مجلس كنائس الشرق الأوسط يختتم “موسم الخليقة” 2022 بصلاة مسكونيّة
نقلا عن موقع أبونا
نشر الأربعاء، ٥ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٢
كتب : فتحى ميلاد – المكتب الاعلامي الكاثوليكي بمصر .
د. عبس: لا تستطيع الكنيسة، صوت الضمير الإنساني، والتي تمجّد الخالق وتشكره على عطاياه، أن تقف مكتوفة الأيدي صامتة أمام ما تتعرّض له خليقة الخالق
مجلس كنائس الشرق الأوسط :
اختتم مجلس كنائس الشرق الأوسط “موسم الخليقة” 2022، في خدمة صلاة مسكونيّة ترأسها البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، في كنيسة الصرح البطريركيّ في بكركي، تحت عنوان “إسمع صوت الخليقة”، عشيّة عيد القدّيس فرنسيس الأسّيزي، يوم الإثنين 3 تشرين الأوّل 2022.
شارك في الصّلاة كلّ من بطريرك الأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، وبطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وممثّل بطريرك السريان الأرثوذكس المطران دانيال كورية، وممثّل سينودس الكنيسة الإنجيلية في سورية ولبنان القسيس جورج مراد. كما شارك عدد كبير من الأساقفة من مختلف الكنائس، وكهنة وراهبات ورهبان وإكليريكيين، وفعاليات مجتمعيّة.
وألقى البطريرك ميناسيان كلمة المناسبة، ومما جاء فيها “إنّه يوم رائع وفرصة ثمينة خصوصًا للأسرة المسيحيّة التفكير والتأمّل والإصغاء إلى صوت الخليقة، لأنّها مناسبة تحيي فينا الأمل والنشاط للعمل سويّة بدون تفرقة وتمييز وانحياز بين أفراد جميع الأديان. إنّنا أولاد الله، أولاد خالق واحد ولا يحقّ لنا التمييز بين أبناء العائلة الواحدة… في طقسنا اللّيتورجي الأرمني، في فرض الصباح نتلو باقةً من المزامير ومنها المزمور الـ148 الّذي يعدّ من مزامير التسبيح وتمجيد الله في خلائقه”.
وتساءل “أين نحن من هذه الصّلوات الّتي نتلوها في جوّ التفاوت والتواضع، ومن ثمّ نخرج منها إلى جوّ الأنانيّة والجشع، نقاتل ونحارب ونطعن بالطبيعة وكلّ الخلائق والكائنات؟ أين نحن من التآخي مع البشر ومع الخليقة المتألّمة، المستغلّة المباحة؟ أين نحن اليوم والخليقة ضحيّة الحروب الهمجيّة الّتي تدور في جميع أنحاء الأرض ومنها بإسم الخالق ضدّ خليقته؟”.
تابع البطريرك ميناسيان “دول تتألّم وتموت من الجوع والفقر ودول تفرط في الغنى الفاحش. شعبٌ يُقتل ويضحمل وآخر يستغلّ ذلك لزيادة أملاكه وأرباحه. إنّي آسف على ما وصلنا إليه في أيّامنا هذه وقد فقدنا القيم الإنسانيّة ونسينا وتناسينا خالقنا المحبّ الرحوم والرؤوف. أنا آسفٌ على ما نحن عليه من عللٍ وأمراض روحيّة، لا بل أنا آسفٌ على هذه الحروب الّتي تفتك بالبشرية… على الأرض الّتي اختارها الربّ لنا جنّةُ عدن، وله سكنٌ عاشَ فيهِ متجسّدًا من الروح القدس”.
وختم: “لنا أذنان ولا نسمع، وعيون ولا نبصر الخطر الّذي يُحيط بنا، لا وبل وإن رأيناه، شاركنا في الخراب والتدمير، والقتل والتنكيل في ما بيننا. أردت اليوم الرجوع إلى بيتك يا ربّ لتأخذني مثل الإبن الضال، فلقد ندمت على ما فعلته بالفكر والقول والفعل والإهمال. أرجع إليك نادمًا وراجيًا أن تغمرني برحمتك وتفتح بصري بنعمة روحك القدّوس، لأرى الحقيقة وأنذر نفسي لخدمتك في هذه الحياة”.
بدوره، ألقى الأمين العام د. ميشال عبس كلمة، قال فيها: “موسم الخليقة صرخة الكنيسة في وجه من يعنّف البيئة ويستخف بسلامتها ويقوم بالإضرار بها إمّا عن غير اكتراث وانعدام مسؤوليّة أو عن جهل مطبق بأمور الطبيعة… أو الإثنين معًا… وكلا الأسباب قتّال. لا تستطيع الكنيسة، التي تمجّد الخالق وتشكره على عطاياه في كلّ لحظة، أن تقف مكتوفة الأيدي صامتة أمام ما تتعرّض له خليقة الخالق، الهيكل الحياتي الذي جعله مسكننا ونبع رزقنا ووسيلة استمرارنا”.
أضاف “الكنيسة هي صوت الضمير الإنساني، في هذا المجال وفي مجالات كثيرة حيث قامت بدور الضامن للحق والعدالة. نحن في المجلس، نقوم باسم الكنائس مجتمعة ببعض العمل، وهي تقوم إفراديًّا بما تراه ضروريًّا في هذا المضمار… ولكن الأذى الذي يصيب البيئة لا يأتي فقط من الصناعة، رغم أنّها المصدر الرئيس للتنكيل بالبيئة. هناك مجالات عديدة حيث يقوم الناس بأذيّة البيئة… التحدّي يبدو كبيرًا وقدراتنا في المجلس محدودة، ولكنّنا نقوم بما نستطيع القيام به لعلّ في ذلك قدوة صالحة لسائر فئات المجتمع”.
في الختام، أشعلت النار في الباحة الخارجيّة للصّرح البطريركيّ الماروني في منطقة بكركي، كرمز لشعار “موسم الخليقة” لهذه السّنة، وهو “العلّيقة المشتعلة”، حيث اجتمع حولها المحتفلون، وتشاركوا الفاكهة في جوّ أخويّ مسكونيّ مشرقي.