مقتطفات من الرسالة الرسولية “كرامة المرأة” للبابا يوحنا بولس الثاني
يحتفل المجتمع الدولي بعيد المرأة أو اليوم العالمي للمرأة في الثامن من آذار مارس من كل عام، وفيه يحتفل عالميا بإنجازات النساء في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وجاء الاحتفال بهذه المناسبة على اثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام1945. ومن المعروف أن اتحاد النساء الديمقراطي العالمي يتكون من المنظمات الرديفة للأحزاب الشيوعية، وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة العالمي رغم أن بعض الباحثين يرجح أن اليوم العالمي للمرأة كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية.
وانطلاقا من احترام دعوة المرأة ودورها الجليل في المجتمع والكنيسة، كتب البابا يوحنا بولس الثاني في 15 من آب أغسطس 1988 رسالته الرسولية في “كرامة المرأة”، يوم تذكار انتقال السيدة العذراء إلى السماء وفي الذكرى العاشرة لانتخابه حبرا أعظم. نقتطف منها ما يلي:
القيمات على الرسالة الإنجيلية
15. إن أسلوب المسيح في تعاطيه مع المرأة، والإنجيل الذي يسجل أفعاله وأقواله، هما بمثابة احتجاج مترابط على كل ما يتضمن لكرامة المرأة. ولهذا فإن النسوة العائشات في كنف المسيح يكتشفن أنفسهن من خلال النهج الذي “يعلمه” و”يمارسه” حتى ذلك الذي يتعلق بوضعهن “كخاطئات”. إنهن يشعرن بأن هذا النهج “حررهن” وأعادهن إلى أصالتهن. إنهن موضع “حب أزلي” يتجسد مباشرة في المسيح نفسه. إن وضعهن الاجتماعي يتبدل في مجال نشاط المسيح. وهن يشعرن بأن يسوع يحدثهن في قضايا لم تكن تعالج إذ ذاك بمشاركة النساء..
إن المسيح يحدث النساء في أمور تتعلق بالله، وهن يفهمنها بذهن وقلب منفتحين حقا. وأبدى يسوع تقديره لهذا التجاوب المتسم بالأنوثة وإعجابه به، كما فعل في لقائه المرأة الكنعانية (متى 15/28). وهو يقدم هذا الإيمان الكبير المشبع بالمحبة كقدوة تُحتذى. وخلاصة القول، إن يسوع ينطلق من انفتاح الذهن والقلب لدى المرأة، ليعطي درسا في الإيمان..
عن موقع إذاعة الفاتيكان