مجلس كنائس الشّرق الأوسط من أبو ظبي: عندما تلتقي الرّئاسات الدّينيّة تكون بداية تغيير الذّهنيّات
الثلاثاء 5 فبراير
شارك مجلس كنائس الشّرق الأوسط ممثّلاً بأمينته العامّة الدّكتورة ثريّا بشعلاني، في المؤتمر العالميّ للأخوّة الإنسانيّة في أبو ظبي، وفق ما ورد في بيان أوضح كذلك موضوع مداخلة بشعلاني الّتي سألت بحسب ما نقلت “الوكالة الوطنيّة للإعلام”، عن أهمّ المبادرات الّتي يمكن أن تتقدّم بها القيادات الدّينيّة من أجل حلّ النّزاعات القائمة على مراجع ومرجعيّات دينيّة أسيء فهمها أو أخطىء تأويلها؟ وقالت:
“برأينا إنّ لهذه المبادرة أهمّيّة قصوى، فعندما تلتقي الرّئاسات الدّينيّة تكون بداية تغيير الذّهنيّات، من مثل ذهنيّة التّعصّب ورفض الآخر. مجلسنا يؤمن بالمبادرات الفاعلة كهذه المبادرة العظيمة الّتي نثمّنها ونشكر الدّكتور سلطان الرّميثي، أمين عامّ مجلس حكماء المسلمين على دعوته واهتمامه الدّائم بتظهير رسالة مجلس كنائس الشّرق الأوسط المسكونيّة. كما نهنّىء دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، بشخص سموّ الأمير الشّيخ خليفة بن زايد آل النّهيان، على هذه القمّة الرّوحيّة الّتي تفتح أبواب السّماء مشرّعة لهموم عالمنا العربيّ الّذي مزّقته وتمزّقه النّزاعات والحروب باسم الأديان منذ عقود.
إنّ مجلس كنائس الشّرق الأوسط هو منظّمة دينيّة إقليميّة تجمع الكنائس المسيحيّة في المنطقة لتصلّي وتفكّر وتعمل معًا من أجل الإنسان وكرامته وحرّيّته. تأسّس في العامّ 1974، ومنذ اللّحظة الأولى عمل على إرساء أسس وأواصر الأخوّة وثقافة احترام الآخر والحوار والعيش معه. وقد ترجمت مبادئه بمبادرات شتّى لا يزال معظمها قائمًا حتّى اليوم. ومن المبادرات الّتي يجدر التّقدّم بها بهدف تحصين وتفعيل ثقافة الأخوّة الإنسانيّة نذكر مبادرتين، تتمثّل الأولى في السّهر على التّنشئة اللّاهوتيّة والدّينيّة لطلّاب اللّاهوت في الشّرق الأوسط، والتّركيز على تعزيز ثقافة التّنوّع في الوحدة والحوار والانفتاح على الآخر بفرادته وميزاته.
يقوم مجلس كنائس الشّرق الأوسط بتفعيل هذه التّنشئة من خلال رابطة كلّيّات ومعاهد اللّاهوت في الشّرق الأوسط ATIMEوانطلاقًا من هذه الرّابطة نعمل للتّواصل مع كافّة المعاهد الدّينيّة في الشّرق الأوسط بهدف تعزيز التّنشئة ذاتها، تمامًا كما مبادرة مؤسّسة KAIICID أمّا المبادرة الثّانية، فترتكز على بناء الشّراكة مع المؤسّسات العالميّة والإقليميّة الّتي تعمل على تعزيز المواطنة الحاضنة للتّنوّع وحرّيّة المعتقد والضّمير، وللمجلس شراكات عدّة مع مؤسّسة أديان و KAIICID وولتون بارك ومنتدى تعزيز السّلم في المجتمعات المسلِمة ومؤسّسة سانت إجيديو.
أخصّ بالذّكر سلسلة اللّقاءات مع ويلتون بارك ومنتدى تعزيز السّلم ومركز راشد للحوكمة الثّقافيّة الّتي انطلقت من هنا من أبو ظبي في نوفمبر الفائت، بهدف ترجمة الأخوّة الإنسانيّة والمواطنة الحاضنة للتّنوّع “دساتير وقوانين” في المجتمعات العربيّة، والّتي ترعى حقّ كلّ إنسان في المواطنة وحرّيّة المعتقد والضّمير.
نرجو أن يثمر هذا المؤتمر ثمار الرّوح، فتكون محبّة بين الأخوّة في هذا الشّرق ويكون سلام بين البشر”.
نقلا عن نور نيوز