مقابلة مع رئيس أساقفة حلب للروم الملكيين الكاثوليك
16 أكتوبر 2019
في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية في شمال شرق سورية بسبب العملية العسكرية التركية “نبع السلام” الموجهة ضد الميليشيات الكردية تسعى الجماعة الدولية إلى النظر في الإجراءات الواجب اتخاذها من أجل وضع حد للتصعيد الأمني في المنطقة. فقد دعت الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي الحكومة التركية للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
في غضون ذلك يدرس الاتحاد الأوروبي إمكانية فرض حظر على بيع الأسلحة لتركيا البلد العضو في حلف شمال الأطلسي، وذلك بموجب مبادرة بهذا الشأن قدمتها ألمانيا، فرنسا وإيطاليا. أما في واشنطن فقد أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات على أنقرة وأرسل نائبه مايك بنس إلى تركيا من أجل عقد مفاوضات مع الحكومة التركية بغية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ميدانيا تواصل القوات التركية تقدمها على الأراضي السورية وقد باتت مهددة مدينة كوباني التي انسحبت منها مؤخرا القوات الأمريكية. وما يزيد الطين بلة الخوف من وقوع عمليات إرهابية يشنها حوالي ثمانمائة مقاتل سابق في داعش فروا من سجون الميليشيات الكردية.
إزاء هذه التطورات أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس أساقفة حلب للروم الملكيين الكاثوليك المطران جان كليمان جانبار الذي عبر عن قلقه البالغ حيال ما يجري في شمال شرق سورية وقال إن جميع المواطنين يشعرون بالخوف، مسيحيين كانوا أم مسلمين، مع أن المكوّن المسيحي يشعر بأنه مهدد أكثر من سواه. وذكّر سيادته بأن المنطقة خضعت للاحتلال طيلة أربعة قرون، وذلك في إشارة إلى حكم الإمبراطورية العثمانية.
هذا ثم لفت المطران جانبار إلى دخول الجيش النظامي السوري إلى الحسكة يوم أمس، مذكراً بأن هذه المدينة توجد ضمن منطقة خاضعة لسيطرة الكرد. وتحدث عن وجود تفاهم بين القوى الكردية والنظام السوري. واعتبر أنه يتعين انتظار يوم أو يومين لنرى ما إذا كان هذا التفاهم صلبا أم لا. وعبر رئيس أساقفة حلب للروم الملكيين الكاثوليك عن أمله بأن يتمكن جميع السوريين من تحرير بلادهم وتوفير الحرية لجميع الأشخاص كي يعيشوا جنبا إلى جنب بوئام وسلام كما كان الوضع عليه في الماضي.
وكان البابا فرنسيس وقبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين يوم الأحد قد قال إن فكره يتجه مرة جديدة نحو منطقة الشرق الأوسط، لاسيما سورية الحبيبة والمعذبة. وتحدث فرنسيس عن الأنباء المأساوية الواردة من هذا البلد بشأن مصير السكان في المناطق الشمالية الشرقية، المرغمين على ترك بيوتهم بسبب العمليات العسكرية، وأشار إلى وجود عدد كبير من العائلات المسيحية وسط هؤلاء. وقال البابا إنه يجدد نداءه إلى كل الأطراف المعنية والجماعة الدولية كيما يلتزم الجميع بصدق ونزاهة وشفافية في درب الحوار بحثا عن حلول ناجعة.
مقابلة أخرى أجراها موقع فاتيكان نيوز مع نائب مدير هيئة كاريتاس في إيطاليا الذي أشار إلى وجود مائة وخمسين ألف مدني عالقين في المناطق التي تهاجمها القوات التركية، وذكّر بوجود أكثر من أحد عشر مليون نازح ولاجئ سوري بسبب الحرب الدائرة رحاها في هذا البلد منذ العام 2011، لافتا إلى أن النسبة الأكبر من هؤلاء تحتاج إلى المساعدات الإنسانية. وأكد أن هيئة كاريتاس سورية، وبدعم من كاريتاس إيطاليا، تقوم حالياً بتجهيز مراكز لاستضافة النازحين الذين يتدفقون بأعداد كبيرة على منطقة الحسكة. وقال ختاما إن الهيئة الخيرية تدعو كل الجهات إلى ضمان حصول المدنيين على المساعدات الإنسانية.
نقلا عن الفاتيكان نيوز