stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

من كنيسة أورشليم إلى كنيسة انطاكية – الأب وليم سيدهم

509views

منذ القرن الأول الميلادي نشأت خلافات بين الرسل وبعضهم حول قضية “دخول الوثنيين إلى المسيحية” كان المتشددون من المسيحيين من أصل يهودي يرفضون أن يدخل الايمان المسيحي الوثنيون أي الذين لا يدينون بالدين اليهودي وجوهره شريعة موسى.

وكان بولس الرسول من أوائل الناس الذين بشروا بالمسيح في الأوساط الغير يهودية نظرًا لما وجده من رفض وتعنت من قِبل غالبية اليهود، لا بل بإتفاق مع بقية الرسل كرّس رسالته للوثنيين.

ولقد وقع شجار بين بطرس الذي كان يميل للمسيحيين من أصل يهودي وبولس الذي كان يميل للمسيحيين من الوثنيين في مدينة أنطاكية لهذا السبب، وحُسم هذا الخلاف في مجتمع أورشليم حوالي عام 40 ميلادية، وجوهر القضية كما كان يراها المسيحيون من أصل يهودي أن غاي إنسان يريد أن يدخل المسيحية يجب أولًا أن يصبح يهوديًا ويسلك بمقتضى شريعة موسى قبل أن يُقبل في الجماعة المسيحيية الأولى.

ولأن الصراع بين المسيحيين اليهود والمسيحيين من أصل وثني، قامت كنيسة أورشليم الممثلة في الرسل والشيوخ بكتابة خطاب تأييد دخول الوثنيين إلى الديانة المسيحية ، هذا نص الخطاب:

” وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمْ هكَذَا: «اَلرُّسُلُ وَالْمَشَايخُ وَالإِخْوَةُ يُهْدُونَ سَلاَمًا إِلَى الإِخْوَةِ الَّذِينَ مِنَ الأُمَمِ فِي أَنْطَاكِيَةَ وَسُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَّةَ:  إِذْ قَدْ سَمِعْنَا أَنَّ أُنَاسًا خَارِجِينَ مِنْ عِنْدِنَا أَزْعَجُوكُمْ بِأَقْوَال، مُقَلِّبِينَ أَنْفُسَكُمْ، وَقَائِلِينَ أَنْ تَخْتَتِنُوا وَتَحْفَظُوا النَّامُوسَ، الَّذِينَ نَحْنُ لَمْ نَأْمُرْهُمْ. رَأَيْنَا وَقَدْ صِرْنَا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ أَنْ نَخْتَارَ رَجُلَيْنِ وَنُرْسِلَهُمَا إِلَيْكُمْ مَعَ حَبِيبَيْنَا بَرْنَابَا وَبُولُسَ، رَجُلَيْنِ قَدْ بَذَلاَ نَفْسَيْهِمَا لأَجْلِ اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. فَقَدْ أَرْسَلْنَا يَهُوذَا وَسِيلاَ، وَهُمَا يُخْبِرَانِكُمْ بِنَفْسِ الأُمُورِ شِفَاهًا. لأَنَّهُ قَدْ رَأَى الرُّوحُ الْقُدُسُ وَنَحْنُ، أَنْ لاَ نَضَعَ عَلَيْكُمْ ثِقْلًا أَكْثَرَ، غَيْرَ هذِهِ الأَشْيَاءِ الْوَاجِبَةِ: أَنْ تَمْتَنِعُوا عَمَّا ذُبحَ لِلأَصْنَامِ، وَعَنِ الدَّمِ، وَالْمَخْنُوقِ، وَالزِّنَا، الَّتِي إِنْ حَفِظْتُمْ أَنْفُسَكُمْ مِنْهَا فَنِعِمَّا تَفْعَلُونَ. كُونُوا مُعَافَيْنَ (اعمال 15: 23- 29)

نحن لدينا صورة مثالية عن بداية الكنيسة ونعتقد أن الكنيسة وُلدت دون توترات ودون إضطرابات وهذا غير صحيح، فهذا الخطاب المرسل من القرن الأول من أورشليم إلى أنطاكية كان الغرض منه حل النزاع بين المسيحيين أنفسهم في كنيسة أنطاكية.

إن عمل الروح القدس في الكنيسة هو الذي يهدي النفوس ويضمد الجروح ويدفع المؤمنين إلى الأمام رغم الصعاب.

نطلب من الله مخلصنا أن نجد الصيغ المناسبة والمملوءة من الروح القدس لنتمكن من تجاوز خلافاتنا المذهبية والعقائدية والوحية، بركة الروح القدس تحافظ علينا من كل شر.