لماذا يعتمد الكاثوليك في بعض عقائدهم على التقليد وليس الكتاب المقدس ؟
نلاحظ أن في الكتاب المقدس هناك نوعان من التقاليد الدينية – الإنسانية والإلهية – نلاحظ أن المسيح عندما أتهم الفريسيين وكان يشير إلى ” وصايا الناس” ( مرقس 7:7 ) ، لتقاليدهم الإنسانية . ولكن أراد المسيح الحفاظ على التقاليد الإلهية واحترامها فقد جعلها جزءاً لا يتجزأ من وديعة الإيمان المسيحي – ” فأثبتوا أيها الأخوة وتمسكوا بالتعاليم التي تعلمتوها سواء كان بالكلام أم برسالتنا ” ( 2 تسالونيكي 2 : 15 ) . هذا التقليد الشفهي الذي يخبرنا عنه القديس بولس الرسول يقف جنباً إلى جنب مع الكلمة المكتوبة والكنيسة الكاثوليكية تستند في معتقداتها الإيمانية على الأثنين ، فالعهد الجديد نفسه هو نتاج التقليد المسيحي .
لماذا يجاهد الكاثوليك لنيل الخلاص على الرغم من وجود اعتقاد آخر سائد بأنه عطية من الله ؟
يدرك الكاثوليك تماماً أن يسوع المسيح مات على الصليب من أجل الخطايا ، وبالتالي ُفتحت أبواب السماء ، وبأن الخلاص هو نعمة لا يمكن لأي قدر من الأعمال الصالحة أن يشتريها . يتلقى الكاثوليك نعمة المسيح الخلاصية والتقديس ، والمسيح نفسه ، في نفوسهم عندما أعتمدوا . ومع ذلك فإنها تعرف أيضاً أن المسيح قد وضع شروطاً معينة للدخول إلى السعادة الأبدية في السماء . على سبيل المثال ، تناول جسده ودمه الحقيقي ( يوحنا 54:6 ) وحفظ الوصايا ( متى 17:19) . فإذا رفض مسيحي أو أهمل طاعة أوامر ربنا في أمر خطير ( وهذا هو الخطيئة مميتة ) ، وربنا لا يُبقى مسكنه في روحه ، وإذا مات مسيحي في تلك الحالة فلن يخلص . كما حذر القديس بولس أهل غلاطية فيما يتعلق بهذه الخطايا : ” إن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله ” ( غلاطية 5 : 21 ) يجب أن يضاف إلى ذلك أن المسيح يغفر دائماً عند عودة الخاطئ بسلامة النية في سر التوبة .
الكاثوليك باتباع القديس بولس ، الذي لا يعتقد أن يضمن خلاصه مرة واحدة وإلى الأبد في لحظة أنه قبل المسيح في حياته ، لأنه يقول : ” بل أقمع جسدي وأستعبده حتى بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضاً ” ( 1 كورنثوس 9 : 27) ومع ذلك ، يدرك الكاثوليك أن الجهاد من أجل الخلاص مستحيل دون هبة من نعمته .