مريم اختارت النصيب الصالح – الأب وليم سيدهم
حينما يقول يسوع ذلك عن مريم فإننا نصدقه، لقد جلست مريم عند قدمي يسوع، تناجيه وتصغي إليه، يشدد عزمها ويملأها بروح السلام والرضى، الفرق بين مرثا وبين مريم هو أن مرثا تهتم بيسوع ولكن تظن أن يسوع محتاج لكرمها بينما الكرم كله عند يسوع. فهو المعطي الحقيقي ولسنا نحن. لذا فهمت مريم ذلك ولم تعتد بتجهيز العشاء بقدر ما أرادت أن تتعشى من كلام يسوع
نظن أحيانًا كثيرة أننا نغدق على يسوع بصلواتنا وشموعنا وذبائحنا، ولكن ما فعلت مريم هو الموقف الصحيح فنحن المحتاجين لكرم يسوع وليس العكس.
إن العريس في هذه الجلسة هو يسوع يجلس بين مريم ومرثا ليشددهم على ما هم فيه، ويملأهم من روح التواضع والمحبة والخدمة، لذلك فالنشيد التي تنشده مريم جميل لأنه مليء بالعرفان بالجميل لعطايا الله، وبالثقة والإصغاء لكلماته.
لقد اختارت مريم النصيب الصالح بمعنى أنها أصابت في اختيارها، ففضلت الإصغاء على الخدمة، يسوع لا يحتاج الى خدمة ولكن يريد أن نصغي الى كلماته الحية، الكلمات التي تغذي الروح وتملأ الكيان بالسلام والطمأنينة والحب.
النصيب الصالح هو نصيب الابن الأصغر الذي رجع الى والده بعد غياب فذبح له العجل المُثمن لأنه كان ميتًا فعاش ، النصيب الصالح هي مريم العذراء التي قبلت بشارة الملاك جبرائيل فحبلت بيسوع.