مش أنا اللي كنت امبارح-الأب لوكاس رسمي
مش أنا اللي كنت امبارح
يقول حكيم من الحكماء: «لا تعاملني اليوم كما كنت تعاملني بالأمس، قد أكون من الأمس إلى اليوم تغير فيَّ الكثير». قد يكون لدينا أفكار مسبقة عن أشخاص كثيرين، ونتعامل معهم على أساس هذه الأفكار التي نعرفها. وقد تكون هذه الأفكار هي أفكار قد مضى عليها الدهر سنين وسنين. أن الأيام الطويلة تغير الدهر كله، وتقلب حال الملايين، فكلما مضت الأيام مرت على الإنسان خبرات كثيرة.
والإنسان في علاقاته مع الآخرين يتأثر ويؤثر فيهم، لذلك كل يوم جديد هو تغير لحياة أي إنسان. فلابد أن نتعامل مع الأشخاص لا بأفكار مسبقة قد نكون سمعناها أو اختبرناها بل نعاملهم كأننا نعرفهم من جديد. وإن أردت أن تغير أي إنسان لابد أن ترى فيه الجديد.
فالإنسان النبيل يرى في كل إنسان شيءً جميلا، يقول قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني: «الشركة تعني المقدرة على أن نرى بالأخص ما هو ايجابي في الآخر لنقبله، ونرى فيه عطية من الله يقدمها لي» لذلك يجب علينا أن ننظر إلى كل إنسان بكل ما فيه من ايجابي وجديد.
فاليوم ليس هو كالأمس ولا كأول أمس، بل كل يوم في تقدم جميل. فلا يوجد أي إنسان على وجه الأرض يريد أن يكون كما هو من سنين، بل كل إنسان يريد أن يتقدم ويغير حاله إلى حالٍ أجمل من حاله القديم.
فهل جاء الوقت الذي نرى فيه الغد أفضل من اليوم؟ وهل جاء الزمن الذي ننظر فيه إلى كل شخص كأنه إنسان جديد؟ تغير الآخرين لا يتوقف عليهم وحدهم بل يتوقف أيضاً على نظرتنا لهم.
يقول طاغور: «الإنسان المتفائل ينظر إلى الوردة، ولا يرى الشوك، والمتشائم ينظر إليها ولا يرى إلا الشوك». لذلك علينا أن نتفائل عند نظرنا إلى الآخرين حتى نرى إيجابياتهم، ولا ننظر إلى سلبياتهم حتى نقدر أن نقترب إليهم ونستمتع بفضائلهم. وأخيراً تقول الأم تريزا كالكوتا: «علينا أن نتشجع ونصلّي، لننال نعمة قبول الآخرين».
الأب/ لوكاس رسمي