من هو يسوع في قول الناس وفي قولكم؟ الأب وليم سيدهم
لقد ولد يسوع من مريم العذراء وأصبح معدودًا بين البشر،” فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضًا مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ، لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى.” (لوقا 2: 4- 5) وبالتالي فإن يسوع هو ابن الانسان، ولكن في الوقت نفسه حينما غاب يسوع ثلاثة أيام في الهيكل اضطربت مريم وهي تبحث عنه، وحينما وجدته عاتبته على أنه تخلف عن ركب الحجاج العائدين من أورشليم، فرد عليها يسوع: “أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟».” (لو 2: 49). وهكذا يصبح يسوع ابن الله وابن الانسان في شخص واحد، ولما كبر وبدأ حياته العلنية وهو يكرز بملكوت السموات، لم يتقبله أهل أورشليم كلهم بل كان مرفوضًا من كبار رجال الدين في عصره، لأن هويته لم تكن واضحة لدى رجال الدين.
إلا أن الذين عرفوه وآمنوا به نفر قليل وهو الـ 12 تلميذًا الذي اختارهم هو، والاثنين وسبعين رسولًا. لذلك حينما سأل تلاميذه عما يقول الناس عنه فالبعض قال إنه أيليا والبعض الآخر ارميا والبعض الثالث واحد من الأنبياء.
ولما سألهم هم رد بطرس فورًا: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!».” (مت 16: 16). وعلى الفور رد يسوع على بطرس قائلًا: “إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.” (مت 16: 17).
ونحن اليوم في القرن الواحد والعشرين يسألنا الناس ونسأل أنفسنا عمن هو يسوع؟ وردنا هو الذي باسمه نلنا المعمودية والذي باسمه نلنا الخلاص والذي بروحه نحيا ونتحرك، لأننا اختبرنا محبته لنا، وعلمنا أنه احبنا قبل أن نحبه، ولذلك نحن نبشر بحياته وموته وقيامته وننتظر مجيئه الثاني.
ومن البديهي أن كثيرين اليوم في عالمنا يدعون أنهم المسيح، فاصحاب السلطة والصولجان يعتبروننا ملكهم، وتجار المخدرات وتجار الدين وتجار الدولار وتجار السلاح، وغيرهم كثيرون يعتبروننا زبائنهم، فتعرض علينا دعاية مكثفة لننضم لهذه الممالك السابق ذكرها. ولولا أن هناك مرشدون حقيقيون يبشرون بيسوع لكنا انحرفنا مثل غيرنا واعتنقنا عقائد هذا العالم.
لذلك فنحن نعتبر يسوع مرشدنا ومخلصنا وملك السلام الذي يسكن في أعماق اعماقنا، فشكرا للرب على نعمته هذه.