stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

أدبيةالمكتبة الكاثوليكيةكتابات الشباب

ماضى لايُذكر 3 – قصة قصيرة

3.7kviews

كتب / ملاك مجدى

وضع يديه فوق عينيه لدهشته لما سمع
شعر بشئ ….
أبعد يديه عن عينيه ببطء …
نظر فى يديه ثم نظر للمرأه و تحدث للمرأة بنبره حاده ممزوجه بالشك :
– …. انا مفيش ف إيدى دبله ….
أكمل و قد نظر لعينيها
– إنتى مين ؟! …
صمتت شهقت بقوه أخرجت زفيرها بنفس القوه
حاولت أن تهدأ ولم تستطيع كانت تعبيرات وجهها قد تبدلت
نظرت اليه بغضب ثم …
…انفجرت …
– طيب أنا هعمل مصدقه إن انت فقدت الذاكره لكن دى مش أول مره تخلع الدبله بعد
متختفى أنا كل مره بعمل مش واخده بالى لكن المره دى مش هعديها و لو عامل القصه
دى عشان أسيبك فخليك صريح و قولى ….
ساد فى المكان صمت
اوقف ذلك الصمت صوت بكائها
أكملت و هى تبكى
– أنا عرفت إن انت كنت بتخونى مع واحده اتعرفت عليها فى بار
من البارات بتاعتك …
و بكت كثيرا
نظر إليها غريب متعاطفاً و خرج صوته فى هدوء ..
– هو أنا وجعتك اوى كده ؟! …
أنا مش فاكر اى حاجه و مش عارف انا عملتلك ايه بس أنا دلوقت كل اللى أعرفه
إن أنا مش هقدر اشوفك موجوعه بسببى …
و ممكن أكون فقدت الذاكره عشان نبدأ من جديد و أعوضك عن إللى عملته …
ارتمت بين ذراعيه و بكت حتى هدأت فقالت :
– أنا كمان عايزه نبدأ من جديد
– هنبدأ من جديد بس قبل ده أنا عايز أطلب منك تقوليلى أى حاجه تعرفيها
عنى … عايز أعرف أنا مين ؟!
– حاضر هقولك كل اللى أعرفه بس تعالى نقعد الاول
جلس غريب على الأريكه و جلست هى بين ذراعيه و احتضنته
أخبرته أنه مالك لسلسله حانات مشهوره و أخبرته كيف تعرفوا على بعضهم
و أخبرته الكثير و الكثير عن ذكرياتهم معاً
سمع الكثير عنهما و سمع القليل عنه فسألها :
– إنتى متعرفيش حاجه عنى شخصياً ؟! طب الماضى بتاعى ؟!
– من أول م عرفتك و أنت غامض و محدش يعرف عنك حاجه بسهوله
بس برغم غموضك كنت اجتماعى و دمك خفيف ومحبوب جداً
معرفش انت قدرت تجمع م بين كل ده إزاى
لكن ماضيك محدش عرف يوصله من الناس كنت كأنك مش فاكره أصلاً …….
صمت مفكرا ثم قال:
– إنتى إسمك إيه ؟!
ابتعدت عنه بسرعه و نظرت إليه … فقال فى مرح
– مش فاكر …. مش فاااااااكر
ابتسمت و عادت إلى حضنه
– ….. مريم …..
……………………………….
ها قد مضت ثلاثه أشهر
شعر بإنجذاب نحوها و لكنه لا يعلم هل ذلك حب أم مجرد اعتاد وجودها بجواره …
إنه يصعب التفريق بين الحب و الاعتياد ف..
” الحب يأتى بلقاء وحيد بينما الإعتياد يأتى بكثرة اللقاءات ”
فى احدى الليالى كان برفقه زوجته فى مقهى …
كان غريب و زوجته يتحدثون و يمرحون معاً دون الاكتراث لأى شيئاً أخر
لكن لاحظ غريب دخول رجلاً
أسمر اللون ، أسود الشعر ، أخضر العين ، أنفه صغير ، فمه كبير بدرجه متناسقه مع وجهه ،
لحيته سوداء ومهذبة الشكل ، طويل ، جسده متناسق .
عندما نظر الرجل إلى غريب اتجه إليه بخطواتٌ سريعه مبتسماً ….وقف امامه …
مد يده مصافحاً يده …
– غريب إذيك …
– إذيك …
توجه بنظره الى زوجه غريب
– إذيك يا مريم ….
أجابت بضيق وقلق :
