منشورات المعهد الاكليريكى الاب شنودة شفيق
منشورات المعهد الاكليريكى تخرج إلى النــور قريبـــاً
الكلية الاكليريكية بالمعادى بمثابة القلب النابض فى الكنيسة الكاثوليكية بمصر ، إذ تضطلع الكلية برسالتها فى التكوين الشامل للشمامسة الاكليريكيين كهنة المستقبل . كما انها تقوم على مدى التاريخ بدور رائد فى حفظ وديعة الإيمان من جيل إلى جيل . حول دور كلية العلوم الانسانية واللاهوتية بالمعادي ورسالتها فى خدمة الكنيسة ، كان لنا هذا الحوار وسيادة الاب الدكتور شنودة شفيق رئيس الكلية فإلى تفاصيل الحوار …
• جنابكم أحد الاباء المتخصصين فى علم اللاهوت الروحى ، برأيكم ما هى أهم الموضوعات الروحية التى ينبغى على الكنيسة أن تقدمها لابنائها فى هذه الأيام ؟
– بداية لا يمكن أن نفصل الحياة الروحية عن الواقع المعاش لذا علينا ان نبحث فى الأمور التى تثير اهتمام الناس ومن ثم نتناول هذه الاهتمامات من منظور روحى . وعليه فإننى أرى الشباب مثلاً يجري وراء كل ما هو جديد فى المجتمع مبهوراً بالوسائل التكنولوجية الحديثة ووسائل الاتصال المختلفة . وبالتالى علينا أن نساعد الشباب فى أن تكون مثل هذه الوسائل والادوات كوسائط مفيدة فى العلاقة الجيدة مع الله ومناقشة كيف يستخدم الشباب هذه الوسائل التكنولوجية استخداماً صالحاً لحياتهم الروحية وحياة الاخرين . أيضاً موضوع الانتماء للكنيسة من القضايا الروحية الهامة التى علينا أن نهتم بها وكيف يكون الانتماء للكنيسة تعبيراً عن انتمائنا لله ذاته وحرصنا على ممارسة الاسرار المقدسة كتعبير عن هذا الانتماء وهنا تظهر مفاعيل هذه الاسرار الالهية فى حياة كل انسان . اخيراً العلاقات الاجتماعية مجال هام فى حياتنا الروحية فمن خلالها نعيش إيماننا المسيحى وذلك بمعايشتنا المحبة نحو بعضنا البعض كابناء الله .
• المرافقة الروحية من الادوار الاساسية التى يقوم بها الكاهن فى خدمته الرعوية .. ما الوسائل التى تساعد الكاهن على القيام بهذه الدور فى رأيكم ؟
– بالطبع المرافقة الروحية من الأدوار الهامة للكاهن فواجبه الاساسي أن يكون أباً ومرافقاً روحياً لكل انسان فى رعيته . فالراعى لأبد أن يرافق أبنائه ويقودهم إلى طريق المسيح ، لذلك فالتكوين بالاكليريكية يعطى اهمية كبيرة لرسالة المرافقة الروحية للكاهن لاسيما مع طلبة الفرقة الرابعة بقسم اللاهوت . كما ان الاكليريكية نظمت هذا العام ندوة مكثفة حول كيفية المرافقة الروحية واعطاء المشورة لقناعتنا بأن الكاهن عضد وسند لأبنائه حيث أنه مصدر ثقتهم يتحدثون إليها فى كل أمور حياتهم ملتمسين نصحه وارشاده وبلا شك أن الخبرة الرعوية تصقل الكاهن وتبصره وتزيده حكمة فى معالجة أمور عدة . بالتأكيد الكاهن ليس هو طبيب نفسي ولا مصلح اجتماعي لكن نعمته الله تعينه فى بناء النفوس .
• تشهد بلادنا المصرية الكثيرة من الاحداث السياسية التى تلقي بظلالها على البعد الروحى للمسيحيين .. برأيكم كيف تقود الكنيسة أبنائها فى القراءة الروحية للاحداث التاريخية ؟
– الله سيد التاريخ كما نؤمن ، والإنسان الذي يتطلع إلى قراءة الاحداث التاريخية من منظور روحي عليه ان يتسم بثلاث فضائل أساسية . الأولى أن يتمتع بعمق روحي وحياة روحية جيدة مع الله حتى يقوده هذا العمق الروحى إلى فهم مشيئة الله من وراء الاحداث . ثانياً أن يتأنى فى قراءته للأمور لأن القراءة السريعة تقود إلى الاحكام الخاطئة كما ان الله يكشف عن ارادته ومواعيد بالتدريج مما يستلزم ضرورة التأنى فى الاصغاء . ثالثاً واخيراً أن يكون هدف القراءة الروحية للحدث هو الخير العام للمجتمع لا البحث عن المصلحة الشخصية .
