stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

مداخلة نائبة أمين السرّ لقسم العلمانيين في دائرة العلمانيين في اللقاء حول حماية القاصرين

803views

23 فبراير 2019

العمل معًا في ديناميكية الشركة للإجابة على ألم ضحايا الاعتداءات هذا هو محور مداخلة نائبة أمين السرّ لقسم العلمانيين في دائرة العلمانيين الدكتور ليندا غيزوني في اللقاء حول حماية القاصرين
شركة ومسؤولية مشتركة ووقاية وتضامن تجاه جميع الإخوة المجروحين في الجسد والروح من أي شكل من أشكال الاستغلال. من هذا الواجب ومن الرغبة في الإسهام في الخير العام تنطلق مداخلة نائبة أمين السرّ لقسم العلمانيين في دائرة العلمانيين الدكتور ليندا غيزوني في اللقاء حول حماية القاصرين الذي يعقد في الفاتيكان والتي عبّرت من خلالها عن قناعتها بأن الوقاية لا يمكنها أن تكون مجرّد برنامج جميل بل ينبغي أن تصبح موقفًا راعويًا عاديًا.

في مداخلتها التي حملت عنوان “شركة: العمل معًا” عدّدت نائبة أمين السرّ لقسم العلمانيين في دائرة العلمانيين سلسلة من الواجبات المفروضة إزاء شذوذ الاعتداءات المرتكبة ضدّ القاصرين: في المرتبة الأولى واجب المعرفة والإدراك إزاء ما حصل وواجب الحقيقة والعدالة وواجب التعويض والوقاية لعدم تكرار هذه الفظاعة. إن الإطلاع على الاعتداءات هو بلا شك مهمّ ولكنّه مهمٌّ أيضًا تحمُّل المسؤولية الواجبة وواجب المحاسبة التي ترافق عادة المتطلبات الاجتماعية وتجيب عليها.

تابعت الدكتور غيزوني تقول إن التيقُّن للظاهرة وإدراك المسؤولية ليسا مجرّد هوس أو تصرف تعسُّفي لإرضاء متطلبات إجتماعية بل هما ضرورة تنبعث من طبيعة الكنيسة عينها كسرِّ شركة مؤسس على الثالوث وكشعب الله الذي يسير والذي لا يتحاشى بل يواجه بإدراك متجدد أيضًا التحديات المتعلّقة بالاعتداءات المرتكبة في داخله والتي تؤذي الصغار وتدمر هذه الشركة. وهذه الإشارة إلى الكنيسة كشركة وكشعب الله الذي يسير تتطلّب من جميع مكونات شعب الله، كل على طريقته، أن يعيشوا الحقوق والواجبات التي أُشركوا فيها بفضل المعموديّة.

بعدها ركّزت نائبة أمين السرّ لقسم العلمانيين في دائرة العلمانيين على العلاقة بين الأسقف والكهنة؛ وأكّدت في هذا السياق أنّه إن كان يُطلب من جهة من الكهنة أن يكونوا متّحدين بالأسقف بمحبّة صادقة وطاعة معترفين هكذا بسلطة المسيح، يُطلب من جهة أخرى من الأساقفة أن يعتنوا بحاجاتهم المادية والروحيّة، إذ أن مسؤوليّة قداسة الكهنة تقع على الأساقفة، ولذلك ينبغي على الخدمة الكهنوتية أن تستفيد من تنشئة ثابتة وأن تُعاش كتكرّس وخدمة للكنيسة. وبالإضافة إلى الشركة بين الأسقف والكهنة، تأتي في منظار الوقاية ومحاربة آفة الاعتداءات ضرورة التفاعل بين مختلف المواهب والخدمات، أي السينودسيّة كعملية متقاسمة: على الجميع أن يلتزموا، مع احترام الاختلاف، لأنهم جميعًا يكوّنون الكنيسة الواحدة.

ولذلك، تابعت الدكتور ليندا غيزوني تقول يطلب من كل فرد التزام ديناميكي حتى وإن كانت الخدمة الأسقفيّة تحمل في داخلها مسؤولية اتخاذ القرار النهائي، بعد الاستفادة من اسهام ومشورة الجميع. تأملات تدعو للهروب من موقفين خاطئين يُلخّصان باللازمة “وحده الأسقف يمكنه أن يعرف ما هو الأفضل للأسقف” أو “وحدها المرأة يمكنها أن تعرف ما هو الأفضل للمرأة” لأنهما يسببان محدودية في الفكر والعمل ويكسران الشركة. وبالتالي وكامرأة علمانية يمكنني أن ألاحظ بصدق أنّه يوجد وبشكل عشوائي بين الكهنة والمكرسين والعلمانيين أشخاص غير أحرار خاضعين لشخص ما ومستعدين لتغطية الأمور بدلاً من أن يكونوا في الخدمة المحبّة والحكيمة والحرة للكنيسة وأمناء لدعوتهم. ولذلك فإن العودة إلى الشركة الطبيعية للكنيسة حيث تتحقق مختلف المواهب والخدمات لا يعني التبسيط المفرط بل يتضمّن غنى وقوّة ويساعد على إيجاد الأسباب لتحاشي الشعارات المتطرفة والعقيمة.

أما القسم الأخير من المداخلة فيقدم نقاط من أجل بعض الإجراءات التطبيقية في إطار الشركة وتعيد التـأكيد مجددًا على أن هذا اللقاء حول حماية القاصرين لا يشكّل نقطة وصول لمسيرة قد انتهت ولا نقطة انطلاق تتجاهل ما قد تمَّ القيام به حتى الآن. نقطة أساسيّة أخرى هي إدخال في الخطوط العريضة الوطنية فصل يحدد دوافع وعمليات المحاسبة لكي يتمكن الأساقفة والرؤساء العامين من وضع إجراءات طبيعية للتأكد من تحقيق ما هو مطلوب ويقدموا دليلاً على ما قاموا به. كذلك تقترح نائبة أمين السرّ لقسم العلمانيين في دائرة العلمانيين بعض الحلول الملموسة يمكن تحقيقها في مختلف مجالس الأساقفة للإجابة بشكل فعال من أجل واجب حماية القاصرين بحسب طلب الأب الأقدس.

وإذ ذكرت الدكتور غيزوني بكلمات البابا فرنسيس في الرسالة إلى شعب الله الصادرة في الحادي والثلاثين من مايو-أيار عام ٢٠١٨ اختتمت مداخلتها متمنيّة أن يتمكن التضامن واللقاء بجسد المسيح من أن يعوِّضا عن الإغفال والإهمال لأننا وكما يكتب البابا فرنسيس: “مدعوّون كشعب الله لتحمّل مسؤولية ألم إخوتنا الجرحى في الجسد والروح. إن كان الاهمال في الماضي قد أصبح جوابا، نريد اليوم أن يصبح التضامن بمعناه الأعمق والمتطلّب أسلوبنا في صنع التاريخ الحاضر والمستقبل”

نقلا عن الفاتيكان نيوز