مقابلة مع أسقف سكوبيه لمناسبة زيارة البابا إلى جمهورية مقدونيا الشمالية
18 أبريل 2019
يمثل المؤمنون الكاثوليك في هذا البلد أقل من واحد بالمائة من مجموع عدد السكان، الذين ينتمي ثلثاهم إلى الكنيسة الأرثوذكسية، فيما ينتمي الثلث الآخر إلى الإسلام. مع ذلك يعود تاريخ الوجود المسيحي في تلك البقاع إلى كرازة القديسين كيريلّس وميتوديوس في القرن التاسع، في الفترة نفسها التي تلقّت فيها بلغاريا بشارة الإنجيل. في منتصف القرن العشرين، وعلى الرغم من أن الدستور اليوغسلافي ينص على المساواة بين الأديان، تعرضت الكنيسة الكاثوليكية في المنطقة إلى التمييز خصوصا في الحقل التربوي. وبعد العام 1945 ولغاية العام 1991تاريخ الاستقلال، شهدت الكنيسة الكاثوليكية في يوغسلافيا كلها مرحلة صعبة بسبب وصول شيوعيي الماريشال تيتو إلى الحكم، وقد انقطعت العلاقات الدبلوماسية مع الكرسي الرسولي قبل أن تُستأنف في العام 1966. يبلغ عدد الكاثوليك اليوم في جمهورية مقدونيا الشمالية عشرين ألف شخص تقريباً، بينهم خمسة عشر ألفاً يتّبعون الطقس البيزنطي، وخمسة آلاف يتبعون الطقس اللاتيني.
في إطار الاستعدادات الجارية للزيارة البابوية أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع أسقف العاصمة المطران كيرو ستوجانوف الذي أكد أن الكنيسة الكاثوليكية في جمهورية مقدونيا الشمالية تتألف من أبرشيتين: أبرشية سكوبيه القديمة والتي تعود إلى القرون الأولى، ثم هناك أبرشية جديدة للكاثوليك الذين يتبعون الطقس البيزنطي، أنشأها البابا فرنسيس وأبصرت النور العام الماضي. وأوضح أنه على الرغم من قلة عدد مؤمنيها تبقى الكنيسة الكاثوليكية في هذا البلد كنيسة حيّة وناشطة نظرا لوجود عدد من الكهنة الشبان المواظبين على العمل والتعاون مع المؤمنين من مختلف الأعمار. ولفت سيادته إلى أن الأبرشيتين، وعلى الرغم من كونهما تتبعان طقسين مختلفين، يديرهما أسقف واحد، ويشعر جميع المؤمنين بأنهم جزء من عائلة واحدة.
وفي رد على سؤال بشأن ما ينتظره المؤمنون الكاثوليك من الزيارة البابوية القصيرة التي ستستغرق يوماً واحداً فقط، قال المطران ستوجانوف إن البابا فرنسيس يرغب فعلا في زيارة الجماعة الكاثوليكية في جمهورية مقدونيا الشمالية، مذكرا بأن البابا برغوليو أعلن منذ وصوله إلى السدة البابوية أنه ينوي تفقّد الكنائس في الضواحي، وقال الأسقف المقدوني إن الكنيسة في مقدونيا الشمالية هي من كنائس الضواحي. وأضاف أن فرنسيس سيلتقي بقادة الدولة، كما يقتضي البروتوكول، قبل أن يجتمع إلى المسؤولين الدينيين في هذا البلد، ورعاة الكنائس وقادة الجماعات الدينية. وبالتالي لن تخلو الزيارة من لقاءات تجمع البابا إلى ممثلين عن الكنيسة الأرثوذكسية والجماعة المسلمة فضلا عن الجالية اليهودية والكنيسة الميتودية.
وأشار سيادته إلى أن هذا اللقاء سيتم في المركز حيث يوجد النصب التذكاري للأم تيريزا دي كالكوتا، لأن فرنسيس سيزور أيضا المكان الذي وُلدت فيه هذه المرأة في العاصمة سكوبيه. هذا وسيلتقي فرنسيس أيضا عددا من الفقراء الذين يحظون يوميا بمساعدة الراهبات المنتميات إلى الجمعية التي أسستها الأم تيريزا، على أن يلي هذا اللقاءَ الاحتفالُ بالقداس والذي سيتم في الساحة الرئيسة بوسط العاصمة. وقال المطران ستوجانوف إن المنظمين يتوقعون حضور عدد كبير من المؤمنين الكاثوليك في جمهورية مقدونيا الشمالية فضلا عن مؤمنين آخرين سيتوافدون من الدول المجاورة خصيصا لهذه الغاية. كما سيشارك في الاحتفال الديني القادة السياسيون، ورؤساء الجماعات الدينية ومدعوون آخرون. بعد القداس سيلتقي البابا الشبان الأرثوذكس، المسلمين والكاثوليك قبل أن يجتمع إلى رعاة الكنيسة الكاثوليكية ومؤمنيها.
في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني تطرق أسقف أبرشيه سكوبيه إلى العلاقات بين الكاثوليك والمسلمين في جمهورية مقدونيا الشمالية مشيرا إلى أنها علاقات جيدة، وتحدث عن إنشاء مجلس يضم ممثلين عن الديانتين ينظم لقاءات دورية بين القادة الدينيين. ولفت ختاما إلى أنه أطلع القادة الدينيين المسلمين على زيارة البابا وقد عبر هؤلاء عن موافقتهم ودعمهم لهذه المبادرة معتبرين أنها ستحمل السلام والبركة.
نقلا عن الفاتيكان نيوز