stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

من ضربك على خدك الأيمن حوّل له الأيسر – الأب وليم سيدهم

505views

شيء مستفز أن تؤمر بأن تتنازل عن حقك في الدفاع عن نفسك، ولأانه شيء مستفز فإن يسوع يعنى ما يقول ونحن المسيحيين صعب علينا أن نمارس هذا القدر من التنازل عن حقنا في رد الصاع صاعين، الحدوتة هي أن جيراننا وأصدقائنا يوصمونا بالجبن إذا فعلنا ذلك، ونحن لسنا جبناء وبالتالي عقيدة “عين بعين وسن بسن” لا يمكن أن نستغنى عنها وستظل هذه افشكالية تحاصر المسيحيين ما لم يفرقوا بين إيمانهم بالتسامح والغفران وبين ضغوط المجتمع في ممارسة الحق في الدفاع عن النفس وبالتالي استخدام العنف.

المهاتما غاندي الذي كان هندوسيًا يمارس التأمل واليوجا على الطريقة البوذية قرأ الانجيل وأعجب بشخصية المسيح إعجابًا شديدًا، وعلى عكس ملايين المسيحيين إستطاع المهاتما غاندي أن يوظف هذه الروحانية المسالمة في تحرير بلد شاسع وهو الهند من سطوة الإستعمار الانجليزي عام 1948.

لقد أسس غاندي منهجًا سلميًا أقنع به المواطنين الهنود مبني على أننا لن نفعل مثل المستعمرين، هم يضربوننا ويسرقون أموالنا ونحن لن نستخدم العنف بل نلجأ إلى وسائل سلمية لمحاربتهم.

وكانت المقاومة الروحية الأخلاقية هي السلاح الفعال لدى غاندي مصحوبة بمظاهرات سلمية، إمتناع عن العمل سلميًا …. الخ.

لقد ذهب الشهيد مارتن لوثر كينج المسيحي ليتعلم من غاندى أساليب الكفاح اللاعنفي وأدار معركة لا عنيفة ناجحة في الولايات المتحدة ضد العنصرية البيضاء مما كان له أبلغ الأثر في تحرير الزنوج من القيود والعنصرية التي كانت تتحكم، وسقط مارتن لوثر كينج شهيدًا بسبب ذلك كما حدث مع غاندي نفسه، إذ طعنه واحد من الهندوس المتعصبين.

إن المسألة ليست منحصرة حرفيًا في تحمل الضرب على الخدود، إنما هي منهج حياة للشجعان وليس للجبناء، فمن تغيب عنه القدرة الروحية على النضال ويترك نفسه محكومة بالضغوط الإجتماعية والتقاليد الغبية ليسأل نفسه إن كان يتبع المسيح أم مازال في عصر موسى والشريعة التي حكمت العهد القديم.

“طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.” (مت 5: 10)