعادة هويتها وخصائصها.ونوه غبطة بطريرك الكنيسة المارونية إلى أنه ناقش مع فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر إمكانية زيارته للبنان، ومناقشة وثيقة الأخوة الإنسانية.
وأشار إلى أنه تربط قادة الكنائس في منطقة الشرق الأوسط محبة حقيقية دون أى حسابات أو برتوكول، لافتًا إلى أن العاطفة الأخوية هى الأساس، وأن العالم يشهد أن الكنائس والأديان مصدر للأخوة وليس للخلاف، وأنه في لبنان تعقد لقاءات روحية قوية بين القادة المسيحيين والمسلمين، وأن شخصية البابا تواضروس الثاني تحمل محبة كبيرة لدولة لبنان.
وأشار البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى عدم وجود أى إشكالية بين المواطنين المسيحيين والمسلمين، ورجال الدين، ولكن المشكلة تكون في بعض السياسيين، الذين يستغلون هذه الأمور في زراعة خطاب كراهية مرفوض من الجميع، مؤكدًا أنه يخاطب ضمائر المسؤولين من أجل حفظ السلام والطمأنينة في العالم، وأن الكنيسة غير مديونة لأحد ولا تسئ لأى شخص، وأن الكنيسة لا تصمت أمام أي ظلم أو انتهاك لحقوق المواطنين، وأن الكنيسة تعطي حسابها أمام الله.