stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

من يقول الناس أنى هو – الأب وليم سيدهم

711views

أراد يسوع أن يضع النقاط فوق الحروف ففى جو أورشليم و الجليل حيث توقعات اليهود ‏بمجئ المسيح كانت على أشدها أراد يسوع الناصرى أن يتعرف على رأى الناس و رأى ‏تلاميذه هويته.‏
فنقل التلاميذ له رأى الشارع اليهودى و قتها فقالوا البعض يقول أنك إيليا و البغض يقول إنك ‏إرميا و البعض يقول أنك واحد من الأنبياء.‏
وإذا فسرنا الثلاث آراء سنجد أن النبي إيليا كان يعتبر في العهد القديم أهم الأنبياء و خير من ‏يمثلهم لما قام به من دفاع عن صورة الأنبياء بقتله لكل الأنبياء الكذبة بالإضافة إلى أنه صعد ‏الى السماء على مركبة من نار و كان يتردد بين اليهود أن ايليا سيسبق المسيح ليعد له ‏الطريق. أما ارميا فهو الوحيد بين الانبياء الذى لم يتزوج و عاش دعوته فى عراك مستمر ‏مع معاصريه حول رفضهم لشريعة الله. ثم أنه أقرب وجه للمسيح. كما كانت صورة المسيح ‏المنتظر فى بعض الأوساط التى لم يذكرها التلاميذ هى صورة داوود المللك الذى على ‏غراره سيقيم المسيح المنتظر مملكته. نرى ذلك فى أعمال الرسل و التلاميذ يسألون يسوع : ‏‏” يَا رَبُّ، هَلْ فِي هذَا الْوَقْتِ تَرُدُّ الْمُلْكَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟” أو في انجيل لوقا الذى صرح فيه ‏تلميذا عماوس بأنهم فجعوا فيما حدث للمسيح من صلب و هم الذين كانوا يظنون أنه سيعيد ‏المُلك لإسرائيل في وسط هذه الأجواء أراد المسيح أن يصحح المفاهيم حول هويته و أن ‏يشرح لتلاميذه مضمون رسالته و الهدف من تجسده على الأرض.‏
و كان الشق الثانى من السؤال موجه لتلاميذه : وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟” فرد بطرس ‏بشكل فورى سابقاً كل التلاميذ كالمعتاد في ردود أفعاله و على غرار تلاميذ مدارس الاحد ‏الذين يرددون الجُمل التى تشرح العقائد المسيحية دون أن يفهموها قال بطرس أَنْتَ هُوَ ‏الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ‎!‎‏ و لكن يسوع وجد في هذا الرد إجابة صحيحة فأثنى على بطرس و ‏شرح له أن هذا الرد ليس منه شخصياً و لكن : “طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا ‏وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ” و هنا يعيد المسيح الكلمات التى جاءت فى ‏انجيل يوحنا على لسانة : “لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُقْبِلَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي” .‏
كما أن هذا الاعلان يتسق مع ما جاء فى ارميا النبي : ” أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا ‏عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا. ‏
و أى مسيحى اليوم يوجه إليه هذا السؤال : من هو المسيح في نظرك؟
ووسط كل الآلهة الحديثة الاستهلاكية و مفهوم السعادة الذى تمحور على الخيرات المادية ‏التى حلت محل الله. ووسط كل الايدلوجيات المادية و الاشتراكية و الليبرالية يظهر يسوع ‏غريبا مطروداً من مجتمعاته الكنسية و لم يبقي منه الا القشور : الطقوس و الكلمات المجردة ‏و الذكريات المؤلمة.‏
ونسأل أنفسنا هل مازال المسيح هو الاول في حياتنا ؟ هل هو الذى يُعطى معنى لصبرنا و ‏عطائنا و تضحاياتنا و جروحنا و آلامنا . أم توارث صورته ما وراء السوبر ماركت و ‏كرنفال الأزياء و السيارات الفارهة و الطائرات المطرزة بالذهب و الماس. ‏