مقتل كاهن من كنيسة الأرمن الكاثوليك بالقرب من دير الزور بسورية
12 نوفمبر 2019
نقلا عن الفاتيكان نيوز
تبنى تنظيم داعش في سورية عملية قتل كاهن من كنيسة الأرمن الكاثوليك يُدعى هوسيب بيدويان، الذي قُتل مع والده ابراهام على يد مسلحين ملثمين خلال سفرهما في محلة البُصَيْرة شرقي دير الزور، كما أسفر الهجوم المسلح عن جرح شماس كان برفقتهما يُدعى فادي سانو. وقعت عملية الاغتيال بشكل شبه متزامن مع انفجار سيارتين مفخختين في منطقة القامشلي الكردية، ما أدى إلى سقوط ستة قتلى وأكثر من اثنين وعشرين جريحا، وأفادت الأنباء الواردة من هناك أن إحدى السيارتين فُجّرت أمام كنيسة للكلدان.
الكاهن المغدور كان يخدم جماعة الأرمن الكاثوليك في القامشلي والحسكة وتعرض للهجوم فيما كان على متن سيارة على الطريق السريعة التي تربط منطقة دير الزور بالقامشلي. وروت مصادر مطلعة أن الرجال الثلاثة كانوا قد زاروا المنطقة ليتفقدوا أعمال ترميم كنيسة للأرمن الكاثوليك في دير الزور. وقد أصيبت السيارة الرباعية الدفع بعدد من الطلقات النارية، مع العلم أن المنطقة التي وقع فيها الحادث تقع في شرق سورية وهي خاضعة لنفوذ القوات الكردية السورية. الكاهن بيدويان ترك وراءه زوجة وثلاثة أبناء هم شاب في الحادية والعشرين من العمر وفتاتان في السادسة عشرة والعاشرة.
تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام سارع ليتبنى العملية لكنه تحدّث عن قتلِ كاهنين! لكن مصادر محلية ذكرت في مرحلة لاحقة أن الضحية الثانية ليس كاهناً لكنه والد الكاهن هوسيب، أما الشماس فقد نجا من الموت لحسن الحظ مع أن حالته الصحية ما تزال حرجة. منطقة البُصيرة الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات تشكل منذ سنوات معقلاً للتمرد الجهادي المسلح، وعلى الرغم من الإعلان – في شهر آذار مارس المنصرم – عن إلحاق الهزيمة العسكرية بتنظيم داعش في سورية إلا أن مقاتلي التنظيم هم جزء من الجماعات المحلية العربية، المعادية جداً للقوات الكردية والوحدات العسكرية الأمريكية.
أما الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية فهي عبارة عن جماعة مسيحية صغيرة تم الاعتراف بها رسمياً من قبل الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في العام 1742، وهي تعد حالياً حوالي ستمائة ألف مؤمن، وهي كنيسة بطريركية في علاقة شركة تامة مع روما، مع أنها تحتفظ ببعض الاستقلالية من حيث الطقوس، وهي حاضرة بصورة رئيسة في لبنان، العراق، إيران، مصر، سورية، تركيا، إسرائيل والأراضي الفلسطينية. يوجد مقرها البطريركي في منطقة بزمّار بلبنان ويرأسها حاليا البطريرك كريكور بدروس العشرون، البالغ من العمر خمسا وثمانين سنة ويشغل هذا المنصب منذ العام 2015.
في السياق نفسه شهدت مدينة القامشلي، شمال سورية، هجوماً بواسطة سيارتين مفخختين، انفجرت إحداهما أمام كنيسة كلدانية. وتتحدث آخر حصيلة عن مصرع ستة أشخاص وجرح اثنين وعشرين آخرين على الأقل. ولم تتحمّل أي جهة لغاية الآن مسؤولية الهجوم بيد أن نمط العمل يدل إلى تنظيم الدولة الإسلامية، في وقت أشارت فيه مصادر في القامشلي إلى أن المنطقة المستهدفة لا تُعتبر حياً مسيحياً، وبالتالي لا ترى الأجهزة الأمنية المحلية أن الهجوم كان موجهاً نحو الكنيسة الكلدانية بنوع خاص.
الكاهن هوسيب ليس إلا واحدا من بين كهنة آخرين قُتلوا أو فُقدت آثارهم في سورية خلال الحرب التي تدور رحاها في البلاد منذ آذار مارس من العام 2011. من بين الضحايا نذكّر بالكاهن اليسوعي الهولندي Frans Van der Lugt الذي قُتل بدم بارد في حمص في العام 2015، والفرنسيسكاني فرنسوا مراد الذي قطع الدواعش رأسه في العام 2013. ومن بين رجال الدين المسيحيين الذين اخُتطفوا في سورية ولم يُعرف عنهم شيء لغاية اليوم هناك الكاهن اليسوعي الإيطالي Paolo Dall’Oglio الذي فُقدت آثاره في الرقة في تموز يوليو من العام 2013، فضلا عن الأسقفين الأرثوذكسيين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم اللذين اختُطفا في شمال غرب البلاد والكاهنين من حلب: الأرمني الكاثوليكي ميشال كيّال والأرثوذكسي ماهر محفوظ، اللذين تعرضا أيضا للخطف، ولم يعرف عنهما أي شيء لغاية اليوم.