– إذيك يا خالد
أعاد نظره إلى غريب ثم قال :
– انت فين … بقالك فتره مختفى و محدش يعرف عنك حاجه ..
– …….. لم يتكلم ………
– نسيت خالد صاحب عمرك …
أجاب غريب بهدوء مُحزن
– أنا مش فاكر أى حاجه …..
نظر خالد بإستغراب
– هو فى إيه يا غريب ؟ّ ….
أشار له غريب بالجلوس …. حكى له منذ استيقظ باحدى الشوارع حتى إلتقاه فى هذا المقهى لكنه لم يخبره بما حدث مع زوجته و ما سمعه منها عن نفسه
شعر خالد بالأسف تجاه صديقه
إتفق أن يجتمعوا قريباً مره أخرى
ودع خالد صديقه و ذهب فى حزن …
نظر غريب لوجه زوجته فوجد علامات قلق وضيق
لم يهتم بذلك ….
فقد كان سعيداً بلقاء خالد لعله يخبره شيئاً عن ماضيه ….
بعد بضع دقائق خرج غريب و مريم من المقهى
أخبر غريب السائق أن يذهب إلى المنزل و يتركهم .
فضل غريب ان يسير مع مريم زوجته إلى المنزل …
بينما هم سائرون وجد غريب عجوزاً جالس فوق رصيف الشارع ناظراً إلى الأرض
أشار لمريم أن تتوقف و إتجه بمفرده نحو العجوز .. وقفت مريم بعيداً حتى إنها لم ترى
وجه العجوز فأخرج بعض أوراق النقود ثم مد يده تجاه العجوز …
كان العجوز وقوراً يرتدى ملابس بسيطه و كان وجهه يحكى الكثير
ترى تجاعيد وجهه فتخبرك كم التجارب التى عاشها
أما هذه العين شديده السواد تنظر إليها فترى منبعٍ لألم لا ينتهى
رأى العجوز يده … نظر فى عين غريب بإنكسار … لم يأخذ المال ..
أعاد نظره إلى اسفل …
تمزق قلب غريب شعر بالكثير من الحزن تلك النظره المنكسره
أراد أن يساعده بأى شئ … قال بهدوء :
– يا أبويا أساعدك ف إيه ؟…
جاء صوته هادئاً منكسراً
– مش هتعرف يا إبنى ….
– طب جرب …
نظر العجوز إليه ببطء لمع فى عينيه الدمع و قال :
– هتعرف ترجعنى لأبنى و …..
أراد أن يكمل حديثه لكن دموعه لم ترغب فى ذلك فخرج حديثه صارخاً دون كلام
فقد صرخت عينيه كثيراً حينها …
امتلأت عين غريب بالدموع لكنها لم تسقط
قبل غريب رأس العجوز…
عاد ببطء محزن إلى زوجته ثم رحل غريب بصمت أدهش زوجته
و جعلها تتسأل عما حدث مع ذلك العجوز
…………………………….
استيقظ مبكراً
طبع قُبله فوق خد زوجته …
شعر برغبته الشديده للسير فى هذا الوقت الباكر ..
خرج من منزله ….
ظل يسير فى الطريق مستمتعاً و كأنه معتاداً على ذلك
توقف …
نظر لساعة يده …
رفع نظره عن الساعه ليكمل السير….
وجد امرأه وجهها دائرى ، بشرتها بيضاء ، عينيها بنيتان ، أنفها و فمها صغيران ،حاجبان طويلان ،شعر بنى طويل ، جسد طويل ممشوق ليس بالسمين ولا الرفيع
كانت تسير على الجانب الأخر من الطريق ظل ينظر إليها دون سبب …
لاحظة المرأة … توقفت … دققت النظر إليه … عندما تبينت ملامحه …
اتجهت نحوه …
عندما التفتت إليه و إلتحمت عينهما …
إقتحمه شعور دافئ غريب الوصف ….
هُيأ له أن ذلك حدث من قبلاً …
ذات الوقت الباكر ذات العين ذات المشاعر الدافئه
و مع اقتراب المرأة منه
إرتجف قلبه معلناً إرتباكه ….
ها هى تقف أمامه مباشرةً
نظرت بأمتنان إليه فإبتسمت ثم تحدثت :
– .. حقيقى مش عارفه أشكرك إزاى….
و مكنتش متخيله إنى أشوفك تانى ….
أنا إفتكرتك …..
تذكرت فصمتت و قد غلب على وجهها الأسى ..