stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

أدبيةالمكتبة الكاثوليكيةكتابات الشباب

ماضى لا يُذكر ” 1 ” قصة قصيرة

3.4kviews

كتب / ملاك مجدي

يبدء يومه بالرياضة
ليس حباً فيها … بل ليسير فى الطريق صباحاً فى هذا الوقت الباكر تحديداً كى تلتحم عينه بعين هذه الفتاه التي اعتاد يومياً ان يراها منذ كان عمره خمسه عشر عاماً وحتى الان يراها و لم يسبق له ان حدثها بكلمه
هو الان يبلغ الثلاثين من عمره
انه وسيم ، عيناه واسعه يفيض عليه اللون البنى الذى يعكس جزءً من غموضه ، فمه صغير ، حاجبان عريضان متناسقان مع وجهه ، شعره ناعم و لونه اسود كالفحم ، ممشوق الجسد

يراها … يعود إلى المنزل … ينطلق سائقه الخاص بالسيارة متوجهاً به إلى العمل
يحب عمله جداً .. هذا ما كان يحلم به منذ كان صغيراً و فقيراً
مالك لسلسلة حانات مشهوره
انتهى من عمله فيما يقارب الثانية عشر منتصف الليل
خرج من احدى حاناته
ركب سيارته .. أعطى السائق إشاره ان يعود إلى المنزل .. توقفت السياره ..
شكر السائق
و هم مترجلاً من السياره قائلاً
– غداً الساعه الخامسة فجراً
خطى بضع خطوات ليصل إلى باب المنزل و ما ان اخرج المفاتيح حتى تذكر انه يجب شراء بعض الأشياء من محل يقع فى انتهاء الشارع
ترك المفاتيح تستقر فى جيبه مره أخرى و هم ليذهب سيراً إلى المحل
اثناء سيره أعجبه ذلك الهدوء يا له من شارع يزينه جمال الهدوء فى وقتٍ مثل ذلك
قطع ذلك الهدوء صوت خارج من احدى الشوارع الجانبيه المظلمه لم يعر الأمر اهتماماً ثم بعد بضع خطوات هو له انه سمع صوت بكاء منعه ان يكمل المسير
صمت محدثاً نفسه
ماذا ان كان أحداً فى مأزق …
ماذا ان كان أحداً يريد مساعده …
لم يستطع ان يحجب سمعه عن صوت استغاثه
توقف .. صمت قليلا مفكرا… ثم بدأ يخطو بحذر و ببطء ..
رأى من مسافه بعيده نسبياً
سياره متوقفه على احدى جانبى الطريق يوجد بداخلها رجل ..
يطلب من صديقه ان يسرع .. ثم صرف نظره عن صديقه ممسكا هاتفه
للقيام بشئ ….
وف الجهه المقابله من الطريق
رأى ….
رجل ممسكا بيده شئ .. فيما بعد تبين انه سكين
امام الرجل ..
فتاه الصقت ظهرها بالحائط خوفا
تترجاه باكيه ان يتركها تذهب
رأى ذلك…
و لم يلحظ وجوده احدا
فكر … قرر … سار
سار بأكثر حظراً خلف الرجل حتى اصبح لا يفصل بينهما سوى خطوه
تنفس .. امسك يد السارق .. افلت منه السكين .. كسر زراعه .. سقط السارق مغشياً عليه
تنفس .. نسى و تذكر
نسى امر صديق اللص المتواجد بالسياره ….
و تذكر الفتاه ….
التفت اليها ليجدها تبكى ، اقترب منها ليطمئن عليها و يطمئنها
هدأت قليلاً .. نظرت له ..
نظر اليها ….
تبين ملامحها .. تذكر ذلك الوجه …
انها ….
شعر بشئ ثقيل يصطدم برأسه ليسقطه مغشياً عليه بين يدى هذه الفتاه الخائفة
حمل اللص صديقه إلى السياره و انطلق هارباً
سقط الرجل بين يدى الفتاه يسيل من رأسه الدماء و هى لا تعلم هل مات ؟ ام انه فاقد الوعي ؟!
تأملته قليلاً ثم تركته و هربت .. ارادته منقذاً لها لكنها لم تريد ان تكون منقذةً له …

مع بدايه خروج خيوط الشمس من مخبئها لتقتحم ظلام الليل
فتح عينه .. شعر بألم فى مؤخره رأسه .. وضع يده على رأسه بحركه تلقائيه … نظر بيده ليجد دماء … تحامل على نفسه ليقف
التفت حوله لم يجد شئ
خرج من ذلك الشارع متجهاً يساراً ظل يسير ما يقارب العشر ه دقائق
قطع سيره صوت من احدى السيارات
– أستاذ غريب حضرتك مش هتركب الساعه خمسه زى م حضرتك طلبت
تأمله ….صمت .. اكمل متعجبا …
انت كويس ؟ ايه الدم ده ؟! ..
تعالى نروح المستشفى بسرعه ….
التفت قائلاً بتعجب بأسئله متقطعه
– غريب ؟! .. انت بتكلمني انا ؟! … انت تعرفنى ؟! … انت مين ؟!
صمت السائق … ليذداد حيره ثم قال …..
– انا السائق الخاص بك …. مش فاكرنى
صمت قليلاً ثم قال ببطء
– انا … انا مش فاكر … انا مش فاكر حاجه خالص ..
انا مش فاكر حاجه خالص …
قررها بهستريه بضع مرات متتاليه
ثم صمت …
شعر بالدوار الشديد …
سقط مغشياً عليه .