موسى .. موسى إخلع نعليك من رجليك – الأب وليم سيدهم
موسى .. موسى إخلع نعليك من رجليك
نعم، إنها أرض مقدسة، منزهة عن كل عيب، فهي موطئ قدمى الله نفسه، هكذا جميع بيوت الله مقدسة لإنها المكان الذي تلتقي فيه الأرض بالسماء، الإنسان بالله.
إنتبه، فهذا المكان تبارك بحضور الله فيه، فالرجوع الى الله يكون بقلب طاهر ونية طيبة وأذن مصغية. نحن نتشوق إلى مثل هذه الأماكن إن كانت فطرتنا مازالت نقية غير مشوشة أو مرتبكة.
ما الفرق بين هذه الأرض والأرض التى تجاورها، الفرق هو حضور الله بقوة وبإعلان عن قداسة هذه الأرض، وخلع الحذاء هو خلع العالم القديم الذى يسكننا لنسكن في عالم جديد ملئه الله ببركته.
لقد أعلن الله عن نفسه لموسى في عليقة مشتعلة في سيناء أثناء تأدية عمله. وهو يرعى غنمه. هذا التجلي الألهي الذي جذب أنظار موسى هم التجلي الإلهى الذى نراه كل مرة ندخل إلى العمق في حياتنا اليومية ونتأمل معنى حياتنا اليوم ومغزى ما نقوم به من عمل بسيط منظم ومعلن.
ولأن هذه الأعمال البسيطة تدفعنا إلى المزيد من التقرب من الله إذن الله نفسه يُعلن عن نفسه ويطلب منّا أن نذهب إلى أبعد.
إن عظمة ربنا تكمن في عظمة خليقته ولأن موسى كان لديه حُلمًا قديمًا في شبابه وهو تحرير الشعب العبراني من العبودية أراد الرب أن يحقق له رغبته بعد أن فشل هو نفسه في هذا العمل.
وهذه المرة هى تكليف من الله ليذهب إلى فرعون ولكن موسى الذى أنضجته الايام أعترف بعدم قدرته على ذلك.
فَقَالَ: «إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ، وَهذِهِ تَكُونُ لَكَ الْعَلاَمَةُ أَنِّي أَرْسَلْتُكَ: حِينَمَا تُخْرِجُ الشَّعْبَ مِنْ مِصْرَ، تَعْبُدُونَ اللهَ عَلَى هذَا الْجَبَلِ».فَقَالَ مُوسَى للهِ: «هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟»فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ«. (خروج 3: 12 -14).
إن مشروع تحذير شعب من قبضة فرعون الجبار مهمة جبارة ولكن “سأكون معك” كلمة أيضًا تفوقها جبروتًا، إن ربَّ الكون بذاته هو المرسل.
قال الله لا يمكن أن يكون الإنسان وحده فلنخلق له معينة منذ خلق الإنسان رأى الله أن الإنسان كائن إجتماعي مدعو إلى تكوين جماعة وإذا كانت الحيوانات تعجز عن مرافقة آدم فإن حواء خلقت لأجل معاونة آدم في تعمير الأرض.
ولكن آدم وحواء مدعون أن يعمروا الكون ويلدوا صبيانًا وبناتًا وفي مسيرة تعمير الكون حدثت مشكلات خطيرة كادت تعصف كل مرةبمشروع الخليقة ذاتها.
إن أى إنسان مدعو للمساهمة ونجاح البشرية في مسعاها هكذا نحن إن لم نخرج من أنفسنا وندخل في علاقات مع الآخرين فإننا سنظل كائنات ناقصة. إن الانكفاء على الذات والاكتفاء بعلاقاتنا مع الله هى ضد ارادة الله.