stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

ما تكلم إنسان قط مثل هذا الكلام – الأب وليم سيدهم

369views

“لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (يو 3: 16). ، « هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ». (مت 3: 17). ، “أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ” (يو 10: 11).، “أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».” (يو 8: 12). إن كلام الكتاب المقدس فيه حياة وفيه شفاء وفيه سلام.

حينما أخذ يسوع جسدًا من العذراء مريم فإنه دخل في زمرة البشر، وظل ثلاثين عامًا في الناصرة في حياة حقيقية، يتعلم فيها لغة البشر على يد يوسف النجار ومريم العذراء، امتزج ما هو إلهي مع ما هو بشري. ولم يفارق لا هوته ناسوته ولا لحظة واحدة ولا طرفة عين، ومع ذلك، فإن كمال حياته البشرية تم من خلال إتحاده الواعي والسري بالآب، وبالتالي فهو شابهنا في كل شيء ما عدا الخطية، لا بل صار خطية من أجلنا وهو لا يعرف الخطية.

ما نوعية الكلام الذي قاله يسوع ولا يناظره كلام آخر في أي دين وأي ملة: ” أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ،” (مت 5: 44).، “فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.” (مت 5: 48).، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ.” (مت 5: 45).، وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ.” (مت 28: 20). ، “لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ.” (لو 15: 24).

إن كلام يسوع يعبر عن الحضور القوي لله بيننا. إن الله أبدع طريقة هامة ليتواصل مع البشر بشكل دقيق ومعبر ومتضامن، أخذ جسدًا مثلنا وتألم وفرح وحزن وإضطرب وبكى ورفع صوته غضبًا على تجار الدين، وبكى على أورشليم  “«يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا!” (مت 23: 37).

وبكى أمام موت صديقه لعازر، وحول الماء خمرًا في عُرس قانا الجليل، وكرس وقته للبشارة بملكوت الله، “وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ.” (مت 8: 20).

ودفع الجزية لحكام أورشليم، ودعا الأطفال ليأتون إليه ورافق النساء في جولاته التبشيرية، وشفى المرأة نازفة الدم وغفر للمرأة الزانية وأقام ابن أرملة نايين، «لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ هكَذَا مِثْلَ هذَا الإِنْسَانِ!».” (يو 7: 46). نعم، نحن مملوئين بالفرح والحبور حينما نصغي إلى كلام يسوع وهو يرد على أحد الفريسيين: “وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ».” (مر 12:  – 30- 31).” ، يلخص هنا يسوع الوصايا العشر التي تنظم علاقة الانسان بالله وعلاقته بقريبه.

كل هذه الكلمات وكثير غيرها ترسم للمؤمن طريق الخلاص بوضوح لا لبس فيه وتساعده حتى يتجرع كأس الحياة بحلوها ومرها، وهو على يقين أن يسوع معه لا يفارقه طالما فتح أذنيه للإصغاء إلى كلمات الحياة.

علمنا يا يسوع كيف نصمت لنسمع كلمات الحياة في أعمق أعماقنا ونعمل بها.