مراجعة علاقاتنا على الطريقة الإغناطيّة
نقلتها إلى العربيّة حلا بصال
واحدٌ من الأمور الأساسيّة التي تفيد المحبيّن بعلاقتهما هي تشاركهم الصلاة. وخصوصًا في بدايتها. تساعدنا روحانية القديس إغناطيوس دي لويولا في ذلك وفق منهجٍ عميق لفحص العلاقات ومراجعتها، وبالأخصّ تلك التي تربطنا بشريك حياتنا أو بأصدقائنا. فكلّ شخصٍ منكما سيتأمل بدوره في هذه الأسئلة الثلاث:
فحص الضمير هو أمرٌ أساسيّ في الحياة المسيحيّة. وإنّه لخير بدايةٍ لمراجعة ذاتنا أن نبدأ بطلب يسوع لنا أن نُحِب أنفسنا، والله، والآخر. في هذه الحالة، الآخر قد يكون صديقنا أو شريك حياتنا. لذا أطرح على نفسي التساؤلات التالية: كيف كنت أهتمّ بالآخر؟ أين لاحظت نضالي لأكون صديقًا جيدًا؟ هل أعتني بنفسي، أم أنّي قابعٌ في قفص الملامة على عيوبيّ الشخصيّة؟ (يعلم يسوع بأنّنا لا نستطيع أن نكون آخر فعّال إذا لم نعتني بأنفسنا أوّلاً). وكيف لعلاقتي مع الله أن تؤثر على حالي اليوم؟ فالصلاة الفرديّة تقوّينا كثنائيّ.
هل أنا فاعلٌ في العلاقة؟
الفرصة لنا الآن بأن نكون صادقين ولكن مُحبّين مع الصديق أو الشريك: هل شعرت بأنّ الآخر يُحبّك؟ كيف منحك أو منحتك الفرح وكيف ساهم ذلك في إغناء العلاقة؟ هل تملك بضع مقترحات له أو لها لقيام بأمرٍ خلّاق؟ إنّه الوقت المناسب لنكون صادقين فنقُل: “سيعني ليّ الكثير لو تقدّم لي كلمات ملئية بالدعم العاطفيّ”، فسأتلمس بواسطتها شعورًا يؤكّد لي أنّني محبوب. تملك العلاقات الصادقة الفرصة بأن تكون كالمرآة، بحيث يُظهِر لك الآخرين الطرق التي ساعدت أو أعاقت العلاقة.
تمنحنا المراجعة نظرة شاملة للعلاقة. من أين أتينا وإلى أين نذهب؟ هل استمتعنا بقضاء الوقت سويًّا؟ هل كبرت وقويت العلاقة، أم أصبحت فاترة؟ وبحسب الروحانيّة الأغناطيّة التي تحثّنا على التطلّع إلى المستقبل برجاء، يمكننا أن نسأل أنفسنا ما هو رجاؤنا لمستقبلنا في علاقتنا مع بعضنا بعضًا.
تستطيع هذه الأسئلة الثلاث أيضًا أن تكون مفيدة لمراجعة علاقتنا مع الله. كيف أكون معطاءً لهذه العلاقة؟ ما الذي صنعه الله لي؟ ما الأمر الذي قد أطلبه من الله؟ هل حياتي الروحيّة مزدهرة أم فاترة؟
إنّ هذا الفحص لعلاقاتنا سيجعلها ذات معنى أعمق وسيدعونا لنكون أكثر وعيًا لدورنا في تنميتها.
يسوعيون