• ونحن نلتقى رئيس الكلية الاكليريكية فى ختام عام دراسي .. ماذا عن الحياة بالكلية الاكليريكية ؟
– كما تعلمون أن بالكلية الاكليريكية ثلاث اقسام رئيسية هى ( التمهيدي – الفلسفة – اللاهوت ) ولكل قسم تكوينه الخاص ويقوم بالخدمة فى الكلية الاكلريكية معى سته من الاباء الكهنة الاقباط الكاثوليك والمتفرغين تماماً للعمل بالكلية إلى جانب أب كاهن يسوعي يعمل معنا ليومين فى الاسبوع . يهتم القسم التمهيدى بتعميق الدعوة عند الاكليريكى والاهتمام بحياته الروحية وفى قسم الفلسفة نهتم بالجانب التثقيفى فى المعارف العامة أما فى اللاهوت والذى يمتد إلى أربعة سنوات يدرس الشماس الاكليريكى العلوم الدينية المختلفة من لاهوت وعقيدة وكتاب مقدس وتاريخ كنيسة وطقوس إلى جانب الندوات التكوينية المتخصصة فى مجالات الخدمة الرعوية . وخلاصة القول أننا نعمل جميعاً بغرض التكوين الشامل للاكليريكى كما اننا نحيا داخل الاكليريكية كأسرة واحدة فى خدمة الكنيسة .
• تشهد مجلة صديق الكاهن التى تصدر عن الكلية الاكليريكية تحديثاً وتطوير منذ فترة .. حدثنا عن هذه الخبرة ؟
– مجلة صديق الكاهن من المجلات المتميزة فى الكنيسة حيث أنها مجلة اكاديمية تهتم بنشر الابحاث والمقالات المتخصصة فى مختلف الموضوعات وتقدم الموضوعات للقارئ بطريقة منهجية . ومنذ حوالى خمس سنوات تقريباً بدأنا مسيرة تجديد للمجلة فى شكلها ومضمونها حتى تكون أكثر جاذبية للقارئ لا سيما مع تراجع نسبة القراءة عند قطاعات واسعة من الناس مع انتشار الانترنت . ونشكر الله أن هناك ردود فعل طيبة كثيرة تصل إلينا عن المجلة وهذا بفضل الاباء المسئولين عن تحريرها .
• تتولى الاكليريكية الاشراف على الموقع الرسمي للكنيسة الكاثوليكية بمصر على شبكة الانترنت .. ماذا عن أهم المستجدات فى هذا الملف ؟
– منذ الإعلان عن انشاء موقع رسمي للكنيسة الكاثوليكية بمصر كلف مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك الكلية الاكليريكية بالاشراف على الموقع وقام أحد الاباء الكهنة بالاكليريكية إلى جانب عدد من الاكليريكيين بتحمل المسئولية من وقتها حتى الآن . ولكن مع اتساع محتويات الموقع وتعدد الانشطة الكنسية رأينا من الأهمية وجود موظف يعمل بشكل رسمي بالموقع ويهتم بمتابعة هذه الاحتفالات الكنسية إلى جانب مساهمة الاباء بالاكليريكية فى كتابة الموضوعات للموقع كل كاهن حسب تخصصه . ونشكر الرب على ما يشهده الموقع من تحديثات مستمرة .
• كانت منشورات المعادي من كتب ودراسات بمثابة رافد ثقافى للقارئ المصري .. لماذا اختفت هذه المطبوعات منذ سنوات طويلة ؟
– بالتأكيد كانت منشورات المعهد الاكليريكى بالمعادي قيمة ثقافية ودينية كبيرة للقراء وذلك لما اتسمت به هذه الكتب من عمق معرفى ومنهجية فى البحث . وللاسف توقفت مسيرة النشر منذ سنوات حتى فكرنا ان نترك مجال النشر لدار القديس بطرس للبرمجة والنشر لكونه هيئة نشر تابعة للكنيسة . لكن ظهرت الكثيرة من الاصوات المنادية بعودة دور الاكليريكية فى نشر الكتب والابحاث وبالفعل بدأنا فى التخطيط للأمر وسيصدر قريباً كتاب ” المشورات الانجيلية فى حياة الكاهن الايبارشي ” كبادرة ثقافية فى استتئناف الاكليريكية لمسيرة النشر . لكنى اصارح القارئ أن عملية النشر تحتاج إلى مزيد من الجهد من قبل أباء الاكليريكية كما أنها تتطلب دعم مالى كبير نصلى أن يضع الرب على طريقنا من يساعدنا مادياً فى مواصلة عملية نشر الكتب الكاثوليكية فى مختلف فروع المعرفة .
• فى ختام حوارنا ماذا تقول لأبناء الكنيسة الكاثوليكية فى مصر ؟
– أشكر الرب على هذا اللقاء الذى تحدثنا فيه حول كثير من القضايا الهامة فى حياة الكنيسة ، واصلى أن تكون الكنيسة مزدهرة بإيمان أبنائها ، كما أصلى أن يرسل الرب دعوات صالحة وكهنة قديسين لخدمة شعبه بغيرة وتقوى .
أجرى الحوار :
ناجح سمعـان